لم أكتب يوما للحزن كلمة شكر ..
لم أحتضنه بين يديّ و لم أقبل رأسه ..،
إنه يستحق ذلك و أكثر ، فقد كان مرشدي و حبيبي و من صنعني ..
هو أكثر ما سكن الفؤاد لأزمان طويلة ..،
و هو الذي حرك بداخلي كل الفوضى و كل الهدوء ..،
لم يكن الحزن ضيفا ثقيلا ، بل كان الصديق الوفي الذي لا يهون عليه تركي ..
وقف بجانبي حتى في وقت سعادتي ، كان ينظر لي و يبتسم بشكل خفيف ..
يعلم جيدا أن لحظات سعادتي هي مجرد لحظات ..،
يعلم بأنه هو المسيطر الأكبر على قلبي ..
هو يشعر الآن بكبر حجمه و جبروته و قوته .،
يعرف أيضا بأنني لم أقاومه قط ، بل أتعداه كل يوم بعد أن يتصافح معي ..
لم يدرك بعد بأنه ملهمي ، و أنه من أتكيء عليه في خطواتي ..،
لا يعلم بأنه من جعلني أكثر حذرا و أكثر صراحة في تعبيراتي ..
و يبدو أنه لم يلاحظ بأنني لا أستغني عنه في كل أوقاتي ..،
يرافقني غصبا عني أو برضاي التام ..
يجلس أحيانا مكتف اليدين حين ينظر بعيني .. يرى بهما شيئا أعمق منه .. فيحزن الحزن مني .،
يرى أقصى مراحل الوجع ، و أعمق نقاط الحزن هناك فيشعر بضعفه ..
يموت هو أمامي ، و أموت أنا من بعده ، و تنتهي بيننا صداقة عظيمة لم أحظى يوما بها .
كتابنا
> ” أيها الحزن لا تذهب “
” أيها الحزن لا تذهب “
15/02/2019 12:49 م
” أيها الحزن لا تذهب “
لا يوجد وسوم
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://shahdnow.sa/81723/