افتتح عبدالله محمد العويس رئيس دائرة الثقافة بإمارة الشارقة ومحمد إبراهيم القصير مدير مهرجان الفنون الإسلامية ، معرض خريطة الطريق إلى ” الكنز الخفي ” للفنان الدكتور أحمد مصطفى، صباح اليوم الأربعاء، في متحف الخط بساحة الخط في الشارقة.
يتألف المعرض من مجموعة كبيرة لأعمال الفنان د. أحمد مصطفى الخطية ، من ضمنها منسوجات جدارية كبيرة ، ويستقبل الزائر في البداية عمل جداري بعنوان ” الإسراء والمعراج وما بعد سدرة المنتهى” مستوحى من سورة الإسراء ، يغلب عليه اللون الأخضر الهادئ النوراني، ثم يتسع المعرض لأعمال الفنان المستوحاة من آيات القرآن الكريم وتمتزج فيها الألوان متموجة مع حروف الآيات القرآنية ، بانسيابية حينا وبأشكال هندسية حينا آخر ، ومن هذه السور والآيات ” زيتونة لا شرقية ولا غربية” ، سورة القمر، سورة المؤمنون ، سورة ياسين وغيرها من السور والآيات القرآنية ، كما اشتمل المعرض على أعمال مستوحاة من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن ” أسماء الله الحسنى” ، مثل العمل المعنون بـ” تسمية اللامتناهي /مائة إلا واحدا مع الإشارة إلى منازل القمر” ، و”تسمية اللامتناهي – مائة إلا واحدًا /عمل تركيبي ” ، والكثير من الأعمال الخطية الرائعة ، التي تعكس جمال الخط العربي مع عمق الفكرة والغوص في روح الآيات القرآنية ، والتعبير عن ذلك باللون والحرف في تناغم وقوة.
وبدت أعمال مصطفى في نسيجٍ حروفي باذخ، إذ يتداخل الحرف العربي ويستدير في صورٍ إبداعية لافتة، وفيما يحمل المعرض لوحات خطية متنوعة، فإنه يقدّم، في الوقت نفسه، تجهيزًا تركيبيًا وفق رؤية فنية مبتكرة. هكذا يتكشّف “الكنز الخفيّ” في تكوين فني يستند إلى لغة بصرية تجمع بين مهارات التصوير والخط في مركز الشارقة لفن الخط العربي.
وتستمد أعمال د. أحمد إلهامها من فناني عصر النهضة، فتمنحها القوة والتوهج والإبهار، منطلقة إلى نِتاج فني أساسه التنوع الغزير، كما يخصص لها تكوينات مجردة تستند معظمها إلى آيات القرآن الكريم، ويدل تنوع الوسائل التي عبّر بها عن فنه على العلاقات الإبداعية المثمرة التي عقدها مع عدد من أبرع الحرفيين في أوروبا.
تُصاحب مسيرة المصري د. أحمد مصطفى (1943) شهرة عالمية، ومن اللافت أن صاحبة الجلالة الملكة إليزابيث، أهدت، في العام 1997 الشعب الباكستاني، إحدى أعماله التي تحمل اسم “حيث يلتقي البحران”، وذلك بمناسبة مرور خمسين عامًا على إنشاء دولتهم. حاز جوائز عديدة، ومنها عن لوحاته ومنحوتاته المنفذة على الطريقة الغربية في بينالي الإسكندرية في عامي 1986، و1974.
وتنحو أعماله إلى فكرة إقامة جسور الاحترام المتبادل والتفاهم عن طريق الفن، ونستدل على ذلك عبر تجهيزات معلقة إلى جدران متحف القديس مونجو في اسكتلندا، وفي الجامعة الجريجورية البابوية، وفي بلدان مثل استراليا، وهولندا، ومصر. يعيش في لندن مؤسِّسًا ومديرًا لمركز الفنون للفن والتصميم العربيين منذ العام 1983، في حين يعمل أستاذًا زائرًا في معهد أمير ويلز للعمارة في العاصمة البريطانية.