قال الكاتب الصحفي ومستشار العلاقات العامة محمد العصيمي ، خلال لقائه مع إعلاميي منصة الأحساء الإعلامية، أن الصحافة الورقية السعودية تعاني أزمة التمويل مثلها مثل العديد من الدول، إلا أنها تختلف في خطاها البطيئة نحو التحول إلى الصحافة الإلكترونية التي أصبحت طاغية بشكل كبير في السنوات الأخيرة.
واضاف العصيمي، أن أزمة التمويل أثرت على مستوى وأهمية مخرجات الصحافة الورقية التي هي في نفس الوقت الصحافة الرسمية، وتأخرها في التحول إلى الصحافة الإلكترونية سمح للكثير من المواقع الإلكترونية التي لا تتمتع بنفس مصداقيتها بالانتشار.
وطالب العصيمي، القائمين على الصحافة الورقية بأن يستلهمون من تجارب الصحف والمجلات الدولية في تحولهم إلى النشر الصحفي الإلكتروني لتواكب الصحافة العالمية في المستقبل مع ضرورة إدراك طبيعية الجمهور المستقبلي المتلقي للرسالة الإعلامية في المملكة.
وأشار العصيمي، إلى ضرورة أن يعيد القائمون على المنظومة الإعلامية السعودية النظر للمشهد الإعلامي برمته من خلال لجنة متخصصة تعمل على كبح الفوضى، خاصة من قبل بعض المواقع الإلكترونية التي تنشر الأخبار فقط دون أي مهنية، وتعمل أيضاً على حفظ حقوق الصحفيين والمؤسسات الإعلامية في ظل قيام العديد من المواقع بنسخ الأخبار دون بذل أي مجهود في تحصيلها.
وذكر العصيمي، أن المناخ الإعلامي كلما كان جيد كلما ساعد الصحفي على بذل المزيد من الجهد، وأن قادة كتاب الرأي ليس بالضرورة أن يكونوا من كبار الصحفيين وأن الشباب يستطيعون قيادة الرأي العام لكنه أعاب على بعض المندفعين الذين يهمهم التواجد فقط، كما أشار إلى أن سوق العمل مفتوح أمام الصحفيين المستقلين.
وعن الكتابة الساخرة قال العصيمي، أنها أصعب القوالب الصحفية وتتطلب موهبة صحفية كبيرة وشخصية ساخرة بطبيعتها كما تتطلب بيئة اجتماعية متسامحة وغير منفعلة للعديد من القضايا وهذه البيئة غير متوفرة بالمملكة في الوقت الحالي.
وتطرق العصيمي، إلى ما ينشر على مواقع التواصل الإجتماعي، وقال أن مصدر النشر هو من يحدد مصداقية المنشور وأهميته أو تصنيفه كعمل صحفي، كما أن الناشطون على مواقع التواصل الإجتماعي لا يمكن أن يكونوا صحفيين بأي حال من الأحوال دون دراسة واطلاع ، كما نوه إلى ضرورة أن يعمل المجتمع السعودي على تثقيف نفسه ليكون هو الرقيب الأول والذاتي لما ينشر على مواقع التواصل الإجتماعي، وان تسن قوانين منظمة ورادعة لمن يستغلها بشكل سيئ.
كما تحدث العصيمي، مع أعضاء المنصة عن السمات التي يجب أن يتحلى بها الصحفي والتي يأتي في مقدمتها المصداقية والشفافية في نقل الخبر وكثرة الإطلاع ومواكبة التطور في عرض الأخبار والاستغلال الأمثل للوسائل الحديثة، كما وجه نصيحة لطلاب كليات الإعلام بعدم الاكتفاء بالدراسة الأكاديمية فقط والعمل على اجادة اللغات الأجنبية ودراسة التسويق الإلكتروني.
وفي مجال العلاقات العامة قال العصيمي، أن الكثير من المؤسسات والشركات فهمت الدور الهام الذي تلعبه إدارة العلاقات العامة وبالتالي عملت على إنشائها وتطورت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، إلا أن هناك العديد من الجهات مازالت تنظر إلى إدارة العلاقات العامة أنها إدارة تشريفات بسبب عدم فهمها لدور العلاقات العامة الهام في خلق صورة ذهنية جيدة عن المنشأة لدى الجمهور الذي يتعامل معها.
ووجه العصيمي، مجموعة من النصائح لتطوير العلاقات العامة يأتي في مقدمتها ملاحقة كل جديد في المجال سواء كان في الوسائل الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي ومعرفة جمهور المؤسسة، والتنوع في طريقة مخاطبة الجمهور حتى لا يحدث نوع من الملل .
كما تحدث العصيمي، عن السمات الواجب توافرها في المسؤول عن العلاقات العامة منها بعد الحصول على الدراسة الأكاديمية أن يكون دائم الإطلاع ويجيد أكثر من لغة، وان يكون أنيق في مظهره وذو حضور قوي، وعلى علم بمتغيرات وسائل الإعلام منها النشر الإلكتروني ووسائل التواصل الإجتماعي.