لم يتبق الكثير على قدوم ضيفنا الكريم شهر الخير والغفران، شهر السعادة والإيمان، قد يختلف المسلمون ويتفاوتون في درجات استقبال رمضان ودرجات استغلال أوقاته مع الحجر المنزلي في أزمة ( كوفيد١٩ ) ولكن تظل الروح الإيمانية للمسلمين والنفحات الربانية في ظل الكتاب الكريم وساعات المناجاة والاستشعار هي باب الأمل والسؤال واليقين.
قد تغلق المحلات والأسواق، التعليم والأعمال لم تؤجل ولم تعطل وإنما كلها تمت مزاولتها عن بعد ، كل صعب يفتح لنا أبواباً قل له الحمد والمنة بلادنا المملكة العربية السعودية أتاحت لنا القيام ببعض الأعمال عن بعد وفتحت باب التعليم عن بعد الذي كان بوابة لجميع فئات المجتمع في التحصيل والتجربة .
دوّن التاريخ الكثير من المِحن التي واجهت علماء المُسلمين فيما يتعلق بطقوس الصيام والحج ، وقد مرّ التاريخ بأوقات عصيبة وثّق من خلالها مبادئ الحجر الصحي ، في عهد النبي عليه الصلاة والسلام قام بمنع الناس من الدخول والخروج من البلدة المصابة بالطاعون ، بل جعل ذلك كالفِرار منه كالزحف الذي هو من كبائر الذنوب ، وجعل للصابر فيها اجر الشهيد لقوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا سمعتم بأرض فلا تقدموا عليه وإذا وقع بأرض وانتم بها فلا تخرجوا فراراً منه) وكان يقصد بها الطاعون ، وفي حديث آخر: ( الغار من الطاعون كالغار من الزحف ، والصابر فيه كالصابر من الزحف) .
إن المتعارف عليه في هذا الشهر الكريم مصحوب بكثير من العادات والتقاليد والعبادات، وفي كثير من الفتاوي بأن شهر الصيام هو شهر الرحمة وصلة الأرحام.
السؤال المتداول كيف سوف تساغ هذه العادات والعبادات في هذا العام بأزمة كوفيد ١٩؟ وهل المسلمون قادرون على التكيف والتوازن بين العبادة والحجر المنزلي؟
من المتوقع بأن مائدة الأسرة التي كانت تضج بالأصوات والافراح، وتعج بالأطباق وأفراد الأسرة التي يتراوح أعدادهم ما بين ١٥-٢٠ شخص، في هذه السنة سوف تقتصر على عدد معيّن من الأفراد والتي هي مصحوبة بالاحتياطات الاحترازية والحفاظ على المسافة الآمنة بين افراد الأسرة.
فترة الظهيرة عندما كان المطبخ يكتظ بكثير من النقاشات عن أنواع الأطباق بين النساء وأصوات الأطفال الذين يتشاركون أنواع اللعب واللهو، في سنة كوفيد ١٩ سوف يقتصر على صوت ربة المنزل ومن يساندها.
التواصل المباشر بين الجيران والأهل لقصد تبادل مشاعر الفرحة بحلول الشهر الفضيل والتي كانت متعارف عليها ضمن تقاليد العالم العربي والإسلامي في هذا العام سوف تكون من خلال وسائل التواصل الاجتماعي المرئي او المسموع.
غياب الإضاءات وأصوات صلاة التراويح بالمساجد والجوامع، من أهم الشعائر المتأثرة في سنة كوفيد ١٩، الصيام دون الاستشعار بقدوم الشهر الفضيل مسألة اختلف عليها العالم أجمع ، في حين من جانب آخر استغلال أوقات الفراغ برمضان بالذكر والصلاة وتلاوة آيات من الذكر الحكيم يبعث الشعور بالطمأنينة فهو الدواء الذي لم يعجز أمام كل داء.
يخبر الطبيب كريج كونسيدين في تقريره أن خبراء المناعة كالطبيب انتوني فوتشي ينوه على أن النظافة الشخصية الجيدة والحجر الصحي خلال فترة انتشار الوباء من أفضل الوسائل لتطويق كوفيد ١٩.
وأشاد بالتقرير قبل ١٤٠٠ عام الوقت الذي لم يكن فيه ثقافة الداء والدواء، كان الرسول الأمين محمد عليه الصلاة والسلام خبيراً تلقائياً في الأوبئة وفي انتشارها عندما منع الناس من القرية المصابة بالطاعون.
ليكن هذا العام عام التغيير للأفضل ، عام رفع الوعي في تخطي المحن .