كانت لجاري طفلة عفوية قد آثرت بتربيتها على صديقاتها المُتعففات.. حيث أتت ذات يومٍ لأُمها وهي بعمر السبع سنين، وقد أثار التعجب مدارها وحوارها: “ماما تصدقين عندنا في المدرسة ناس يلوحون باقي الزعتر على الجدران؛ وبنات يجون ياكلونه؟!
الأم: يا ماما وأنتِ كيف عرفتي؟!
البنت: آنا شفتهم يا ماما وهم ما يدرون والله”
الشاهد: كبرت هذه الطفولة، وهي تقتسم وجبة فطورها مع صديقتها المُتعففة كل يوم!
من هُنا تأتي الانعطافة الأُخرى في حياة بعض من همهم السائد، وكُنه العوائد، هو استغفال الناس، بحلب خيراتهم، وجعل أنفسهم شركاء بكل رزقٍ وفيرٍ عليهم!
فهل عرفتهم من هُم أهل البُخل والتطفل؟
لتكون الإجابة بالتوالي والتوازي، مع مُراعاة مساحة مقطع كابل التأريض:
ــ هُم من يملكون كل شيء ويُكررون التضجر من لا شيء!
ــ هُم من أياديهم في صحن الموارد، وأعينهم تُلاحق الشوارد!
ــ هُم من جعلوا أنفسهم شركاء كل نعمةٍ، ورفقاء كل رهمةٍ!
ــ هُم من يدعون كثرة السلف، وقرصة التلف، ومعرفة العلف!
ــ هُم من يُكذبون على الدوام بنسيان بطاقة الصراف، وحافظة العرّاف (النقود)!
ــ هُم الذين يستطعمون الأطباق على حسابك، ويتبارون على أعتابك!
ــ هُم من تُباشرهم في الاستراحة، ويشكلون قطن المراحة!
ــ هُم من يتسارعون بمحطات الطرق للذهاب لدورات المياه (أكرمكم الله)، وادعاء المغص والإسهال؛ خشية مشاركة قيمة الوقود، ومُشتريات البقالة وعصير التموين!
ــ هُم من يطوون النقود كالشرشف، ويفترشون المآقي كالهفهف!
ــ هُم من ألسنتهم تُكثر الدين، ونُكران الزين، وتعداد الفين!
ــ هُم من يتلونون بتراب الساحة، ويتراكلون على أبواب الراحة!
ــ هُم الذين لا يتحدثون إلا بالهلل، ولا يتكلمون إلا بالملل والعلل!
ــ هُم قواميس الشراهة، وأركان (البراحة)، ونواميس الشراخة!
ــ هُم الذين إذا ما عرفتهم، أدركت بأنك بغنىً عنهم، فهم من يعيشون اليوم كالفقراء، ويُحاسبون بالغد كالأغنياء!
ــ هُم الذين يجمعون المال والأطلال، وتعلنهم الأغلال والأطفال!
وكفى!