يومًا ما ..
سأجلس أمام المرآة ، و أخاطب ذاتي مرارًا و تكرارًا ..
أشتمها تارة ، و أعطف عليها تارة أخرى ..
أجلدها مدحًا و ذمًا ..
أريق دمائها و أحافظ عليها ..
سأواجه نفسي ، و سأذكر كل مواقفي التي دمرت ثقتي ..
و سأذكر المواقف التي سلبت مني حريّتي ..
و سأذكر المواقف التي ماتت فيها روحي ..
ثم سأعاقبها ..
أعاقبها لأنها لم تفهم ..
و لأنها لا تتعلم الدرس جيدًا ..
و لأنها لا تفقه أبدًا معنى أن يكون الطرف الآخر عبارة عن كتلة من الشر و الأذى ..
ثم سأجعلها تبكي مرة و اثنان و عشرًا ..
على كل شيء ضاع و هُدر كمهب الريح ..
و على كل التنازلات التي لم ترفعني ..
و على كل الدموع التي سقطت دون أن يمسحها أحد ..
و بعد ذلك سأهديء من روعي ..
و أمسح دموعي بظاهر كفي ..
و أنظر للمرآة مجددًا ..
ثم أبتسم ، و أبتسم ..
و أبقى مبتسمة حتى أشعر بقوة ما في داخلي ..
و بلمح البصر .. أضرب مرآتي بكل قوتي و أدير وجهي عنها ..
لن أنظر للآثار الباقية .. لن أهتم بالجرح في يدي ..
سأمضي و أنا أحمل كل هذا الهراء معي ..
سأمضي حتى أجد مرآة أخرى أقيم عليها طقوس قوتي .
كتابنا
> “مرايا قوتي”
“مرايا قوتي”
27/01/2019 12:49 م
“مرايا قوتي”
لا يوجد وسوم
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://shahdnow.sa/79169/