أنت لسْت أنت في الحقيقة ! هل تعرف هذا الأمر؟ وعلى أقلّ تقدير لا يوجد أحدٌ بقي كما أتى سوى من تنصَّل عن هذه القاعدة .
الحقيقة تقول أنك تشكيلُ ماضيك وقوْلبته التي ساهم فيها كلّ من كان له صِلةٌ بك في طفُولتِك الأولى.
لذا تخْتَبِئ شخصيتُك الحقيقية خلف هذا التشكيل أو أنها مغيّبة تماماً خلف حاجز..
وما هذا إلا ثوبٌ جديد -أصغر كان أو أكبر- و ليس ثوبك !
عندما يُملي علينا الكبار في طفولتنا أوامرهم و جُمْلةً من المُعْطيات الإلْزاميّة قد لا نسْتطِيعُها ، ولأننا نجد فيهم قدوةً عظيمة، ونتطلّع إليهم إنهم المتميزون في هذه الحياة، ونخاف كثيراً أن يمنعوا عنا حُبهم ورعايتهم..فنُبادرُ للامْتثال ونقْمعُ بكل ما نسْتَطيع من قدرة هذا الأداء الطفولي البريء من موهبة، أو رأي، أو سلوك.لأننا حتماًنقول عن كل ما ينهوننا عنه -غير محبب ولا مقبول – وأن أقوالهم هي الإرْشاد الصحيح الذي يجب أن نفعلهُ وسنكون حتماً أشخاصاً جيدين، والأهم من هذا أننا لا نريد أن نخسر حبهم لنا وهذه المكانة والاهتمام، ولا نرغب في قطع المكافأة عنا لأي سبب كان.
وهكذا سيطرالكبار على رغباتنا والكثيرمن التوجه الذي نجد في ذواتنا تقبل له ، فحرصْنا على أن لا نُظهر أي اعْتراض، ولا نُقوم بأي شيء مُخالف خوفاً من العواقب، وحِرصاً منا على استمرار مكانتنا لديهم وتلك الإمتيازات الممنوحة لنا.
لقد وقعنا مُرْغَمين في غبن توجِيههم اللاّذع..إما أن يكون سُلوكنا وأداؤنا وطموحنا غير مستحب لديهم، أو أننا لا نستحقه..
وعدم الاسْتِحْقاق بحد ذاته هنا يجعلنا مُحطّمين تماماً، وفاقديّ الثقة بالنفس، و يخفت بنا الخجل الكبير إلى الأعماق من هذا الطموح والهدف الذي قُوبِل ببعض السخرية والتهويل والتَهكَّم .
ونكبر على هذا المنْوَال وقد تبدلت شَخصِياتُنا الحقيقية والطبيعية التي قَدِمنا للحياة ونحن نُمثلها،ومشبعون بها، وعلى أُهبة الاسْتِعْداد الطبيعي للقيام بها وبكل مهارة ونبوغ.
لقد مثلنا موهبة أخرى وفقاً للإملاء والتوجيه الصارم والقَسْريّ، وبدأنا رحلة جديدة من المحاولات المتعبة والمُضْنية لتمثيلها وتأديتها ، وخسرنا من الوقت ما خسرنا كي نُتْقن جُزءاً بسيطاً منها!
الأوَانُ لا يَفوْت..مايزال هُناك وقتٌ للعودةِ والبحْث عن ذواتنا الحقيقية..
مازال في مقدُورِنا تجْسِيدُ فِطرتنا الموهوبة والقيام بها.
كتابنا
> الأوَانُ لا يَفوْت
الأوَانُ لا يَفوْت
25/07/2019 12:49 م
الأوَانُ لا يَفوْت
لا يوجد وسوم
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://shahdnow.sa/99388/