نتابع تصفحنا في سيرة وتاريخ قادة الكشافة وروادها ومشوراهم الطويل في هذا المجال ، وفي كل ليلة نقدم “صفحات سمر” عن سيرة احدهم ، ونحن نلتزم بيوتنا في هذه الايام احترازا من الجائحة العالمية COVID-19 ، ونواصل كل ليلة تقليب صفحات التاريخ لنطلعكم علي مشوار نجم من نجوم الكشافة ورائد من روادها وفي اليوم الثاني من هذا الشهر الفضيل نعيش سويا ذكريات الرائد الكشفي مسفر بن محمد الغباشي الذي بدا حياته الكشفية من المرحلة الابتدائية الذي اطلق عليها “كشافة المناسبات” تحت قيادة معلمه في المرحلة الابتدائية الدكتور سعد عطية الغامدي
والمتتبع لسيرة هذا الرائد الكشفي القدير “مسفر الغباشي” يجد أنه انطلق منذ اكثر من نصف قرن من الزمان وتحديدا في العام 1389هـ المصادف للعام 1969م ومنذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا وهو مازال مستمر في المجال بالعطاء وتقديم التضحيات ، رغم انه متقاعد من العمل الرسمي ويمارس التجارة ورعاية اسرته ، وذكر ان مشواره الكشفي كان حافلا بالإنجازات والتميز لان الكشافة في رايه انها صقلتهم وجعلتهم يتميزون بمعرفة رجال تقاسم معهم اعباء الحياة ولازالت هذه المعرفة بينهم رغم طول الزمان قائمة الى اليوم .
وفي ذكرياته في الشهر الفضيل ذكر “الغباشي” أن الكشفية في رمضان لم تكن بذاك القدر حيث ان الأنشطة تتوقف في ذلك الوقت وخاصة في القرى ، لكنه قال ” اتذكر عندما ننام عن السحور ثم نستيقظ وندرك ذلك نتألم كثيراً لان النهار كان طويلا جدا إلى جانب ان هناك اعمال نقوم بها كانت متعبه واتذكر مره اننا صمنا وخرجنا لأعمالنا واذا بالمنادي ينادي اليوم عيد اليوم عيد ثم عدنا وارتدينا ملابس العيد وذهبنا الى المصلى.
ويؤكد الغباشي أن شهر رمضان هو نفسه كما في السابق في فعل الصيام والقيام ، والفرق فقط في اندثار بعض العادات ، وانتشار أخرى إلى جانب الاسراف الزائد في المأكل والمشرب والذي نلاحظه اليوم ، وكأنه شهر اكل وشرب وسهر وقد ينام البعض عن صلاة الظهر ، مؤكدا أن الأوضاع الاجتماعية الان لم تكن كسابقها لاندثار بعض القيم الحميدة التي كانت موجودة من زمن
وانتقد “الغباشي “ ما يحصل في هذا الزمان من تباعد ومقاطعه بين الاخوان والاخوات وقد تصل الى قطيعة الابناء بالآباء والجيران واغلب هذه القطيعة على شيء من أمور دنيوية تافه جدا ، لكنه عاد وذكر ان في الماضي ايضا توجد مثل هذا الامور لكنها قليله ولا تذكر وأن وجدت فان دخول شهر رمضان يجعلهم يعودون لبعض وينهون القطيعة .
وتذكر “الغباشي” الكثير من القصص الإنسانية في حياته وأكد أن هناك قصص انسانيه قائمة علي التلاحم بين الناس في ذلك الوقت حيث كانت كل عائله تعطي جيرانها مما قد أعدته ولو القليل وذكر ان الاناء الذي كان يذهب به إلى الاخرين من الاحباب والجيران من المستحيل ان يرجع الى أصحابه دون محتوى رغم ان ذلك ليس الزاميا بل كان من باب التكافل بينهم .
وذكر “الغباشي” أنهم عندما يذهبون لأداء صلاة المغرب بالمسجد فيكون هناك من هم عابري سبيل فتجد المصلين يتسابقون على استضافتهم في بيوتهم ويقدمون لهم الطعام مع المبيت علي ضيافتهم
وقدم “الغباشي” نصائحه لا بنائه الكشافة وطالبهم بالسعي لكسب رضى الوالدين واستغلال الشباب في طاعة الله ليكونوا من السبعة الذين يظلهم الله ، وان يحرصوا على سمعة وطنهم ولا ينجرف خلف قرناء السوء واعداء الوطن ، سائلا الله لزملائه القادة بالتوفيق وان يدركوا ان ما بين ايديهم من اشبال وكشافه امانه في اعناقهم وعليهم أن يحرصوا على تقديم ما يعود عليهم بالنفع وينمو فيهم حب المليك والوطن والذود عنه
وتحدث “الغباشي” عن ما صاب الامة في هذه الايام من جائحة غيرت مجرى حياتهم وقال ” نحمد الله ان ما اصابنا فيه لم تكن اصابة في ديننا وما عداه فالأمر بسيط ، معبرا عن حزنه في الحرمان من زيارة الحرمين والصلاة بالمساجد وانقطاع التواصل بالوالدين والاقارب ، مؤكدا أن هذه الاحوال علمت الناس البقاء مع اسرهم وادارة شؤون منازلنا .