تُطَالِعُنَا بَيْنَ فَتْرَةٍ وَأُخْرَى أَنْبَاءُ مُفَجِّعَةٌ ومكدره تَحْمِلُ فِي طَيَّاتِهَا حُزْنَا عَلَى شَبَابٍ تَزْهَقُ أَرْوَاحُهُمْ هُنَا فِي بَلَدِ الاِبْتِعَاثِ الوِلَايَاتِ المُتَّحِدَةَ الأَمْرِيكِيَّةَ، وكانت أخر تلك الحوادث الإعلان عن وفاة المبتعث “بندر بن عامر البارقي” الذي وجد متوفيا داخل شقته في مدينة “سان دييغو” بولاية كاليفورنيا غرب الولايات المتحدة الامريكية.
ورغم قناعتنا كمسلمين بقضاء الله وقدره وإيماننا بما جاء في كتابة حين قال تعالى ” إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ” الا أننا لا ضير أ، نأخذ بالاسباب ” ومن لم يمت بالسيف مات بغير ** تعددت الأسباب والموت واحد “،
وصحيفة شاهد الآن الإلكترونية تواجدت في هذا المجتمع الذي يعيش فيها أبنائنا جزء من حياتهم بحثا عن العلم والتأهيل ليكون أدوات نجاح في بناء الوطن، والتقينا ببعضهم لتسليط الضوء على هذه الإشكالية ومعرفة مسبباتها في الغالب، وننقل لكم ببعض النصائح التي أكد عليها من لديهم الخبرة الطويل في العيش في أمريكا.
حيث قال رئيس نادي الطلاب السعوديين في جامعة UIC والمبتعث لنيل درجة الدكتوراه في العلاج الطبيعي صالح الشمري والمتواجد منذ خمسة سنوات في بلد الابتعاث: لا شك أن أكثر جرائم القتل قضاء وقدر ولكن باعتقادي أن أكثر جرائم القتل للمبتعثين تكون بسبب “تهاون المبتعث ولمبتعثه في إجراءات السلامة “.
وأوضح الشمري أن الأمريكان مهتمين جداً في مسألة الأمان ولا يتساهل فيها أبداً ويعتبرونها أولوية، فيما يرى أنهم كطلاب سعوديون متعودين على الأمان في بلدهم بالتالي الأمان ليس هاجسهم بل ومتهاونين جداً فيه وليسوا مدركين خطورتها.
وأورد الشمري التعليمات التي يتلقونها من مكتب الشرطة في الجامعة في بداية كل عام دراسي وقال: يطلبون منا السكن في أماكن آمنه واختيار السكن المناسب، محذرين بأنه ليس كل حي آمن في شيكاغو، مشيرا في الوقت نفسه أن كل مدينة في أمريكا توجد بها نسبة جريمة وهذه النسبة تتفاوت من مدينة وأخرى ومن حي إلى حي اخر.
وأهاب الشمري بالمبتعثين ضرورة البحث عن الأحياء الآمنة وأن ارتفعت قيمة الإيجارات وقال ” يمكن الاطلاع على خريطة الجرائم في المدينة crime map إلى جانب ضرورة استشار الزملاء في المكتب الدولي في الجامعة
وأكد الشمري أن أحياء ذوي الدخل المحدود غالبا ما تتميز برخص الإيجارات لكنها تعاني من نسبة جريمة عالية جدا، وإشارة إلى أن هذا الجانب ممكن التعويض عنه بالسكن بالقرب من الحرم الجامعي أو مركز المدينة، منبها الجميع على عدم مشاركة أو اطلاع أحد على معلومات سكنك ألا إذا كانت جهات موثوقة أو صديق موثوق، وقال ” لا تترد في الاتصال على ٩١١ بمجرد اقتراب شخص غريب من منزلك، وإلى جانب ضرورة استخدام الكمرات الأمنية ذات المراقبة الليلية.
وشدد رئيس نادي الطلاب في جامعة UIC على ضرورة عدم التهاون في إجراءات السلامة، ناصحا تجنب الخروج ليلا وأن ينهي المبتعث أو المبتعثة كافة أموره نهارا، لان فترة الليل في العادة تشهد دائما وقوع الجرائم
وطالب الشمري بعدم استخدام المواصلات العام “الحافلات والقطارات” في أوقات متأخرة من الليل واكد أن البديل في حالة الضرورة سيارات الأجرة العادية أو شركة “اوبر ” أوغيرها من خدمت النقل، مشيرا إلى ضرورة تجنب الحديث من الغرباء في الشوارع إلا للحاجة الماسة وكن بحواسك كامله حتى تحترس عن اقتراب أي شخص منك
وأوضح الشمري أنه في حاله تعرض المبتعث للاعتداء ومحاولة سلب أي ممتلكات منه يجب عدم المقاومة وحاول التعرف على ملامح المجرم بقدر ما تستطيع مع ضرورة أخذ أي تهديد بمحمل الجد وإبلاغ الشرطة على الفور
ومن جانبه أكد المرافق فهد الجربوع أن الاندماج في المجتمع الأمريكي دون دراية وحساب قبل معرفة ثقافتهم بالتفصيل خصوصا مرتادي الأندية الليلة يعد أحد اهم الأسباب، محذرا في الوقت نفسه من الثقة المفرطة تحديدا بالتعاملات الماليه في البيع والشراء عبر المواقع الإلكترونية المختلفة كونها تفصح عن جوانب كثير للمبتعث أو المرافق مما يثير الانتباه،
وتحدث الجربوع عن أمور كثيره وسلوك يصدر من المبتعثين كإظهار الثراء بالملبس واقتنا المركبات الفاره بشكل مبالغ فيه وقال ” هذه تحدث كثير فهي للأسف ملفتة للأنظار خصوصا لدى من حوليه في مجتمع الجامعة أو خارجها ”
فيما أشار المرافق لابنته حمد العيسى المتواجد منذ فترة طويلة هنا إلى بعض الحوادث الغرض منها أصلا السرقة بسبب ما يظهره المبتعثون أمام أقرناهم مما يثير أطماعهم تجاه، محذرا أبنائه المبتعثين من ارتياد الأماكن المشبوهة والتعامل مع أشخاص مجهولين
وأيد الجربوع ما ذهب اليه العيسى وقال ” الخروج ليلا بغير حاجة ماسة وضرورية خصوصا وسط الأسبوع وبالتحديد في أطراف المدينة بعيد عن وسط المدينة ” Downtown”
وذكر رئيس نادي الطلاب السعوديين في جامعة UIC صالح الشمري أن التعاملات في البيع والشراء في الولايات المتحدة الامريكية حتى في اقل المبالغ تتم عبر البطائق الائتمانية، ناهيا عن حمل المبالغ النقدية دون الحاجة الماسة وقال إن المجتمع الأمريكي يتعامل باستخدام البطائق الائتمانية في غالب عمليات الشراء لأنها آمنة، وإن تجرأ أحد على سرقتها ممكن أن تسترد المبالغ المسلوبة.
وحذر الشمري من النخوة الزائدة التي تعود عليها السعوديون، مؤكدا أن الأمريكان لديهم سياسة تعامل أن فزعتك للغريب بإبلاغ الشرطة إذا تعرض لإشكاليه وقال ” في المجتمع الأمريكي يمكن أن يموت الإنسان أو يتجمد من البرد ولا يجد العون من أحد ” .
ومن جانبه أكد المبتعث والمرافق فيصل الحيفي الذي عاش لأكثر من خمسه أعوام في مدينة شيكاغو لوحدها أن حالات الوفيات متعددة الأسباب وذكر أنها في الغالب حوادث طبيعية، غرق او مروري وحالات نادرة دافعها السرقة
وأكد الحيفي أن بعض حالات الوفاء أو القتل مشبوهة بتعاملات غريبه اما مخدرات او دعارة لكن لا يوجد دليل ولا علاقة مباشره بأنها سرقه. لذلك تكون مشبوهة، ويصعب حتى على الجهات الأمنية تصنيفها
فيما قال المبتعث للدارسات العليا والحاصل على الماجستير في إدارة الأعمال من معهد الينوي للتقنية IIT البراء الوقيصي أن الطلاب المبتعثين والطالبات يظنون أنهم عايشين في بلاد امنه من بلادهم ويصدر منهم سلوك متهور مغلف بالتحديات وعدم المبالاة ولا يتجنبون الأماكن الخطرة على حياتهم
ولا ضير أن يقتلوا المبتعثين في بلد يقطنه سكان تجاوز الـ 300مليون إنسان يعج بجرائم القتل في اليوم والليلة، ونسبة جرائم القتل لديهم عالية إذا تؤكد الإحصائيات الأمنية نحو 12246 شخص قتلوا في العام 2018 بمعدل 34 قتيل في اليوم الواحد لان نسبه 1 من أصل 3 من البيوت فيها أسلحة، وهذه الأسلحة في متناول الشباب والمراهقين بل وحتى الأطفال
ونقلا عن بعض وسائل الإعلام تشير التقارير إلى ارتفاع معدلات الجريمة ارتفعت معدلات جرائم العنف في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2017 بنسبة 3.4 بالمئة، فيما انخفضت جرائم الممتلكات بـ 2 بالمئة مقارنة بعام
وتؤكد التقارير إن التنافس الحاد بين عصابات الشوارع غالبا عصابات مخدرات، وتوفر الأسلحة في متناول اليد، هي من العوامل الرئيسية في ارتفاع جرائم القتل في مدن كثيرة من ضمنها مدينة شيكاغو.
من جهة أخرى، يقول مسؤولون كبار في سلك الشرطة إنهم لاحظوا ميلا متزايدا لدى الشباب الساخطين على أوضاعهم في الأحياء الفقيرة لتسوية خلافات عادية مع الآخرين بطرق عنيفة.
التعليقات 1
1 pings
زائر
29/10/2022 في 4:26 ص[3] رابط التعليق
تحية الى الاخ والصديق العزيز والغالي علي المبتعث فيصل الحيفي .. تمنياتي لك بدوام الصحة والعافية والنجاح … اخوك صالح الحمراني من جدة