شاعرة ومعلمة تابعة لإدارة التربية والتعليم بمحافظة الأحساء، عاشقة للشعر ومشرفة القسم النسائي بنادي الأحساء الأدبي لأكثر من ست سنوات، دار بيننا وبينها هذا الحوار..
* البطاقة الشخصية للشاعرة تهاني الصبيح؟
تهاني حسن الصبيح، أديبة سعودية، المؤلفات : رواية بعنوان وجوه بلا هوية، ديوان فسائل، وشاركت في أمسيات محلية وعربية.
* متى كانت بداياتك الأدبية؟
ـ كانت منذ الطفولة، حيث أن هناك نزعة قوية للكتابة والقراءة واختزال أجمل الكلمات التي كان يستدعيها الذهن بين الفينة والأخرى لتصبح رافداً لفظياً يعين على جودة الكتابة.
* الشاعرة المتألقة تهاني الصبيحة قريحتك الفتية وراثة أبًا عن جد أم هي هبة أفردك به الله جل في علاه؟
ـ هي موهبة من الله ساعدها على النمو الوعي الأسري من الأبوين وهما أكبر مساندين على استمرارها وانعتاقها للعالم.
* بنظرك ما هي العقبات التي تواجه الشاعرة والأديبة السعودية؟
ـ لا توجد عقبات أمام المرأة السعودية مجملاً إذا كانت واثقة تمامًا من أهدافها السامية وراغبة في تحقيقها وهي الأقدر من بين نساء العالم في نظري على تخطي العقبات ومواجهة الصعوبات وإحداث ولادة نوعية في الفكر والتوجهات.
* لدينا بالساحة السعودية الكثير من الأقلام النسائية، ما هو تقسيمك لهذه الأقلام؟
ـ كل الأقلام النسائية مقدرة ولها وزنها ولست ممن يقيّم من حولي أو يحجّم أدوارهن لأننا جميعاً نستقي أدبنا وأفكارنا من معين واحد وهو معين الثقافة الحرة.
* إذا سألتك فتاة في بداية مشوارها الأدبي أي الجهات أو المنتديات التي تستفيد منها لتطوير ذاتها بحيث تجد الإنصاف بعيدًا عن أي اصطفافات؟
ـ أرجوها بشدة أن تترك كل المنتديات والجهات وتخلو بنفسها على طاولة صغيرة وكوب قهوة وتقرأ ما تستطيعه من كتب في الأدب والشعر واللغة وتحفظ ما يمكنها حفظه من كلمات تسكن ذاكرتها لتصبح ثروة لفظية تسعفها أثناء الكتابة.
* ما هو رأيكِ بمصطلح أدب ذكوري وأدب نسائي؟
ـ لا أؤمن بهذا المصطلح لأن الأدب جامعة للعالم ذكورًا وإناثًا، وإن كان الرجال تفوقوا في الإنتاج عن النساء فهذا عائد لطبيعة الدور الإلهي الذي تضطلع به المرأة في حياتها الأسرية والذي يشغلها عن غزارة التأليف لكنه لا يمكن أن يكون حائلاً بينها وبينه.
* من الداعم الحقيقي لمسيرتك الأدبية منذ بداياتك؟
ـ كل من حولي دعمني، أسرتي، صديقاتي، معلماتي وممتنة لوطني الذي رشحني مرات عديدة للمشاركة في محافله الثقافية التي تعبر عن نمائه الفكري ورؤيته الحضارية.
* من هي الشخصيات المؤثرة بحياتك الشعرية؟
ـ كثيرون لا يمكن وضع اسم أو تجاوز آخر وكثيرون أحمل لهم كل الامتنان والتقدير، ففي المملكة العربية السعودية أخوة وأخوات تربطني بهم عروق الأدب وقرابة المعنى.
* وما هي المهرجانات والمسابقات الشعريَّة التي شاركتِ فيها محليًّا وخارج البلاد؟
ـ في داخل الوطن: مهرجان عكاظ، مهرجان الجنادرية، ومهرجان جواثى بالأحساء، ومؤتمر الأدباء السعوديون، كما شاركت في الأندية الأدبية كنادي الرياض ونادي تبوك ونادي الجوف ونادي الباحة ونادي المدينة ونادي الأحساء وشاركت خارج المملكة في مصر والأردن والإمارات ومملكة البحرين.
* حصلت على العديد من الشهادات والأوسمة والجوائز ماهي أبرزها؟
جائزة الأمير محمد بن فهد للتفوق العلمي
جائزة السفير حسن عبدالله القرشي بمصر
* حدثينا عن مشاركتك بجائزة السفير الشاعر حسن القرشي وحصولك المركز الثاني التي أقيمت بمصر؟
ـ كانت أول جائزة دولية أحصل عليها ولها أثر كبير في النفس لكون ديواني فسائل هو إصداري الأول وقد أذكى هذا الفوز حماسي للمزيد من الحصاد إن شاء الله تعالى.
* هناك العديد من الملتقيات الأدبية بالمنطقة هل أنت عضوة في واحدها؟
ـ لا أحبذ أن أكون عضوًا في ملتقى أدبي معين وأفضل أن أكون متواجدة في أي مكان ينتمي لميولي الأدبية ويجذب ذائقتي.
* وما هو دورك بنادي الاحساء الأدبي؟
ـ عملتُ في نادي الأحساء الأدبي على مدى ثمان سنوات من انتخابي عضوًا في مجلس إدارته وسعيت أن أؤدي الأمانة التي أنيطت بي على أكمل وجه وأن أكون وجهاً أحسائيًا يوزع المحبة ويرفد ينابيع العطاء الثقافي في كل مكان فأشرفت على لقاء (ديوانية المثقفات) التي كانت تخص مثقفات المحافظة وتزدحم بهن وبغيرهن ممن يفدن من محافظات أخرى، بالإضافة إلى لقاء الأديبات الواعدات الذي كان يسلط الضوء على المواهب الشابة الموعودة ويعين المبدعات على تخطي أي عقبة في سبيل التأليف والنشر.
* تواجدك بنادي الاحساء الأدبي قرابة عشر سنوات أضاف إليك ام سرق منك؟
ـ تواجدي في نادي الأحساء الأدبي هو عمل أفخر به حتى وإن سرق كما ذكرتَ في السؤال بعض وقتي وصحتي وبعض مسؤولياتي الحياتية فهي سرقة محمودة استعذبتها حين وجدت الحصاد الكبير من مشاعر الحب والإخلاص التي تتدفق علي بين الفينة والأخرى من مثقفات وأديبات المنطقة وتجعلني مخضرّة بالطمأنينة والأنس.
* صدر لك وجوه بلا هوية (رواية) ما هي موضوعاتها؟ وهل خضت تجربة كتابة ق ق ج..؟
ـ وجوه بلا هوية : قصة حب حالت بينها الطبقية الاجتماعية وعادات وموروثات بعض الأسر وهي محاولة – كما قلت في لقاء أدبي سابق – لتحريك المياه الراكدة خلال مسيرتي الأدبية التي كانت تتسم بالرتابة وقلة التأليف.
* حدثينا عن فسائل؟
اسمعينا شيئا منها..
الفسائل قصائد صغيرة لم تنضج بعد وهي محاولة ذكية لمواجهة مشرط النقد
ومن القصائد القريبة إلى قلبي في فسائل ( اقصص لنا الرؤيا )
جاءتك تقبسُ من جبينك ضوءها
فاسرجْ لها من شمسك القنديلا
واكشف لها عرشاً تنكّر حولها
قد ضيّعتهُ وأدركتك سبيلا
يا دائم السيفِ الذي انقادتْ لهُ
الكلماتُ طوعاً والحروفُ قبولا
من تربة الأحساء روح فسيلةٍ
علقت بروضكَ تستشفُّ وصولا
جاءتكَ ساريةً بغيرِ سفينها
فأعِدْ لها يا سيّدي الأسطولا
?وهل ترجمتِ بعض نصوصك..؟
للأسف لا
* أين تنشرين نتاجك الأدبي؟
أغلب نتاجي الأدبي الجديد موجود بحسابي بتويتر.
* وكيف كانت تجاربك مع دور النشر؟
لم أجرب النشر في دور النشر، فقد تم نشر روايتي وديواني من ضمن مطبوعات نادي الأحساء الأدبي.
* أنتِ أستاذة تربوية .. ماذا أعطتْ تجربة التّربية والتعليم؟
ـ تجربة التربية والتعليم جعلتني أتحسس الروح الملائكية التي تسكن قلوب ووجوه صغيراتي في الصف فمن هؤلاء تعلمت قيمة وجمال الحياة، وجربت السعادة الحقيقية الخالية من التقنع والزيف.
* هل أنصف النّقاد الشاعرة تهاني؟
ـ النقد بالنسبة لي بناء فأهلا ومرحباً بكل ناقد هدفه إعادة نفخ روح الشعر بداخلي.
* كيف تصفي المشهد النّقدي في المنطقة؟
ـ حقيقة لا يوجد لدي اطلاعٌ واف على المشهد النقدي في المنطقة ولكنني ألتقط من هنا وهناك بعض الاتجاهات النقدية الجميلة التي تناولت أعمال أدبية تستحق البحث والاستقراء.
* هل يحتاج المبدع للنقد الأدبي..؟
ـ إذا لم يُنقد المبدع فلا يمكن أن يكون مبدعاً، فالنقد بوابة واسعة للابتكار والتجديد والإبداع.
* طموحاتكِ ومشاريعك الأدبية المستقبلية؟
ـ أكثر ما يهمني الآن الانتهاء من ديواني الثاني وإطلاق سراحه من قفص هذه الأجهزة الإلكترونية التي يسكنها منذ مدة.
* ما هو العمل الإبداعي الذي نترقبه منك؟
ـ أدعو الله أن أظلّ دائمًا عند حسن ظن من يعدني مبدعة ويثق بي لأكتب عملاً إبداعيًا في أي مجال يخدم الإنسان.
* عرفتِ بـ “خنساء هجر” ترى من الذي اطلق عليك هذا اللقب الفريد؟ وما السر؟
ـ هو لقب أطلقه الجمهور علي وتلقّفتهُ أذن الصحافة في مهرجان عكاظ بالطائف حيث شاركت فيه بقصيدة (لمّا حوتني الطائف) النص الذي أبهرهم فردد البعضُ على مسامع الجميع (هذه هي خنساء المملكة) وهو لقب أعتز كثيرًا به لإعجابي الشديد بالشاعرة العربية الخنساء.
* على أي نص من قصائدها تستريح تهاني؟
ـ هل لنا ان نستمع لشيء منها
لأجل أمي التي فارقت الدنيا خلال هذه الأيام من شهر رمضان من العام الماضي أقول
للعمقِ تهوي ، للجذورِ ترومُ
وعلى ثراها ينبتُ المشمومُ
(أمّي ) ووفّى الموت قبضةَ روحها
وأتى بها حول الجنانِ تحومُ
وكأنها والروح تعرجُ للسما
فيضٌ تسيلُ براحتيهِ غيومُ
أو أنها الشمسِ التي لو غادرتْ
ستظلُّ تشرقُ بالضياءِ نجومُ
وفي مقطوعة أخرى
تعيدُني ضحكةٌ في العيدِ ألقاها
ومِلفعٌ من خيوطِ الليلِ ينعاها
ما بين مِسبحةٍ تغفو على يدها
أو بين سُجادةٍ تبكي مُصلّاها
يعيدني الخاتمُ الفضّيُ تلبسُهُ
في زهوِها وكأنّ الفجر يُمناها
ما قيمةُ العيدِ يا أمّي إذا انقطعتْ
أوتار قلبِكِ من أقصى حناياها؟
* كلمة أخيرة تحبينَ أن تقوليها في نهايةِ اللقاء؟
ـ أشكركم جميعًا على ثقتكم بي واختياري للحديث عن نفسي متأملة أن أكون بحجم هذا الثقة وجديرة بها ولكم مني كل الامتنان والعرفان.