شيكاغو – محمد برناوي
يَظْهَرُ مُرَشّحٌ جَامِعَةَ أُمُّ القُرَى بِمَكَّةَ المُكَرَّمَةِ إِلَى جَامِعَةِ كونكورديا لِنَيْلِ دَرَجَةِ الدُّكْتُورَاه فِي الإِدَارَةِ الرِّيَاضِيَّةُ عَبْد الله بِنْ مُحَمَّدٌ فَتَّةٌ تواضعا ملفتا للنظر يجعلك تقبله من أول وهله، فهو مبتسم ودود متحدث أنيق في لباسه وحديثه يظهر الاهتمام بالناس من حوليه ويعد نموذجا حيويا للطلاب المبتعثين ، اقتربت منه لمعرفة سحر هذا الرجل وسر التفاف زملائه المبتعثين من حوله، فوجدته مقبولا وبات صديقا من الوهلة الأولى، فبين طياته إنسان بسيط رغم انه في الأمتار الأخير من حصوله على اعلى الدرجات العلمية ناهيك عن أنه عضو هيئة تدريس في واحد من أعرق جامعاتنا السعودية
فالدكتور عبد الله فته حاصلا عن درجة الماجستير في نفس التخصص من ميتشغان بعد تعيينه معيدا بقسم التربية الرياضية بكلية التربية بجامعة أم القرى بمكة المكرمة ثم واصل دراسته في مرحلة الدكتوراه في جامعة كونكورديا وبات قريبا جدا من هدفه في الحصول على المؤهل الأعلى في تخصصه ، وعاش لنحو عقدا من الزمان في الولايات المتحدة الامريكية فهو مبتعث منذ العام 2008 وحتى الإن مما اكسبه الكثير من الدراية بالمجتمع الأمريكي حتى بات عارفا بأدق تفاصيل حياتهم، يشارك دائما بإيجابية كبيرة في المناسبات الاجتماعية للطلاب ناهيك عن توليه إدارة أحد الأندية الطلابية وله نشاط بارز في هذا الجانب
وقدم “أبا محمد” عبد الله فته في عشية اللقاء الربيعي الذي أقيم في قاعة المركز الطلابي بجامعة الينوي شيكاغو فاصلا من المهارة في تقديم المعلومة الصحيحة والرغبة في خدمته أبناء وطنه، وشارك في مداخله تعد الأهم ضمن اللقاء قدم خلالها عصارة خبرته التي تجاوز العشرة أعوام في ساعة من الزمان، وقدم لزملائه المبتعثين الحاضرين للقاء مفاتيح الحياة في المجتمع الأمريكي وطرق الدخول فيه بإيجابية لتمهيد طريقه للسير نحو الهدف بيسر وسهولة، يتحدث عن دقائق الأمور عن المجتمع الأمريكي.
فهو يقول ” في أمريكا من اجل العيش بأمان وراحة يجب عليك أن تعرف أولا مالك وماعليك لأنها بلد قانون وتطبيقهم للنظام والقانون حازم وصارم ” وقدم فته نصائح قيمة لزملائه في مقدمتها ضرورة أن يعيش المبتعث حياته الاجتماعية بالاختلاط بالمجتمع حوليه وممارسة نشاط رياضي جماعي على الأقل وهذا سينعكس عليه إيجابا من نواحي عدة ذكر منها التمرس في اللغة وتخفيف الضغط والعبء الدراسي ومعاناة الغربة خصوصا في الأشهر الأولى من الوصول لبلد الابتعاث وأهاب فته بزملائة الحرص على المشاركة في الأعمال التطوعية داخل الجامعة وخارجها لعكس الصورة الإيجابية عن الأنسان السعودي والتعريف به وأورد قصة مشواره في بداية وصوله إلى الولايات المتحدة الأمريكي وقال ” وصلت إلى متشغان في العام 2008 ولم يتجاوز عددنا كعرب خمسه وعشرون مبتعثا حينها في جامعة عدد طلابها خمسة وسبعونا الف طالب ولم يكن أحد يعرف السعودي ولا يعرف بلادنا أصلا ، في عام 2013 تخرجت منها وقد بلغ عدد المبتعثين السعوديين أربعمائة وخمسون طالب سعودي فالمجتمع هناك بات يعرف السعودي وعاداته وأكلاته وكل جوانب حياته من حلال الاحتكاك وإظهار الصورة الحسنه ، وأتذكر في أول عام حرصنا على تأمين الأضحية في شهر الحج فكانت هناك مكسيكية تمتلك مزرعة نشتري منها الأضحية بمبلغ زهيد لم يتجاوز الخمسين دولار وبعد عامين وصل السعر عندها لأكثر من مائتين وأصبحت عارفه الأضحية ومواصفاتها ورغبات العرب المسلمين خصوصا السعوديين .
ووجه في الختام رسالة وقال ” أخي المبتعث وأختي المبتعثة يجب أن تعرف من أنت؟ ومن اين أتيت؟ ولماذا أتيت ولا تنسى أنك مسلم وسعودي ولا بد ان تعكس الصورة الحسنة لك، لا تجعل لهدفك وطموحك سقف يرى بسهولة فيستسهل ولا وبعيد فتنسى أن تراه”.