كثيراً ما أردد أنّ الطب البديل عبارة عن: “كثير من الوهم.. وقليل من العلاج”!، عندما كنت ضيفاً وبدعوة كريمة من أحد الجهات القانونية للحديث عن “الطب البديل بين الطب والقانون”، صدمتني كمية المعلومات والإثراء المعرفي حول هذا الموضوع، فدعوني أصحبكم في تخليص أهم المعارف والنقاط في هذا الجانب.
قبل أن أبدأ الحديث؛ سأخبركم عن الرسالة التي وصلتني عبر الواتساب لأم علي؛ حيث أنها اكتشفت خلطةً بالزنجبيل والنعناع لعلاج فيروس كورونا! أين منظمة الصحة العالمية عن أم علي هذِه!! لذا علينا أنَّ نعلم أن الطب البديل ينقسم إلى قسمين رئيسيين: فالقسم الأول هو قسمٌ مبني على البراهين؛ والمركز الوطني للطب البديل والتكميلي التابع لوزارة الصحة هو المركز الموثوق لهذا القسم، أما القسم الآخر وهو الذي يفتقر إلى المعقولية الحيوية وهو ما سيدور حديثي عنه.
إن من أهم أسباب التحذير من الطب البديل تكمن في من يمارسون العلاج بصورة غير نظامية، مثل: استخدام المطرقة في علاج فقرات الظهر، وادّعاء علاج شعبي للفشل الكلوي، والعلاج بالطاقة وغيرها.. ومن الأمور المضحكة التي شاهدتها أن طبيباً شعبياً يدّعي أنه يستطيع علاج الانزلاق الغضروفي في العمود الفقري بالعصا؛ وكأنها عصا سيدنا موسى عليه السلام! وما ذاك إلا علامة على النصب والاحتيال؛ فكلُّ مصاب بمثل هذا المرض وغيره، عليه أن يتجه إلى الطب الحديث اليوم؛ فالطب اليوم متقدم جداً في لتشخيص سواء من خلال الأشعة العادية أو الرنين المغناطيسي أو المقطعية وغيرها.
إن من أهم أسباب لجوء المرضى للطب البديل هو الجهل! ومن الأسباب أيضاً الفقر؛ فدائماً ما يُطلق على الطب البديل “طب الفقراء”، وبعضهم يزيّنه بمسمى العلاج الديني سواء كان إسلامياً أو غيره؛ كمن يتخذ الطب النبوي وسيلةً له ليصل إلى المرضى ويتخذ من ذلك حجة دعائيةً قوية، وغير الإسلامي -أيضاً- كبعض الديانات الهندية التي تعتقد ببعض الأعشاب وإمكانية شفائها للعديد من الأمراض، وأخيراً اعتقاد الكثير أنها مكونة من أعشاب طبيعية؛ متناسياً أن بعض هذه الأعشاب سامة.
ختاماً: يختلف الطب البديل عن العلاجات المتعارف عليها في مفهومهما عن العلاج؛ فأساليبه العلاجية تركز أكثر على الوقاية، ويشدَّد فيه على نمط حياة الشخص ومحيطه وكيفية تأثير هذه العوامل على صحته. وبكلمات أخرى فإنّ المعالجين في الطب البديل ينظرون إلى الفرد ككل، لا إلى العضو المصاب او الحالة المرضية فقط.
لذا دعونا نبتعد عن خزعبلات أم علي ونتجه إلى الطب الحديث اليوم لنتلقى أفضل العلاجات
وقانا الله وإياكم من كل شرٍ ومكروه.