أَبَدًا بِتَحِيَّةِ إِجْلَالٍ وَتَكْبِيرٍ لِمُؤَسِّسِي “جَمْعِيَّةِ الحَدَائِقِ وَعِمَارَةِ البِيئَةِ” الَّتِي أَسَّسَتْ بِمُبَادَرَةِ مَجْمُوعَةِ نُشَطَاءِ البِيئَةِ بِالعَاصِمَةِ المُقَدَّسَةُ عَبْرَ مَجْمُوعَتِهِمْ “تَأْهِيلِ حَدَائِقِ مَكَّةَ المُكَرَّمَةِ” لانهم ادركوا ماتعانية تلك الأماكن من اهمال وتخريب وتشوية ، وسعوا إلى إعادة الحياة في تلك المجموعة المهجورة والمتروكة والمهملة والتي تفقد اقل مقومات الحياة والتي طالتها اياد التخريب والتشوية والتدمير ، رغم كل ما تنفق الدولة – حرسها الله – على تلك الحدائق وماتقدمه امانة العاصمة المقدسة من جهد مشهود ، فهم بذلك أتوا على الجرح لأني أعيش في فترة الابتعاث وفي حياة الغربة تجارب عديدة واطلعت على جوانب كثيرة في الحياة العامة لدى “الامريكان ” اتمنى أن تطبق في بلادي المملكة العربية السعودية وبالأخص مكة المكرمة تلك البقعة المقدسة الغالية على قلوب ملايين البشر في المعمورة ، خصوصا ما يتعلق بجوانب التنظيم في المدن والشوارع والاهتمام بالمسطحات الخضراء داخل المدينة في وسطها واطرافها وفي جميع احيائها .
ففي الحدائق العامة والخاصة هنا في “شيكاغو “عناية فائق بالرقعة الخضراء، وهذا الامر اضفى الكثير من الراحة النفسية على مرتاديه الحدائق العامة وأماكن النزهة ومواقع المشى والرياضية وهذا بالتأكيد له أثر نفسي على مرتادي هذه الأماكن من جميع الفئات والاعمار من البشر.
وفي دراسة في أحد المنشورات العلمية المتخصصة في علوم البيئة توصل علماء المركز الأوروبي للبيئة والصحة البشرية بجامعة “اكستر University of Extra” البريطانية ، أن الحياة في المدن التي تتميز بمساحات خضراء كبيرة في الحدائق والمنتزهات يترك أثرا عميقا ومؤثرا إيجابيا على المدى البعيد ، وذهبت الدراسة نفسها إلى أن العيش في المدن الكبير ذات التلوث السمعي والبصري والبيئي رغم انه ذات تأثير خطر على الصحة الا ان سكن الانسان في أحياء قريبة من المساحات الخضراء مثل الحدائق والمتنزهات، يقلل الأثر السلبي لتلك الظروف رغم عيشة في تلك المدن التي تعج بالتلوث
ويظهر أن أهمية توفير مساحات كافية من الحدائق والمتنزهات، ستتزايد كإجراء صحة عامة وقائي لدى المجتمعات المتقدمة، في ظل انتشار الضوضاء والتلوث البصري في المدن، والمثير أن تأثير توفر الحدائق والمتنزهات يتميز بكونه طويل المدى، مقارنة بالعوامل والظروف الأخرى التي قد تترك تأثيراً إيجابياً هي الأخرى على الحالة النفسية، مثل العوامل الاجتماعية في حياتنا.
نعود إلى مجموعة العناية بحدائق مكة المكرمة التي تشرفت بنيلي لعضوية تأسيسها الابتدائي ، ونوجه لهم تحيه على عملهم التطوعي البطولي الصحي المفيد، ونشاطهم البيئي الوطني الاجتماعي الرائع، فأنا من خلال متابعتي لنشاطهم رغم قصر المدة التي تكونت مبادرتها وتأسست على ضوءه جمعيتهم ضمن الجمعيات التي وقعت عقودها التأسيسية تحت اشراف وزارة العمل والشئون الاجتماعية خلال الأيام القليلة الماضية الا أن اثرهم على الواقع وفي الميدان كبير وكبير جدا ، كما لفت نظري التعاون الكبير والدعم الذي وجوده من إدارة الحدائق بأمانه العاصمة فلهم منا جميعا الشكر والتقدير ، فأعملوا واستمروا وقدموا ما تستطيعون لان عملكم كبير واجره عظيم وديننا الحنيف يحثنا على ذلك كثيرا قال تعالى “وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ* وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ* لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ” كما حثنا سيد البشرعليه افضل صلوات الله واتم التسليم على العناية بالزرع حتى في احلك الظروف فقال صلى الله عليه وسلم ” إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليفعل) رواه أحمد.
@pv03025
كتابنا
> الرقعة الخضراء بلسم وعلاج لداء تلوث المدن
الرقعة الخضراء بلسم وعلاج لداء تلوث المدن
26/12/2018 12:49 م
الرقعة الخضراء بلسم وعلاج لداء تلوث المدن
لا يوجد وسوم
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://shahdnow.sa/75684/