أكد الصحافي والإعلامي السعودي الأستاذ محمد التونسي، مدير عام مجموعة قنوات (MBC) في السعودية، وجود متسع كبير لنشوء وسائل إعلام جديدة في المملكة لمواكبة المرحلة الجديدة للبلاد، بشرط أن تكون منصات إعلامية رقمية مهنية حديثة، تواكب التطور النوعي للإعلام الإلكتروني عالميًّا، وتثري تجربة القارئ معرفيًّا وبصريًّا، وتوظّف وسائل التقنية الحديثة وأدوات الإعلام الجديد، محذراً من الاجتهادات في هذا الخط.
جاء ذلك ضمن برنامج الأمسية الإعلامية السنوية المفتوحة، التي نظمتها غرفة الأحساء بقاعة الشيخ سليمان الحماد بمقرها الرئيس مؤخرًا، تحت عنوان (سيرة وقضايا في الإعلام)، وذلك بحضور الأستاذ عبداللطيف بن محمد العرفج، رئيس الغرفة وعدد من أعضاء مجلس الإدارة والمسؤولين والأكاديميين والمثقفين والإعلاميين بالإضافة إلى عدد من طلبة كلية الاتصال والإعلام بالأحساء.
وأوضح التونسي خلال الأمسية التي أدارها الإعلامي خالد القحطاني، مدير الإعلام والنشر بالغرفة، أن الأحساء تحتاج التفاتة إعلامية عملية لما تمتلكه من تاريخ وتراث ومجتمع وموارد هائلة وسياحة واعدة، مشيرًا إلى أنه متفائل تجاه مستقبلها في ظل رؤية المملكة 2030، ومبينًا أن الانفتاح الإعلامي التي تشهده بلادنا يتطلب التعاطي مع التطورات والتحديات بإيجابية وفق رؤيتنا الوطنية المستقبلية الطموحة.
وأشار إلى أن وسائل الإعلام في بلادنا يجب أن يتعيّن مُوجّهًة وراشدة بحيث تحافظ على مصالح الدولة أينما كانت وتواكب تطلعات القيادة المبنية على رؤى واضحة، مبينًا أن قدر المملكة أن تكون في مرمى هجمات وحملات إعلامية حاقدة ومُضللة تستهدف مسيرتنا المتوجهة بعزم وثقة وإصرار على طريق التقدم والتطور والتنمية وفق رؤية 2030. قائلًا: “نحن مواطنون سعوديون نفخر ببلادنا وقيادتنا قبل أن نكون إعلاميين،” مثمنًا لوسائل الإعلام التقليدي السعودية ممارسة مسؤوليته ورقابته الذاتية العالية.
وقال التونسي: إن وسائل التواصل الاجتماعي هي جزء من أدوات ووسائل الإعلام ولكنها حرة وطليقة بلا ضوابط في أحايين كثيرة، أكثر من كونها وسيلة إعلامية مهنية حقيقية، إلا أنه يمكن اعتبارها اليوم ضمن مصادر المعلومة «المصدر» التي تتطلب التوثق عبر إخضاعها للتحليل والتدقيق والفحص والنقد، مشيرًا إلى أهمية إدماج علم الإحصاء وتحليل البيانات في العمل الإعلامي والصحفي، لما له من أهمية كبيرة في دعم جانب الموثوقية والدقة والتأثير.
وبيّن أن كليات الإعلام ليست مسؤولة عن تخريج ولو صحافي جيد وصحافيين، وهنا يتوجّب على جيل الإعلاميين الشباب التحلي بالصبر والمثابرة وتنمية المخزون الثقافي والمعرفي لديهم وأن يظلوا دائمًا تلاميذًا في بلاط صاحية الجلالة لا حملة أعلام وشعارات باسم المهنية، موضحًا أن هناك ثروة من الشباب الإعلاميين المتميزين الذين يحتاجون إلى التمكين وليس التدريب فحسب، مبينًا أن برنامج تلفزيوني قوي ومؤثر وناجح أفضل من مئة دبابة.
واستعرض التونسي خلال الأمسية مسيرته المهنية وتجربة العمل في دولة الإمارات الشقيقة مبينًا أن تجربته المثيرة في تأسيس وإطلاق جريدة “الاقتصادية” كأول جريدة اقتصادية متخصصة في المملكة واستمراره في رئاسة تحريرها لمدة عشرة سنوات تحظى عنده بتقدير خاص، لما حصدته من نجاح وصناعة ثقافة تقبل النقد الموضوعي منوّهًا بأهمية نشر ثقافة الصحافة المتخصصة والاستقصائية المهنية في المملكة وكذلك أهمية استخدام الجرافيك والصورة في العمل الصحفي، لأنهما وسيلة رائعة للتحايل على كثرة الكلام قائلًا: “رب صورة خير من مليون كلمة”.
وفي بداية الأمسية تم تقديم عرض مرئي حول سيرة التونسي أعقبه كلمة للأستاذ عبداللطيف العرفج، رئيس الغرفة، رحب فيها بضيف الأمسية، مبينًا أنها تقليد سنوي درجت عليه الغرفة، يؤكد اهتمام الغرفة بدور الإعلام والإعلاميين في عملية التنمية المستدامة وتفعيل الحراك الإعلامي المحلي، منوّهًا بالتجربة الإعلامية والمسيرة المهنية الحافلة.
وفي ختام الأمسية تداخل عدد من الحضور بأسئلة واستفسارات ومحاورات متنوعة، ثم قام رئيس الغرفة بتكريم التونسي بدرع الغرفة التكريمي والتقاط بعض الصور الجماعية.
يُشار إلى أن الغرفة استضافت ضمن برنامج الأمسية الإعلامية السنوية عددًا من الكتّاب والإعلاميين السعوديين البارزين خلال السنوات الماضية وذلك في إطار برامجها في مجال المسؤولية المجتمعية، وتعزيز دور التواصل والحوار في تعظيم أثر ومساهمة الإعلام في توحيد الطاقات حول الرؤى الوطنية والبرامج التنموية الرائدة.