أكدت الرئيس التنفيذي لأبعاد لصناعة المحتوى الرقمي المهتمة بصحافة البيانات الدكتورة ناهد باشطح أن عملية الصحافة اختلفت كليا عن الماضي لدخول التقنية قي صميم صناعة المحتوى، مشيرة في الوقت نفسه إلى تراجع الصحافة الورقية في العالم كله خصوصا العالم العربي، جاء ذلك خلال مشاركتها في اللقاء الإلكتروني السابع للجمعية الخليجية للإعلام”Gulf media” بالاتصال المباشر “أون لاين online ” عبر منصة ” زوم الإلكترونية Zoom.com” في الشبكة العنكبوتية “الأنترنت” بعنوان “صناعة الصحافة بين التقليدية والحديث ” يوم الأحد الـسابع من شهر ابريل الجاري والذي انطلقت في تمام الساعة 3:00 ظهرا بتوقيت واشنطن العاصمة
وتحدثت باشطح خلال مشاركتها عن الصحافة التقليدية “الورقية ” والتحديث “التقنيات الصحفية التي دخلت في الصناعة الصحفية وقالت: المشهد اختلف تماما عن الماضي لان التقنيات دخلت في صميم عمليه الأعداد “أو صناعة المحتوى ” وبدانا نلمس أثارها الان وما يحدث في الصحف في العالم العربي من تراجع اهتمام الجماهير وعدم الإقبال عليها ” مؤكد أن هذه التجربة مرت بها الصحافة الغربية
وأوضحت باشطح أنه عند الحديث عن اقتصاديات الصحافة لابد أن نعرج على خصائص هذه الصناعة من نواحي عديدة ، وذكرت عوامل وخصائص عدة في هذا الجانب مثل معاير الورق ، والمنتج نفسه ، وعامل الوقت ، إلى جانب مخاطر الرقابة والإيقاف في الصحف الورقية ، كما ذكرت ارتفاع نفقات الإصدار ، فيما أكدت أن السوق في هذا المجال متعدد ومختلف مثل سوق النشر وسوق المعلنين ، وسوق الطباعة وتكاليفها ، إلى جانب سوق العمل بمختلف أنواعه تاتي من مقدمتها الكوادر ، وخلصت القول إلى أن كلفة الطباعة بجميع جوانبها أدت إلى انخفاض أرباح المؤسسات الصحفية التي تعتمد على الصحافة الورقية .
وأوردت الدكتورة ناهد عدة نقاط ممكن أن تسهم في التغيير إلى الأفضل بالنسبة للمؤسسات الصحفية وذكرت في ثنايا حديثها نظرية الباحث “بورتر Porter ” التي تتحدث عن كيفية عمل شراكات في المؤسسات الصحفية وركز على أن تكون الشراكات في نفس مجال الإعلام بمختلف التخصصات الفن، التكنلوجيا، البرمجة، الثقافة، الفن وغيرها
وتحدثت باشطح عن أهمية الصحافة المكتوبة كونها الأساس في صناعة الصحافة، مؤكدة أن باقي المجالات كالصحافة المرئية أو المسموعة تاتي بعد الأساس، وطالبت أن يكون التحديث الموجود في الصحافة الغربية الان موجودة في العالم العربي كمؤشر لنجاح فكرة الاهتمام بالمحتوى، وأوردت مثالا بالضعف الظاهر في المحتوى في الصحف بسبب لوجود المنصات الإعلامية
وطالبت باشطح بضرورة الاتجاه في الإعلام الخليجي إلى صحافة أعمق مثل الصحافة الاستقصائية، او صحافة البيانات، وهذه ضعيفة جدا في الخليج، موضحة ان “الانجغرافيك” ليس هي صحافة البيانات وان الأول ممكن أن يعطيك معلومات لكنه لا يعطيك قصة خبرية، مؤكدة أن صحافة البيانات بدأت في العالم العربي منذ عامين تقريبا في حين أكدت وجودها في الصحافة الغربية منذ نصف قرن تقريبا، واعتبرت أن الخروج من عنق الزجاج بالنسبة للصحافة العربية والخليجية بالاهتمام بصحافة البيانات
وردا على مداخله احد المشاركين قالت باشطح أن البنية التحتية للصحافة السعودية منذ التأسيس لم تكن مهنية كون المؤسسين الأوائل كانوا أدباء اكثر منهم إعلاميين لذلك الاهتمام بالراي العام اكثر من الاهتمام بالخبر أو المحتوى وهذا الجزء التاريخي للمشكلة ، في حين أكدت ان الجزء الثاني للمشكلة أن المهنة غير مقدره أو ذات قيمة ، وفي الوقت الحاضر الكوادر الصحفية نفسها محبطة بسبب العديد من العوامل ، تاتي في مقدمتها أن المسؤولين القائمين على المؤسسات الصحفية تقليدين في الغالب وليس لديهم سعي للتغير والتطوير والأبداع الصحفي تحديدا ، لكنها عادت وأكدت أن التغيير سيكون على يد الجيل القادم لانه يمتلك الجانب العلمي وينقصه الخبرة فقط والتي من المفترض أن يجدها لدى الجيل الأوسط التي صنفت نفسها منهم ، معتبرة أن المرحلة الحالية تعد اهم مرحلة في تاريخ الصحافة
وحول تعقيب من الزميل أسامة البشري حول ارتفاع المتابعة في أشهر الصحف السعودية الإلكترونية قالت باشطح: أن الاعتماد على الإثارة في الصحف قد يرفع معدلات المتابعة في الصحف ” وذكرت أن الديلي ميل توزع أكثر من الجاريان لكن الأخير الأكثر رصانة
وفي تعقيبها على مداخلة الزميل احمد دين ذكرت الدكتور ناهد أن صحافة الموبايل “الجوال” إيقاعها سريع على عكس صحافة البيانات التي تحتاج البحث عن البيانات وتحليلها حتى الوصول للنتائج وهذا بالتأكيد أبطأ ويعمل عليها مجموعة وليس صحفي واحد
وذكرت أن الوزرات والدوائر الحكومية في السعودية مهتمة كثيرا بعلم البيانات لذلك تجد في غالبية المواقع الإلكترونية في الوزرات المصالح الحكومية لديهم قسم البيانات المفتوحة
وردا على مداخله للزميل عبدالعزيز العويس طالبت الدكتورة ناهد من أصحاب المهنة “الصحفيين ” العمل اظهرا الموروث الجيد والبعد عن التجميد والمدح والثناء وذكر أمور لا تفيد المتلقي باي حال من الأحوال، وطالبت بضرورة تغيير الواقع خصوصا في معاقل التعليم في الجامعات والسعي لتغيير المقررات يما يتوافق مع متطلبات العصر وفق أحدث ما توصل الية العلم وجيده لسوق العمل ، وضرورة أن نوازن بين المهنيين والأكاديمية
يذكر أن الجمعية الخليجية للإعلام أسسها ويدرها مجموعة من المهتمين بالأعلام من طلاب دراسات عليا واكاديميين انطلقت كمجوعة اجتماعية عبر منصة الواتساب ثم تحولت إلى رابطة يضم عشرات المهتمين بهذا المجال ولهم نشاطات مختلفه من ضمنها اللقاء الإلكتروني بالاتصال المباشر “أون لاين online “