تَشَرَّفْتُ فِي الأُسْبُوعِ المُنْصَرِمِ وَبِدَعْوَى كَرِيمَةٍ من صديق حميم له علاقة بالمناسبة حضور حفل تخريج طلاب جامعة شمال شرق الينوي Northeastern Illinois University في نسختها الـ150 منذ تأسيسيها ، وعند حضورنا أخذني الفضول الصحفي فأخذت اراقب كل شيء بالدقة ابحث عن بعض الهفوات وأن قلت ليس لشيء لإيماني أن كل عمل من صنع البشر لابد له زيادة وتقصان واذا ما لمست من البشر عمل يقترب من الكمال فاعلم أن الاتقان وصل حد ليس بقليل بل هو عميق ، هذا بالضبط ما حصل خلال حفل تلك الجامعة العريقة والعريق جدا والتي تعد واحد من افضل جامعات الينوي واقدمها تاسيسا، أما العراقة فأنها ثابتة في تاريخ هذا الصرح الكبير والعتيد فالجامعة تأسس في العام 1867م أي أنها عاشت قرن ونصف القرن من الزمان وهي تأهل وتدرب وتخرج وتبحث وتفتح ذراعيها للطلاب والدكاترة والعلماء والباحثين ، مضى جل الوقت وأنا في ترقب وفضول صحفي ، حتى تحول الترقب إلى اعجاب لأني عجزت عن تسجيل هفوة ، لان الأمور كلها تسير بالدقة ، فحضورنا بتذاكر مرقمة أولا ، ثم أن كل شخص حضر سجلت تذكرته بدقة متناهية بدون زحام ولا الوقوف في صفوف طويله ، توجهنا إلى مكاننا في المدرج الذي رتب بعناية وأخذنا امكاننا القيت نظرة علي مكان الحفل فوجدته قد رتب ونظم بشكل ملفت للنظر سواء في مكان جلوس الخريجين أو هيئة التدريس أو المسئولين بالجامعة حتى المقدم مكانه محدد بدقة ، وزادني انبهارا بالحفل العدد الكبير الذي يحتفى بهم ، وبينهم معاقين استخدم لهم الكراسي المتحركة مع مرافق طبي خاص يرتدي زي خاص بالتنظيم ، سهلوا لهم الصعود إلى المنصة والنزول منها ودخول الصالة والخروج منها باختصار المكان صديق للمعاق ، ثم رأيت بأم عيني مترجم لغة الإشارة وقد رافق طلاب صم يترجم لهم ما يدور في الحفل خطابة والقاء إلى رموز ليأخذ الاصم حقة في يوم تكريمه ، الكلمات منسقة مختصرة غير مطولة ولا مملة كانت تلقى ارتجالا مغلفة بالفكاهة بكلمات عفوية ، ومازدا الحفل رونقا وبهاء أن جميع الخريجين الذين تجاوز عددهم الفا طالب صعدوا إلى المنصة فردا فردا والنداء بأسمائهم واحد تلو الاخر ، فتيقنت أن الاتقان والإخلاص الموجود في مكان الاحتفال هو انعكاس لأحوال الجامعة ، فَحَقّ يَجِبُ أَنْ نَقُولَ خُذُوا العِبْرَةَ فَأَنَّ الجَامِعَاتِ الأَمْرِيكِيَّةَ صَدِيقَةٌ لَذَوِيَ الاِحْتِيَاجَاتُ وَتَعْتَنِي بِهِمْ, فَفُضُولِي لِلبَحْثِ عَنْ هَفَوَاتِ تَحَوُّلٍ إِلَى إِعْجَابٍ وَأَنَّ هَفَوَاتِهُمْ اِخْتَفِ أَمَامَ إِتْقَانِهِمْ لِكُلِّ شَيْءٍ
