الكثير منا يقعد مع حرف الألف، ويُسامر نُقطة الضاد، ويُنهض ياء الأبجدية خلسةً.. إما لاستنطاق المشهد على شفاه أكواب القهوة وتقاسيم الوتر، أو لاستطعام الشاي وترانيم الدرر!
وحين تتقاسم النجوى بين (ميم وهاء) تتعالى الأنفة بالعزة والحمية بالتمحور المُستطرد لعرض العضلات الاجتماعية والثقافية والأدبية والخطابية.. إما بالجلوس الغير مُستقر وكثرة الحركة، أو علو الصوت للفت الانتباه، أو لاستجداء المدفعية الأرضية من أفواه المصالح لتقويم الرأي وشد العزيمة!
في حين الرؤى واضحة، والعقول راجحة، والمعاني ساجحة.. لهذه المقولة التي أظهرها الإطار المُداوم بالتوثيق: (هناك فرق شاسع بين سوينا وبنسوي)..
فعلام الإطالة والإبهار؟!
ولماذا التعالي والإسفار؟!
فالإنسان العامي والمثقف وليد زمانه ومكانه!
أم أصابتنا العدوى لاجترار الفجوة؟!
أجل، كم نظرة كُنا بالأمس القريب نُدافع عنها ونُحارب من شأنها؛ واليوم نستنقص قلة الوعي الذي تلبسناه تلك الفترة بالضحك والسُخرية؟!
رغم أننا نُدرك تماماً بأن كفيل المعرفة ما ذكر أعلاه وكذلك بالتجارب، وسعة الإطلاع، وقبول الآخر وغيرها.
وما أكثرنا اليوم ونحن نُسهب بتعداد مُسوّدة حبيسات الأدراج، وعناوين الفوات.. لعدم صلاحية نشرها الآن، أو لتوارد فحواها لدى المحيط، أو للتسويف وكثرة الأعذار، أو ادعاء العظمة بعدم تمثيل الكينونة الحالية، أو الخوف من شللية الطبلة وهزة الإيقاع!
والغريب في أمر الختام أن البعض منا ما زال يعقب بذلك، رغم إدمانه على الكتابة والنشر والإظهار!