حري بالهيئة العامة للرياضة أن تهتم برياضة الفروسية كما تهتم برياضة كرة القدم فهي أولى من كل الرياضات كيف لا ؟ وقد حض عليها ديننا الإسلامي الحنيف في مواضع عديدةٍ ولابد من تفعيل مشاركة الشبان فيها وتخصيص الحوافز والجوائز المادية للمتميزين من الفرسان فإن الاهتمام برياضة الفروسية ودعمها مادياً ومعنوياً يجعلها تحقق العديد من الإنجازات في المشاركات التي تخوضها سواءً داخل المملكة أو خارجها مما يعكس الصورة الحضارية للبلاد كونها رياضة نبيلة وخليق بالجهات المسئولة إعادة مجدها وربط شبان الوطن بتراثهم العربي الأصيل واستثمار أوقات فراغهم بما ينمي مواهبهم وميولهم فيما أكدت عليه السنة النبوية الشريفة وسطَّر فيه الآباء والأجداد صفحات ناصعة من المجد والعزة والفخار فقد ورد في الأثر عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوله: “علِّموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل” فهي من أشرف الرياضات وأنفعها لما تحمله من قوةٍ ورجولةٍ وشجاعةٍ وأنفةٍ وكرمٍ وربط الأجيال القادمة برياضة الآباء والأجداد وبالخيل العربي الذي هو جزء لا يتجزأ من تراثهم وتراث أمتهم الأصيل.
وكم سررت بما لمسته من اهتمامٍ بهذه الرياضة العريقة وبخيول الجزيرة العربية الأصيلة من قبل نادي الفروسية في الأحساء المتمثل في إقامة مهرجانٍ لسباق خيول الجزيرة سعودية الأصل والمنشأ وتأتي فكرة هذا السباق من حرص المهتمين برياضة الفروسية على حفظ سلالة خيول الجزيرة والعناية بها لارتباطها بتاريخ بلادنا وبطولاتها وتهدف للحفاظ على سلالة هذه الخيول التي تميزت بالأصالة والارتباط بتاريخ الجزيرة العربية وملاكها الذين اهتموا بهذه الخيول لقدرتها على التحمل ومعايشة ظروف الجزيرة إضافة إلى الشكل الجمالي.
ومما يثلج الصدر ما أنجزته محطة التدريب والأبحاث الزراعية والبيطرية التابعة لجامعة الملك فيصل من اسطبلٍ للخيول العربية الأصيلة بمركز الفروسية على مساحة 1190 متراً مربعاً وبمواصفاتٍ عالية ويتكون من 20 حظيرة للخيل ويضم وحدةً للتلقيح الصناعي وعيادةً بيطرية ومكتباً خاصاً لرئيس المركز ومستودعاً لحفظ الأدوية وغرفاً لتبديل الملابس وتم تبريد الإسطبل بالكامل بوحدات تبريدٍ خاصةٍ بإسطبلات الخيول وتركيب جميع الأبواب والقواطع من مادةٍ مقاومةٍ للصدأ ويدعم هذا المركز العملية البحثية والتدريب الطلابي بالجامعة ويشتمل على مضمارٍ للتدريب بمسافة 2000 متر ومنصة للجمهور ويهدف إلى إجراء أبحاث تطويرية من خلال التعاون المشترك بينه وبين وكلية الطب البيطري وتمكين أساتذة وطلاب الكلية من إلقاء المحاضرات العملية الخاصة بالخيل بمقر المركز وإنتاج سلالاتٍ متميزةٍ من الخيل العربي الأصيل بعد تزويد المركز بأفحل خيول وأفراس الإسطبلات النموذجية بالمملكة المتمثلة في مزرعة الجنادرية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يرحمه الله ومزرعة الخالدية وإسطبلات المحمدية وإسطبلات عذبة وإسطبلات النايفات ومركز الملك عبدالعزيز للخيول العربية الأصيلة والمشاركة بالخيل المنتج بالمركز في مسابقات جمال الخيل العربي الأصيل الدولي والمحلي باسم الجامعة وتطوير سلالات ملاك الخيل بالمنطقة الشرقية من خلال تقديم خدمة التلقيح الصناعي لأفراس المنطقة من أفحل المركز كخدمةٍ للمجتمع والتدريب على مهارات الفروسية المختلفة كتعليم أساسيات ركوب الخيل ومهارة قفز الحواجز لطلاب الجامعة وأعضاء هيئة التدريس والموظفين من خلال الميادين المعدَّة لذلك إحياءً للسنة الشريفة التي أُمِرْنا بإتباعها إضافةً إلى استقبال الوفود الزائرة للجامعة للتعريف بالمركز وإنجازاته وتنفيذ أنشطةٍ لهذه الوفود واستضافة مهرجانات الفروسية المختلفة كمسابقات جمال الخيل العربي الأصيل ومسابقات التحمل وقفز الحواجز بالتنسيق مع الجهات الرسمية بهذا الشأن.