خلت شوارع العاصمة المقدسة صباح اليوم الجمعة علي غير العادة من المارة تمام ، ووصلت الحركة المرورية إلى ادني حد لها طوال العام ، الشوارع والطرقات المؤدية إلى مركزية الحرم المكي الشريف خلت من المركبات ، مداخل المنطقة المركزية اقفلت امام المركبات تماما عدا بعض المشاة ، سيارات الاجرة معدودة والمواصلات العامة علي ادنى امكانياتها قبل ايقافها تماما صباح يوم غدا السبت حسب الاوامر الصادرة اخيرا ، والساحات المحيطة بالحرم والتي كانت تعج بالبشر خصوصا في هذا اليوم الفضيل بدت خاوية على عروشها ، باستثناء عدد قليل جدا من القادمين اليها مشيا على الاقدام وتم التعامل معهم من قبل القائمين على التنظيم وعادوا ادراجهم ، واضحى الهدوء ظاهر للعيان وسمة واضحة ، المحلات التجارية أغلقت ابوابها ، وجل الفنادق خالية من نزلائها ، وحتى المطاعم التي تعمل ممكن تعد بأصابع اليدين وهي لا تشهد ابدا كثافة في عملائها كالعادة ، وجل ابواب البيت العتيق اغلقت باستثناء الابواب الكبيرة ، صنابير المياه للشرب وللوضوء جفت تمام احترازا واحتياطا من الجائحة العالمية المرعبة كورونا المتجدد COVIS-19 ، وظهرت جهود حكومة المملكة العربية السعودية عبر جهاتها الخدمية ذات العلاقة (وزارة الداخلية ، وزارة الصحة ، هيئة الهلال الاحمر السعودي ، وزارة الشئون البلدية والقروية ، وزارة الشئون الاسلامية الدعوة والارشاد ، الرئاسة العامة لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي، وزارة السياحة ، وزارة الحج والعمرة ، الهيئة العامة للطيران المدني ،وبعض الجهات الخاصة )
وفي جولة اليوم لشاهد الان الالكترونية يظهر تجاوب العاصمة المقدسة وسكانها الاوفياء مع التعليمات المنظمة لمواجهة الجائحة التي انتشرت في جل الكون وفي قاراتها وعبر بلدانها ، ونستخلص من هذا التجاوب الوفي ، جوانب عديدة اهمها تكاتف سكان السعودية مواطنون ومقيمون مع أوامر القيادة – حفظهم الله – التي حرصت على اتخاذ التدابير الواقية بشكل احترافي تثبت حكمتها ورشدها
وفي اقصى جنوب مكة المكرمة وفي السوق المركزي للخضرة والفواكه تدنت حركة التسوق باستثناء بعض محلات الجملة ، ولم يكن الوضع في سوق الاسماك المركزي المتاخم له افضل وضعا فعلي غير العادة اعداد مرتادي هذا السوق العتيد في ادنى مستوياتها ، وفشلت محاولاتي الحثيثة لاصطياد مرتادي المسار التاريخي بمكة المكرمة في جولاتهم على جبلي ثور والنور والمشاعر المقدسة فهي خالية من مرتاديه تماما
وفي شرقها بدت ضاحية الشرائع ذات المخططات العديدة في هدوء غير معهود ، وخلت شوارعها من المارة تماما المحلات التجارية في الشوارع العمومية جلها اغلقت ابوابها ، وسجلت احياء غرب مكة المكرمة التي تعد أكثر المناطق كثافة سكانية نفس الهدوء والتزم السكان منازلهم مما القى بظلاله على الحركة التجارية وحركة المواصلات ، المساجد كلها وجلها صغيره وكبيرة وجوامعها اقفلت ابوابها تماما ، واغلت مراكز التسويق الكبيرة في مكة ( الحجاز ، والضيافة ، ومركز مكة ، ومكة مول ، وسوق مركز مكة للإنشاء والتعمير وغيرها
أما مستشفيات العاصمة المقدسة فهي اصبحت مواقع ذات اهمية عالية وتخضع لتنظيم دقيق ، وضرب عليها طوق تنظيمي عالي جدا ، فلا يسمح بالدخول أو الخروج الا للكادر الطبي والعاملين فيها والحالات الاسعافية ، وموقع العزل الرئيس مستشفى النور التخصصي حوله طوق تنظيمي ، وابوابها الرئيسة مقفله باستثناء الطواري ، وباقي مستشفيات العاصمة المقدسة (الملك فيصل ، والملك عبدالعزيز، و والولادة والنساء والاطفال ، وحراء العام) ومكة المكرمة بسكانها من المواطنين والمقيمين صامده امام الجائحة العالمية كورونا المتجدد COVIS-19
