القولون العصبي أو التشنّجي أو المنقبض أو التهاب القولون المخاطي، وتعددت الأسماء لمرضٍ واحد كما تحدثت ضيفتنا، و من منّا في هذا الزمان من لم يصارع نوبةً من نوباته؟
شاع كثيراً مؤخرًا، وبانت حدّته على كثيرٍ من الأشخاص لعدم معرفتهم كيفيّة التعامل معه.
في حوارٍ صحفيّ غيرَ مسبوق قمنا به مع الباحثة بهذا المجال ريم توفيق الوصيبعي، وتمّت معرفة الكثير من الإرشادات المهم اتباعها لمرضى القولون العصبي لضمان سلامتهم قدر الإمكان عند اتباعها ، والردّ على كثيرٍ من التساؤلات حول هذا الموضوع.
وأكدّت الوصيبعي أنها إرشادات صحيّة عامّة يمكن لغير المرضى أيضًا الأخذ بها وانتهاجها.
* بدايةً نرحّب بكِ أستاذه معنا، و نودّ معرفة من هي ريم الوصيبعي؟
ـ ريم توفيق الوصيبعي هي خريجة بكالوريوس أحياء من جامعة الملك فيصل ، قارئةٌ جيّدة للأمور الصحية والطبية.
* أين يقع القولون ؟
J يجب معرفة الجهاز الهضمي وهو : يمتد من الفم ← المريء ← المعدة ← الأمعاء الدقيقة ← الأمعاء الغليظة ← المستقيم ← الشرج، وهو المسؤول عن استقبال الطعام، و تفكيكه، وامتصاص عناصره، ونقلها للدم – المغذيات – ، والتخلص من الأجزاء الغير قابله للهضم.
إذن القولون ( colon ) هو جزء من الأمعاء، يقع في نهاية السبيل الهضمي.
* وما هي وظيفة القولون في أجسامنا؟
ـ باختصار يمكن أيجاز وظائفه كالآتي : امتصاص ما بقيَ من ماء و مواد غذائية من بقايا الطعام ليتشكّل بالأخير إلى الكتلة البرازية الشبه صلبه – أعزكم الله، ويؤمّن القولون وسط مناسب لنمو البكتيريا المعويّة التي لها أهمية في صنع بعض الفيتامينات مثل فيتامين K ، ويختزن القولون البراز حتى يتم طرحه إراديًّا.
* ما هي العلاقة بين القولون والدماغ ؟ لمَ يشعر المريض بسوء في حالته النفسية؟
ـ اكتشف العلماء وجود ارتباط قوي بين الجهاز الهضمي والدماغ، مثلاً وؤثر العَوامِل النفسيّة بشكل بالغ على : تقلصات الأمعاء، وإفراز الإنزيمات الهضمية، وغيرها من وظائف الجهاز الهضمي، في المقابل فإن الجهاز الهضمي أيضًا يؤثر في الدماغ، وعلى سبيل المثال يمكن لبعض الأمراض المزمنة أو المُعَاودة مثل مُتلازمة القولون العصبي (المُتهيِّج) أن تؤثِّر في عواطف المريض وسلوكيّاته وأداءه اليومي، وقد أطلق العلماء على هذا الارتباط ثنائي الاتجاه اسم { المحور الدماغي المعوي ⇆ } .
* عرفينا باختصار على القولون العصبي؟ ومتلازمة القولون العصبي؟
( Irritable Bowel Syndrome – IBS )
هو إحدى اضطرابات الجهاز الهضمي التي تصيب القولون، يسبّب تغيّراً في حركة الجهاز الهضمي كالإمساك أو الإسهال أو كلاهما، ونسبة الإصابة به عند النساء أكثر مرتين من الرجال، ويمكن أن يُصيب أيّ شخص ♂️ ♀️ في أيّ مرحلة من عمره.
* ما هي الأعراض التي يمكن معرفة المرض منها ؟
ـ أعراضه تختلف بين المرضى، مجملها فقدان الشهية، وتقلصات وآلام البطن خاصةً بالأسفل، وغازات في البطن، والشعور بالتخمة، ومخاط في البراز.
* كيف يعرف المريض بوجوب زيارة الطبيب؟
ـ أعراضه الخطرة التي تستدعي العناية الطبية نزيف المستقيم (الشرج)، وآلام متزايدة ومستمرة وشديده وقت النوم، وفقدان الوزن الغير طبيعي.
* كيف يمكن التحكم بهذه الأعراض ؟
ـ يمكن التّحكّم بالأعراض فقط عن طريق بعض الأدوية المرخّية والحمية الغذائية والتعامل باحتراف مع التوتّر والقلق.
* ما هي مسبّبات هذا المرض ؟
ـ حتى الآن لا يوجد سبب فعلي للإصابة به، ولكن يُعتقد أن سببه (خلل) بين الإشارات العصبية في الجهاز الهضمي والدماغ، نستطيع ذكر بعض المشاكل التي قد تكون مسبّبًا له مثل مشاكل في حركة الجهاز الهضمي، وتضخّم في البكتيريا الطبيعية الموجودة في الأمعاء، والوراثة، وحساسية الطعام، ومشاكل نفسية – و هو السّبب الأكثر شيوعًا مثل الاكتئاب، القلق والعنف الأسري.
* كيف يمكن تشخيصه؟
ـ يمكن تشخيصه باستبعاد الأمراض الأخرى المشابهة له، وعن طريق الفحص السريري، التاريخ الطبي، التحاليل المخبرية للدم والبراز، الأشعة والمناظير.
* ما هي أهم مضاعفاته؟
ـ الاكتئاب، البواسير (بسبب كثرة الإمساك أو الإسهال)، وسوء التغذية.
* هل يوجد علاج لهذا المرض؟
ـ لا يوجد علاج فعلي للقولون العصبي، غالبًا يعتمد على التّخفيف من أعراضه للتمكّن من التعايش معه بإجراء بعض التعديلات على نمط الحياة بالمريض نفسه، يُنصح بعضهم بتناول باسكوبان – رياسبازم ، سكوبينال – ميبڤرين – دوسباتالين ، الميباجين ، كولوفاك ميبفرين، ومضادات الإسهال، ومكملات الألياف.
* ما هي الإرشادات العامة و المهمة لمريض القولون العصبي؟
ـ هنا الداء وهنا الدواء، قال الشافي المعافي في كتابه (فَلۡیَنظُرِ ٱلۡإِنسَـٰنُ إِلَىٰ طَعَامِهِۦۤ) [سورة عبس 24] .
وذلك يُؤكّد على أنّ المعدةُ بيتُ الدّاء و بيتُ الدواء.
* إرشادات لمريض القولون العصبي؟
ـ تجنّب المهيّجات مثل الكافيين ومشروبات الطاقة والغازيات والسكّريات والمحليات الصناعية والأطعمة مرتفعة الدهون والعلكة؛ لدخول الهواء في البطن المسبّب للغازات الحبيسة الصعبة الخروج، كذلك الانتظام في الوجبات وتقسيمها إلى ستة وجبات بدلاً من ثلاث وجبات، والإقلاع عن التدخين، والحدّ من القلق والتوتّر، والإكثار من شرب السوائل بشكل عام والماء البارد بشكل خاص، وممارسة النشاط البدني بشكل منتظم؛ لتحفيز الانقباضات الطبيعية لعضلات الأمعاء خاصةً أو الجري وليس المشي؛ فالجري اليومي كفيل بإزاحة الكثير من آلام المريض والتخفيف من حدة أعراضه، وتناول الحبوب الكاملة والشوفان، وإتبّاع نظام غذائي صحي منخفض الدهون، مع الحرص على عدم استخدام الزبدة نهائيًا.
أما مرضى حساسية اللاكتوز فقط تجنّب منتجات الألبان، أّما باقي المرضى فلا مشكله من تناولها، ومعرفة متلازمتك إسهال؟ إمساك؟ لتقرر حينها نظامك الغذائي، والامتناع تمامًا عن المعجنات والمخبوزات المعمولة بالطحين (الأبيض)، والامتناع تمامًا عن الأطعمة المقلية، والامتناع قدر الإمكان عن البصل، القرنبيط، البهارات، المخللات والأطعمة المعلبة، والامتناع عن الحمص، الفول، العدس، الفاصوليا، قدر الإمكان، كذلك تجنب تناول الطعام الحارّ، والجنس المنتظم، والرقص بكلّ أنواعه فعّال في حركة الأمعاء وتحسين المزاج بشكل عام، وعدم تناول الطعام ثم النوم مباشرة.
* هل من أطعمة يجب التركيز عليها؟
ـ بالتأكيد من خلاصة تجربتي وبعد الإطلاع والبحث يُنصح بالتركيز على الأطعمة المالحة، اللحوم والبيض، البسكويتات الخفيفة خالية النكهة أو المملحة أو بسكويتات الأطفال الرضّع، وشرب النعناع والبابونج واليانسون بانتظام، وتناول طعامك باردًا وليس ساخنًا، وأجعل مشروباتك تميل دائمًا للبرودة، وتناول أكواز الذرة المملحة بانتظام، الفواكه كالموز والأناناس، والخضار كالخيار والخسّ والكوسا، ووضع الكمون أثناء الطهي لتخفيف الغازات المحبوسة، إضافة بذور الكتّان في الوجبات، والشاي الأخضر باعتدال، وهو ممتاز لمرضى القولون العصبي بشرط أن لا تكون متلازمة المريض للقولون العصبي (إسهال).
* كلمه أخيرة؟
ـ مرضى القولون العصبي بإذن الله تعالى إذا اتبعوا الإرشادات أضمن لهم زوال ٥٠% من الأعراض على الأقل وعلى ثقةٍ بما طرحت من نصائح وإرشادات، لذلك سقف توقعاتي للحدّ من الأعراض كبير قد تفوق الـ ٥٠% .