يواصل قطاع الطيران في مملكتنا دوره الكبير في مسيرة الريادة والنمو التي يحققها منذ سنوات، ويشهد زمن الفرص وتحقيق الأحلام حيث تتسع الطموحات بتحقيق التميز والإبداع في قطاع الطيران حتى يُخرج جيلاً متميزاً ومتسلحاً بالعلم والشغف والموهبة مستفيداً بصنّاعه ليكونوا سواعد بناء و رقماً مميزاً في مجال صيانة الطائرات وعلوم الطيران.
من الامور التي يسيء فهمها الكثير ان مهندس الطيران والفضاء يعمل فقط على الطائرات! وان مهندس الطيران والفضاء بعد التخرج يصبح طياراً ! وهذه المعلومات غير دقيقة، فهو يتعلم ويتعمق في مجالات اخرى كصناعة وتصميم الاقمار الصناعية والصواريخ وطريقة التحكم بها.
ذكر خريج جامعه الملك فهد للبترول والمعادن، مهندس الطيران “عبدالملك سالم الغريس” شغفه في مجال الطيران منذ دراسته في المرحلة الثانويه التي تخرج منها بمعدل ممتاز ونسبة تراكمية أهلتّه للحصول على القبول من الجامعه لما عُرفت عنه من مستوى علمي وبحثي عالي جداً واستاذه بارعين ومخرجات متميزة.
واشار بأن اكثر الصعوبات التي واجهته في بدايه دراسته هو الجو التنافسي العنيف، فالكل على مستوى عالي دراسياً والجميع يملك مهارات مختلفه وتميزه عن الآخرين. بعد نجاحه في تجاوز المرحلة التحضيرية بصعوبة، بدأ المرحلة التالية الا وهي سنة الـ Freshman او “الهندسة العامة”. وذكر انه من افضل التجارب التي خاضها في المرحلة الجامعية هي الاندية الطلابية، وهي تتكون من 40 نادي تقريباً مدعومة بشكل كامل من صندوق الطلاب وهي جهة مستقلة عن الاقسام الاكاديمية وتتبع مباشرة لعميد شؤون الطلاب. هذه الاندية الطلابية وُجدت لتخلق جو خارج عن جو الدراسة وتتنوع مجالات هذه الاندية بين العلمية والثقافية والرياضية والاجتماعية.
كان نادي هندسة الطيران والفضاء في وقت دخوله للجامعة في فترة خمود دام لعدّة سنوات، فقررو كطلاب لهذا القسم إحياء النادي وانشطته مره اخره، وأبدى الغريس رغبته للمشاركة بكل جهد لنجاح النادي.
كما ذكر دوره كعضو في النادي هو المشاركة في تنظيم الفعاليات والمسابقات وبعض المشاريع العلمية.
وعند انتهاء السنة الاولى للنادي تخرج الرئيس وبقى مكانه فارغا، رُشحت عدة اسماء من قبل الطلاب ورئيس القسم لتحمل مسؤلية رئاسة النادي واستلام دفة القيادة. رُشح اسمه من بين اسماء المرشحين الثلاثة وفي النهاية أُختير عبدالملك الغريس رئيساً للنادي.
أشار عبدالملك قائلا: بدأت مهامي كرئيس قبل بداية السنة الدراسية 2017-2018 واجتمعنا مع اعضاء النادي لأختيار رؤساء اللجان، تم اختيار رؤساء اللجان وتم وضع المسؤوليات والمهام لكل لجنة. وضعنا خطط للأنشطة الطلابية والمسابقات والمشاريع والمبادرات للعام الدراسي بشكل كامل وبعدها بدأنا بتجهيز الميزانية للعام الدراسي الجديد استعداداً لتسليمها لعمادة شؤون الطلاب لإعتمادها وبدأنا انشطة النادي المختلفة والمشاريع العلمية. وكان احد اكثر احد المشاريع اثارةً للاهتمام هو مشروع “الطائرة بدون طيار المصنوعة باستخدام الطابعة ثلاثية الابعاد”
في هذا المشروع قررو الاستفادة من معامل قسم هندسة الطيران والفضاء لما فيها من اجهزة ومعدات متطورة، وقامو ببدء المشروع كتجربة تم فيها تجزئه المشروع الى جزئين، الجزء الاول هو استخدام تصميم جاهز والعمل على تصنيعه لمعرفة الصعوبات وللحصول على الخبرة باستخدام المعدات والجزء الثاني هو تصميم وتصنيع الطائرة بشكل كامل من قبل اعضاء الفريق. لم ينجح الجزء الأول لصعوبة تطبيق التصميم. لذلك اضطرو لتصميم طائرتهم الخاصة واستخدام بعض الخصائص في التصميم السابق والاستفاده منها. تم اكتمال المشروع في نفس السنة الدراسية وتم اختبار الطائرة ونجحت في الاختبار ولازالت موجودة في نادي هندسة الطيران والفضاء الى اليوم.
وعندما انتهت فترة رئاسته للنادي بسبب بدء فترة التدريب التعاوني في شركة الشرق الاوسط لمحركات الطائرات في الرياض. بدأ الغريس رحلة التدريب التعاوني “ومدتها 7 اشهر” في بداية عام 2018 وذكر بأنها تجربة مليئة بأحداث وتجارب صقلت شخصيته ومهاراته المهنيّة.
كما أن دور التدريب التعاوني مهم جداً في تعزيز شخصية الطالب ويساعد في تعميق فهم المتدرب لتخصص دراسته بشكل جيد ودمجة في سوق العمل قبل التخرج.
في 10 فبراير 2019 باشر العمل وكان على دراية كاملة عن الادارة التي سيعمل بها والموظفين في هذه الإدارة بفضل مدة التدريب التي قضاها في هذا القسم قبل التخرج، أكمل عبدالملك الغريس الآن 11 شهراً من العمل في نفس الشركة التي تدرب بها، وهنا تبرز اهمية استغلال التدريب بجميع ايامه وعدم التفريط بهذه الفرصة المهمة جداً.
من جانبه ذكر مهندس الطيران “مشاري الخريجي” خريج جامعه الملك فهد للبترول والمعادن ان مع شمولية رؤية ٢٠٣٠ على تطوير كافة مجالات الصناعة ، فلا يخفى علينا كون صناعة الطيران أحدها ، فمنذ كنا ندرس في الجامعة ونحن نسمع ونرى أخبار توسع نطاق الطيران وصناعته التي كانت حافز لكل طالب بأن يبني ما كرّس نفسه له أكاديميا ، ويكون جزء من هذه الصناعة، لكن ما يخفى على الكثير هو ، وصول ثقافة الرؤية ٢٠٣٠ في كثير من المجالات وخاصة الطيران للطلاب وشباب المستقبل ، كونه من المجالات الحساسة التي تتطلب مسؤولية وميزانية تعطي لكل دولة سيادة عسكرية ومدنية، وهذا أحد الأشياء التي جعلت ردّة الفعل أقل من المتوقع من قبل جهات وشركات صناعة الطيران في السعودية ، بحيث أننا نجد أنفسنا كحديثين تخرج في أتم الاستعداد لمواكبة رؤية ٢٠٣٠ ، لكن ثقافة كوادر الطيران وهندسة الطيران لدى هذه الجهات والشركات يجوبها شوائب ، تجعل مهندسين الطيران أمام مسؤولية توضيح وجهة نظر كانت لابد أن تكون واضحة مسبقا ، وهنا تكمن صعوبة إيصالها.. نحن اليوم والآن نرى كيف سيكون لصناعة الطيران نهضة و مستقبلا واعداً في المملكة العربية السعودية ، كوننا أصبحنا من صنّاعه ، ونحاول أن نجعل بصمةً لنا فيه ، ونبني ثقافة طيران تخلو من شوائبٍ تعيق تقدمنا وتطورنا ، آملين تحقيق هذه الرؤية فطموحنا عنان السماء.