اقترب الشهر الكريم واستعدت الأرواح ابتهاجًا لاستقباله وكلنا فرحًا واشتياقًا لقدومه ولكل منا أسلوبه في قضاء هذا الشهر الكريم والتسوق واقتناء الحاجات أمر ضروري لا بد منه، لكن هل التسوق العشوائي يحدث خلل في عملية الموازنة للفرد والأسرة.
صحفية “شاهد الآن” استطلعت آراء المهتمين والمختصين حول التسوق المبالغ فيه وهل هو حاجة أم عادة تعودت عليها الأفراد.
لا تسرفوا
بداية تحدث الدكتور عبدالله البطيان وقال :”كيفما تكونوا يظهر عليكم، حينما لا يمتلك الفرد سعة إيمانية تحده عن قوله تعالى (ولا تسرفوا) وهل هذه دلالة على الأكل الجسدي فقط؟ لا.
فحينما يكون الفرد بعيداً عن المعرفة ويكون جاهلاً بنفسه وما تحتاج إليه سيصرف عن قوله تعالى (وفي أنفسكم أفلا تبصرون) هل التبصر فقط بمعرفة النفس من منظور مادي صرف؟ طبعاً لا.
ومن خلال هذه اللفتة البسيطة نجد أن الإيمان مجتمعاً مع المعرفة بالنفس وحاجاتها تجعل الإنسان يخطط لحوائجه ويطبق من يعكس إيمانه ليصرف ذاته عن عناصر الجذب والتسويق الفائض عن الحاجة.
ولكل شخص حاجياته ومقدار معين من الصرف المالي، وبهذا يجب على كل فرد مكلف، أو رب أسرة كذلك أن يكون مقدرا مخططا مدركاً لمتطلبات الحياة وضروراتها ومحقق لكل جوانب كرامته ومن معه.
كما أن الدعايات والتخفيضات وصفة التسوق العشوائية تعطي مؤشرات بخسارة الإنسان وتعطي دلالات مختلفة تضاف على الحالة الاجتماعية كما نراه غالباً، فهناك متطلبات يجب تلبيتها دون أن يكون الإنسان عرضة للسلب الجائر باتباعه تلك الرغبات والنزوات لما انخدعت به النفس جراء العروض المهولة هنا وهناك، فمثلا شهر رمضان المبارك هو شهر عبادة من صيام وقيام وحينما نجد تلك العروض المترامية الأطراف واتباع الهوس النفسي نجد أن هذا الشهر هو للزحام والتراص لاقتناء متطلبات تزيد عن الحاجة مما تجعل الأسواق مكتظة والمبالغ المخفضة في ظاهرها هي عكس ذلك في باطنها ومع ذلك فإن في النفس شيء مع جوانب فن التسويق والتسابق في جذب الزبون ومن ناحية أخرى تغلغل صفة الطباخة المحترفة لدى النساء وكأنهن لا يجدن هذا إلا في رمضان تحديدا ً مما يعرضها للانتقاص بين قريناتها أو تتعرض للمقارنات والتنافس الشرس وأحيانا الغير جائز لتقضي نسائنا الكثير الكثير من وقتها داخل مطبخ تسابق الزمن لترضي غريزة الأكل لديها ولدى ذويها.
كما أن للجسد غذاء كذلك للروح غذاء وللعقل غذاء وللذكاء العاطفي والاجتماعي سمة تحتاج الامتلاء لتضع الأمور مواضعها ونعي الأشياء دون الانجرار لما يكون علينا وابلاً من التخبط المالي والاجتماعي وجوانب كثيرة معنية بإبصارنا وما نحن عليه من حال.
فالتسوق المبالغ فيه لا علاقة له بشهر الله المبارك وتغلب العادة علينا لنتخبط بواقع مؤلم حين نكون ضحية لاهواءنا والإعلانات التجارية”.
مخالفة صريحة
وأكد الأستاذ حسن الخلف، أن من أسماء الله تعالى (الحكيم)، ومن لوازم حكمته تعالى أن لا يشرع عبادة كالصيام إلا لحكمة جليلة، ومن أجل هذه الحكم التي شرع الله لها الصيام هي الشعور بحاجة الفقير، وفطام النفس، وتخفيفها من عوالق الدنيا وشهواتها لتسارع إلى عبادة ربها، والإسراف في الطعام والشراب في رمضان يخالف هذه الحكم الجليلة كما أنه يثقل عن العبادة وفضائل الأعمال ويحرمك من الخشوع وتدبر القرآن.
قال تعالى : (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)، وحث نبينا عليه الصلاة والسلام على الاقتصاد في الطعام والشراب، فقال: (مَا مَلَأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ فَإِنْ كَانَ لَا مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ)، كما يلاحظ على الكثير بل الأغلب والأعم بالتهيؤ والتسوق لمائدة رمضان دون الحاجة بلا حسيب أو رقيب حتى أصبحت عادة ينتظرها من عام إلى عام وكأنما اقترن الشهر الفضيل بالمائدة والإسراف، فهنيئا لمن توسط واقتصد في طعامه وشرابه، وهنيئا له بالصلاة والقيام دون ثقل أو تعب وهنيئا له بلذة الخشوع في الصلاة وتدبر وفهم القرآن.
تفاخر وتباه
ومن خلال الجانب الديني أجاب الشيخ جعفر العبدالكريم وقال :”لما غابت عنا فلسفة فريضة الصوم وغابت عنا المعاني الروحية لهذه الفريضة صرنا نبحث عما يملأ بطوننا بل تعدى إلى حالة الإسراف بل إلى التبذير المحرمين وحولنا شهر رمضان شهر العبادة والإحساس بجوع المحرومين إلى تفاخر وتباه بتنوع الأطباق وكثرتها.
الخروج عن المألوف
وبالأخذ من الجانب النفسي من هذا الموضوع أوضح المستشار النفسي علي التمار وقال أن التسوق بصفة عامة غريزة لتلبية الاحتياجات والافراط أو التفريط هذا هو ما يخرج عن المألوف وهنا يكون ربما عادة ومن العادات السيئة أي التبذير، فنستطيع القول ان بين كل رذيلتين فضيله الفضيلة التسويق المعتدل وسد الحاجة وهذه تقع بين عدم التسوق والتسوق المبالغ فيه أي ان يكون بين أن لا يشتري أي شيء لحاجات رمضان وبين ان يشتري اشياء زائدة وغير مطلوبة أو أخذ كميات كبيرة فوق الحاجة.
التعليقات 1
1 pings
عبير الحمدان
28/04/2019 في 7:52 م[3] رابط التعليق
السلام عليكم
انا. من وجه تظري اشوف ان شهر رمضان. شهر المغفر ة والرحمه مو شهر الاكل والشرب
لكن للاسف الناس. في رمضان. تركض خلف الاسواق وتشتري. وكل شي ينرمي بالزباله
ليه مايسوون حملات غدائيه لدعم الاسر الفقيره. كل وحده تسوي طبق وتغلفه وترسله لاقرب. بيت من حارتها بكذا تستفيد. من الاجر