رأيت شخصية غريبة كانت أعينها تدمع من الحزن وقلبها العاشق يدندن (يا حبذا ريح الولد ريح الخزامة في البلد أهكذا كل ولد أم لا يلد مثلي أحد بل ولد مثلك الملايين سبحان الله ما أعظم الأمومة فالأم مصنع الحياة).
الحديث عن الأم ذو شجون وقليل بشأنها، وأتساءل بيني وبين نفسي ما سر هذه المرأة وما هو سر الدموع وتحتضن طفل غريب وتقول هكذا بصوت عالي مُلفت الأنظار ..! وسألتها ماذا بكِ ؟! قالت ..؟
في حياتي انشغلت كثير واخذتني الحياة عن أمي كنت لا أراها شهر وشهرين واحياناً أكثر.
وفي يوم من الأيام وصلتني رسالة بأنها منزعجة بسبب قلة الوصل وتجاهلت هذا الامر ؛ لأنها دائماً تحطم نجاحي وترى بأني إنسانة ناقصة لذلك فضلت الابتعاد عنها، زرتها يوماً وكانت شديدة العتاب خرجت من المنزل وتركتها سنة كاملة وصلني خبر بأنها تحتضر على فراش الموت وكنت يومها في مؤتمر وسريعاً ذهبت حتى أراها وأجلت كل ما لدي من اشغال ومواعيد، وأنا في طريقي لها وصلني خبر وفاتها.
كانت أقوى صدمة تلقيتها تذكرت انها تحملت ، وصبرت تسعة شهور على تواليها، كيف انها تحملت روحين بجسد وتحملت ألم الولادة وأحسنت في تربيتي حتى أصل إلى ما أريده ؛ ابكي دائماً، والآن ليس لدي أحد وصلت بعمر الشيخوخة والحياة كما تدين تدان، رأيت الطفل الذي خرج من أحشائي عمل بمثلي تماماً.
أيا أمي . أيا أمي .. أنا الأبنة التي أدعي حتى تسامحيني ..
أيا أمي . أيا أمي .. لم أَجِد مِثلكِ . في حنانك . في روعتك . في صدركِ الحاني.