محمد الفهيد 

إِلَى قَلَمِي..
حِبْرِ خَطِّ الْحَنَانِ
وَحَافِظِ قَلْبِي
وَنَبْضِ الْمَشَاعِرِ
صَوْتِ الزَّمَانِ
إِلَى بَرْقِ إِحْسَاسِ قَلْبِي الْخَفِيِّ
وَحُزْنِي الشَّجِيِّ
وَبَسْمَةِ رُوحِي
وَبُرْكَانِ عِشْقِي
وَنَـهْرِ دَموعِي
وَقَبَسَةِ ضَمَّةِ أَمٍّ رَؤومٍ
مِنَ النُّورِ
تُطْعِمُ رُوحِي وَفِكْرِي هُدُوءَ الرَّجَاءِ
كَهَمْسِ الصَّبَاحِ بِمَاءِ النَّدَى
إِلَى ذَلِكَ الضَّوْءِ بَيْنَ السُّطُورِ
بِحَرْفِ الْبَشَاشَةِ
دَمْعِي بِحِبْرِ الرَّجَاءِ يَسِيلُ لَهُ النَّحْرُ حُبًّا
وَيَلْفِظُ قَلْبُ الـمُناجي إِلَيْهِ اِرْتِخَاءَ خُشُوعٍ
بِلَا نِدّ يَرْكُلُ
ذَوْدًا لِجُرْحٍ بِلَا ذَنْبِ يَنْزِفُ..
يَنْزِفُ إِلَّا وفاءْ!
سَأَكْتُبُ صَمْتي لِعَيْنِكَ
حَتَّى تُدَثِّرَ جُرْحى
وَتُوقِفَ نَزْفِي الَّذِي هَالَنِي..
فَصَافِحْ أنَامِلَ وَحْيِكَ
قُل لِي بِمَا تَسْتَبِينُ مِنَ الصَّمْتِ!
قُلْ لِي بِمَا تَسْتَدِرُّ عُيُونُ الزَّمَنْ!
بِصَمْتِي سَأَحْكِي
سَأُضْحِكُ دَمْعًا
وَأَبْكِي بِأَنْفَاسِ كُلِّ الْهُدُوءِ
وَأُرْسِلُ زَفْرَتَـهَا فِي شَجَنْ
إِلَيْكَ بِنَبْضِي
وَحَرْفِي
وَقَلْبي سَيَحْكِي الْهُرُوبَ
الْهُرُوبَ..
الْهُرُوبَ..
يَمُدُّ ذِرَاعِيهِ مَدَّ الْفَضَاءِ
وَيَرْمِي بِحِجَرِكَ رَأْسَ الْوَسِنْ
لِيَهنَأ فِي صِدقِ قَلْبِكَ..كَلّا
فَلَيْسَ كَمِثْلِكَ قَلْبٌ يَحِنْ!
إِلَى قَلَمِي..
عِشْقِ صَمْتِي
وَنَـهْرِي
وَرِيِّ فُؤَادِي الَّذِي لَا يَظُنْ
يُوَاسِي يُرَبِّتُ
يُقْبِلُ يَمْحُو
وَإِنْ قَلَّتْ جَهْلَا فَلا.. لَا يَظُنْ
ليَصْبرَ فِي عَبْسَةِ الْجَوْرِ مِنِّي
لِيَقْضِي عَلَى الْهَمِّ
يَبْري جُروحي بِرَسْمِ الْحُروفِ
وَيُسكِنُنِي عَلَّني لَا أَجُنْ!