استقطب الفلم العربي المرشح لجائزة الأوسكار (ذيب) للمخرج (ناجي أبو نوار) جمهورًا عريضًا في جلسة نقاش مفتوحة للجنسين نظمها فريق فكر بالمقهى الثقافي بجمعية الثقافة والفنون بالأحساء حيث ينعطف الفريق في مناقشاته من الأدب والفكر إلى السينما طلبًا للتنويع وإرضاء ذائقة جمهوره المتنوع.
وقد أدار مناقشة الفلم الممثل (حسين اليحيى) الحائز على جوائز عديدة في مجال الأفلام القصيرة حيث عرض اليحيى بدايةً مقتطفات من الفلم تختصر قصته، وقدم قراءةً فنية للفلم مبرزًا جماليات الصوت والصورة وما يخص المقدمة واختيار الممثلين وأزيائهم ، كما تناول الفلم من عدة زوايا طارحًا على الجمهور عددًا من الأسئلة التي أثارت جدلًا تعددت فيه وجهات النظر فدار النقاش الأول حول أداءات الممثلين حيث أشاد (إبراهيم السعيد) بأداء الطفل (ذيب) الذي يمتلك من الموهبة بحيث لا يشعر المشاهد باصطناع التمثيل لانسجامه بالبيئة البدوية الأردنية ، وطرح اليحىى تساؤلًا: لم تكبد المخرج عناء اختيار الممثلين من البدو تحديدًا؟ ليجيب (علي العيسى) بأنه حين يكون الممثلون منتمين إلى نفس بيئة التمثيل -وهي البادية هنا – يأتي تمثيلهم أكثر واقعية بينما أشارت أخرى إلى تأثير العامل الاقتصادي في اختيار الممثلين كما أثار القاص حسين العلي جدلًا حول مسألة الرسالة التي يوصلها الفلم للجمهور حيث يقول بأن الفلم (ذيب) أوصل للعالم صورة سلبية جدا عن الحياة البدوية بأنها قائمة على القتل، إذ ردت عليه إحدى النساء الحاضرات بأن الفلم ينقل حقيقة تاريخية ، وقال أحمد الريزان بأنه ليس بالضرورة أن يكون هدف الفلم قِيَميًّا أخلاقيًّا، فأهم أهداف السينما المتعة ، وأتى تعليق المناقش بأنه ليس مطلوبًا من الفلم أن يقدم المجتمع في صورة مثالية، بل هو ينقل واقعه بمحاسنه ونواقصه وجاء رد (محمد القحطاني) قائلًا: المخرج العظيم هو الذي يستطيع أن يظهر المجتمع الواقعي بخفاياه وأسوَأ ما فيه بينما الجميع قادر على تصوير إيجابياته ، وأثار اليحيى قضية الاستفادة من السينما في تقديم صورتنا للعالم ، وذكر الدكتور محمد البشير المشرف على المقهى الثقافي أهمية ما يقوم به صناع الأفلام في الأحساء مستبشرا بأفلام واعدة من خلال ما يشاهده ، ومؤكدا على ضرورة العناية بالقيمة الفنية التي هي الطريق للعالمية ، مستبعدا أن تكون الأفلام وسيلة رسائلية صرفة أو طوباوية لأن ذلك لا يدخل ضمن دائرة السينما ، وذكر اليحيى مشاركة السعودية جمانة شاهين ضمن الطاقم الفني التي نالت تصفيقا طويلا من الجمهور فرحا بمشاركة سعودية مبدعة ضمن طاقم الفيلم ، وفي الختام تقدمت الأستاذة فاطمة العلي قائدة فريق فكر بالشكر الجزيل للحضور على نقاشهم الثري معلنة أن هذه الفعالية كانت مسك ختام أنشطة الفريق لهذا الفصل ، مشيدة بإدارة الممثل حسين اليحيى للحوار ، ودعت الأستاذ علي الغوينم مدير جمعية الثقافة والفنون بالأحساء ومشرف المقهى الثقافي الدكتور محمد البشير لتسليم درعا تذكاريا لليحيى ، وبدوره أشاد الأستاذ علي الغوينم بأنشطة الفريق خلال هذا الفصل ، مترقبا ما سيقدمه خلال الفصل القادم .





