يسعدني أن أكون ضيف خفيف يطل عليكم خلال الشهر الكريم عبر نافذة صحيفة «شاهد الآن الإلكترونية» ليحاوركم حول موضوع «موقف لا ينسى»، كثيرة هي المواقف في هذه الحياة ما بين فرح وحزن منها طواه النسيان ومنها باقي في الذاكرة حاضرًا لا ينسى لأنه ترك الأثر الإيجابي أو السلبي، ومن الجيد أن يتحكم الإنسان بعواطفه بحيث يجعل من كل المواقف المؤثرة محطة عبور إيجابية للنجاح وللتغيير.
إطلالتنا اليوم على المواقف مع المهندس «أحمد المطر»:
* نود منك تعريف القارئ بنفسك من هو المهندس أحمد؟
ـ المهندس أحمد المطر، كنت سابقا منسق الأحساء في شبكة اليونسكو للمدن المبدعة ومدير مكتب التراث العالمي بواحة الأحساء، أما الآن (متقاعد).
* ما هو الموقف المؤثر جدًا لا ينسى حدث لكم خلال الشهر الكريم؟
ـ موقف طريف حصل لي عندما كنا في زيارة رسمية للولايات المتحدة عام ٢٠١٨ بمعية أمين الأحساء واثنين من الزملاء بدعوة من عمدة مدينة بادوكا في ولاية كنتاكي الأمريكية لحضور الاجتماع الأول للمدن المبدعة في الحرف اليدوية والفنون الشعبية التابعة لشبكة اليونسكو للمدن المبدعة، حيث كنا نمثل (الأحساء المبدعة) وشملت الدعوة بعض المدن المبدعة العالمية الأخرى، وكان من ضمن برنامج الزيارة الإطلاع على المعروضات الفنية في أحد المراكز المتخصصة هناك، وأثناء تجوالنا في المركز إذا بأحد الأمريكان في الثمانين من عمره يسأل بصوت مرتفع : هل هنا أحد من السعودية؟ فأجبنا نحن الأربعة بنعم، ثم قال من منكم من الأحساء فأجبناه كلنا الأربعة من الأحساء، ثم قال بعدها : من منكم درس في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، فأجبته : أنا، عندها قال: إلا تعرف أستاذًا في الجامعة آنذاك اسمه دروين اورسري، قلت له بلى، أنه أستاذي في الهندسة المعمارية، قال: أنا ذلك الأستاذ !! فاندهشت وما كان مني إلا أن أعانقه واحييه تحية حارة، وبينما نحن نستذكر تلك الأيام وكيف تغير علي (أكثر من ٣٠ سنةً لم نلتقي) إذا بصحفية أمريكية كانت متواجدة بالمركز لفت سمعها ما يدور بيننا، فما كان منها إلا أن أجرت لقاءًا سريعًا معنا نحن الاثنين، وللمفاجئة وجدت الموضوع منشور في صحيفة المدينة صباح اليوم التالي.