أقامت منصة إعلاميي الاحساء، أمس الأول الاثنين، حلقة نقاشية أسبوعية جديدة بعنوان ( دخلاء الإعلام ) قدمها الاستاذ سالم السبيعي، المدير الإقليمي لصحيفة الرياض بالمنطقة الشرقية، وشارك في النقاش لفيف من الإعلاميين أعضاء المنصة، وتناقشوا حول الساحة الإعلامية وتشخيص واقع المشهد الإعلامي مع ظهور بعض نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي ومدعي الإنتساب لمهنة الإعلام ممن يفتقدوا المؤهلات أوالمهارات أو الفكر الذي يؤهلهم للإنتساب للمجال الإعلامي، الأمر الذي أدى إلى تشويه صورة الإعلاميين وتشتيت الجمهور الملتقي للرسالة الإعلامية.
وبدأ الاستاذ سالم السبيعي، النقاش بالتحدث عن أهمية مهنة الإعلام والتزامها بالأخلاقيات والمواثيق والقيم والدور الهام الذي تلعبه في تنمية وبناء المجتمع، ولفت إلى أن عملية الانفتاح والانتشار الإلكتروني أدت إلى ظهور الكثير من الدخلاء والمتطفلين على مواقع التواصل الاجتماعي أطلقوا على أنفسهم صفة إعلاميون، وبات وجودهم وتصدرهم للمشهد يسئ لمهنة الإعلام نظراً لعدم امتلاكهم لأبسط المقومات والمعلومات لتقديم محتوى إعلامي جيد وهو ما أدى لتشويه المشهد الإعلامي، وطرح العديد من الأسئلة موضوع النقاش ومنها، هل وجود هؤلاء الدخلاء أفقد مسمى الإعلامي قيمته ؟ وهل هؤلاء يستحقون صفة إعلامي ؟ ولماذا أصبح هؤلاء الدخلاء يتصدرون المشهد الإعلامي ؟ وهل عدم تفاعل المؤسسات الإعلامية مع المتغيرات التي طرأت على وسائل الإعلام أدت لظهور هؤلاء الدخلاء ؟.
وتنوعت المداخلات والمناقشات حول الموضوع ، حيث ذكروا أن من يستحق لقب إعلامي هو من يصنع محتوى جيد ومفيد ومارس العمل الإعلامي في مؤسسة إعلامية، واكتسب خبرات كثيرة وطور من نفسه باستمرار، أما من لا يملك الخبرة الكافية أو ليس لديه مهارات وفنون الصحافة لا يمكن أن يصنف كإعلامي، كما لا يمكن اعتبار نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي إعلاميين لانهم في حقيقة الأمر يعبرون عن آرائهم الشخصية ويستخدمون ادواتهم المحدودة والتي في الغالب تكون الهاتف الجوال.
واضافوا، أن الإعلامي الحقيقي والمؤثر هو الذي يقدم عبر المؤسسة الإعلامية التي ينتمي إليها محتوى جيد ومفيد يخدم المجتمع ويساهم في علاج سلبياته مع الحفاظ على أداب واعتبارات المهنة.
وأكد أعضاء المنصة، أن الموهبة هي أساس العمل في مجال الإعلام بحيث يكون الإعلامي قادر على توصيل الرسالة الإعلامية بالشكل الواضح وبلغة تناسب كافة الجماهير، لكن لابد وأن تصقل تلك الموهبة بالدراسة العلمية لا سيما كليات الإعلام والآداب، والاطلاع المستمر والتثقيف وحضور ورش العمل وتنمية المهارات في المجال الإعلامي والتعرف المستمر على كافة المستحدثات في مجال تكنولوجيا الإتصال التي غيرت بشكل كبير مفهوم الإعلام في السنوات الأخيرة.
ولفتوا، إلى أن ظهور أعداد كبيرة من المواقع الإخبارية في الآونة الأخيرة، نظراً لسهولة إنشائها، والتي لا تقدم محتوى حصري وتعتمد على قص ولصق الأخبار، وغياب الرقابة على تلك المواقع، أدى إلى عزوف القارئ والشعور بشيء من الملل نظراً لتشابه الأخبار، واللجوء إلى مواقع التواصل الاجتماعي لشعوره أنها تقدم محتوى مختلف، كما أنها تتميز بسهولة الاستخدام وعناصر عرض جذابة، وهو ما ساعد في تصدر نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي المشهد الإعلامي.
إلا أنهم أشاروا، إلى أنه مازال هناك صحافة حقيقة قادرة ولديها جميع الإمكانيات لتصدر المشهد من جديد، لكن لابد من تغيير في طريقة التفكير وعرض الأخبار والتأقلم مع المتغيرات والمستحدثات التي طرأت على وسائل الإعلام، كما أن الجهات المسؤولة عن تنظيم الإعلام يمكنها أن تسن قوانين تحمي بها المهنة من هؤلاء الدخلاء، من خلال تشديد الرقابة، ورفع الوعي عند الجمهور المتلقي للرسالة الإعلامية.