قالتها صديقتي الجميلة ١٠ مرات في حوار بيني وبينها .. لم يستمر لأكثر من سبع دقائق .. وذلك لأنني طلبت منها مرافقتي في فعالية تخص مسابقة (( أقرأ)) في جمعية الثقافة والفنون … صديقتي الرائعة فنانة من الطراز الرفيع في وضع العقبات والعراقيل أمام أي تقدم أو طموح .. والأدهي والأمر إنها تعيشهم وكأنه واقع محتم … أخبرتها للمرة المليون طموحك الوظيفي سينتهي بتقاعدك .. في حفلة توديع راقية وهدية جميلة .. وستظلين بعدها تحت قانون (( كانت )) وستبقين مهمشة في مجتمع أصبح واعياً بمعنى الطموح .. سألتها ماهو آخر كتاب قرأتيه؟؟ قالت : ليس لدي وقت للقراءة فالبيت والأولاد والعمل أهم … متى آخر مرة حجزتي لك موعد مع الصالون لتصلحي ما افسده الدهر ؟؟؟ قالت : زوجي لا يهتم … حاولت أن أشاكسها فقلت لها تبدين أكثر بدانة من قبل هل فكرتِ في الإلتحاق بنادي صحي رياضي … ؟؟؟ قالت :(( يالله حسن الخاتمة )) ماهي آخر مشاريعك وتطلعاتك ..؟؟ قالت : لم يبقى على التقاعد سوى ثلاث سنوات … (( يالله حسن الخاتمة )) قلتُ لها بإنفعال (( هل أخذتِ موعد من عزائيل ؟؟)) سكتت وقالت: (( يالله حسن الخاتمة )) .. أعذارها العمل البيت والأولاد وقيس ابن الملوح الذي لايهتم … هي فقط تعمل كقائدة تقليدية … متشبثة بقانون (( ست الناظرة )) الذي أفلت شمسه منذ عقود … ولا أعلم لما هي متمسكة بدور ((فاتن حمامة )) في مسلسل(( أبلة حكمت )) .. تلك التي نذرت ذاتها لغيرها … تحدثت لها عن محاضرات النادي الأدبي وأنشطة جمعية الثقافة والفنون .. تحدثت لها عن جنوني بالقراءة …ذكرت لها الكثير من الكتب التي قرأتها … تحدثت لها عن حب الذات والإرتقاء بها .. قفالت : (( يالله حسن الخاتمة )) سنأخذ زمننا وزمن غيرنا … أقسم لكم بأنها ليست كبيرة السن .. لكنها تسربلت بجلباب جدتي .. لا لا لا أظنني مخطئة .. بل أم جدتي .. أنهت حياتها بواقع الإنجاز الوظيفي .. وأهملت ماهو خارج أو بعد الوظيفة .. قتلت نفسها بحجة (( يالله حسن الخاتمة )) شعرت بأن حواري معاها يسير في إتجاه أفقي دون أي تقدم … قلت لها .. حبيبتي اخبريني أين سيكون العزاء ولا تنسي أن تخبريهم بأنني نباتية ولا داعي للمفطح والمني.