بعد أن رسخت جذور فريق فكر للقراءة في الأحساء تحت مظلة البرنامج الثقافي بجمعية الثقافة والفنون بالأحساء تأخذ الآن أغصانه في النمو وتمتد خارج الأحساء فقد قام فريق فكر يوم الأمس الإثنين برحلة إلى مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء)، وذلك -كما تقول مشرفة الفريق فاطمة العلي – بأن فريق فكر يسعى الآن إلى توسيع نطاق نشر ثقافة القراءة وتعزيزها لدى الفرد ليصل بأهدافه إلى مناطق أخرى خارج الأحساء متخذًا مفردة (رُحَّال) شعارًا له ، وبعد ترحيب القائمين على مركز إثراء في الظهران للفريق وأخذه بجولة في مرافقه عقد فريق فكر مناقشةً حول رواية (الأخوة كارامازوف | ديستويفسكي) بإدارة الأستاذ إبراهيم المساعد مشرف لجنة التنظيم في فريق فكر وكان ذلك في مكتبة (إثراء).
بدأت الأمسية الثقافية بعرض مرئي لنبذة مختصرة عن الفريق وتوجهاته ثم انطلق المساعد بتقديم الفريق إلى جمهوره الجديد وشرع بعد ذلك في سرد مختصر حول الروائي وشخصيات الرواية ، وعلى طريقة فريق فكر في مناقشاته المفتوحة طرح المساعد عدة أسئلة مستخلصة من محتوى الرواية ليناقشها مع الجمهور حتى يطرح آراءه المختلفة ومن تلك الأسئلة: يوحي وصف ديستويفسكي الدقيق للجرائم بأنه ارتكب جريمةً ما، فهل وقع ذلك حقًّا أم أنه فِعلُ القريحة الأدبية الممتزجة بالمشاعر؟
فأجاب أحد الحضور بأن الروائي يتمنى أن يَقتل ولم يَقتل، فجسد ذلك بخياله في الرواية وقال آخر بأنه قد يكون من قبيل الاعتراف الضمني لكن كتبه في سياقٍ روائيّ ، ومن الأسئلة النقاشية التي طرحها المساعد: هل تتفق مع قول ديستويفسكي بأن الأطفال الفقراء هم من يعرفون الحقيقة؟ وافقته إحدى الحاضرات وعللت بقولها إن الفقير عاش المعاناة منذ صغره فهو يصل إلى حقيقة المشاعر وإن تغيرت حاله إلى الأفضل فيما بعد ونفى آخر ذلك معللًا بأن الحقيقة نسبية تختلف باختلاف الناس وهناك رأي يقول بأنه قد يكون ذلك من قبيل الحقيقة الروائية حيث ينظر الروائي إلى شيءٍ ما من منظوره الخاص ويحاول أن يقنع القارئ بأنه الحقيقة ، امتد النقاش لمدة ساعة كاملة ثرية بالتجاذبات والآراء المختلفة المثرية للقاء ، وفي الختام قدم الأستاذ محمد الموسى هدية تذكارية للفريق تسلمها الدكتور محمد البشير المشرف على البرنامج الثقافي نيابة عن مدير الجمعية الأستاذ علي الغوينم .