ماذا عساني أن أقول فيمن عشق الحرف وغازله إلى أن أرتحل..
مودّعة روحه جسده..
زارعاً ذكراه فينا قرنفلاً ومشموماً..
لم ترحل يا أبا محمد..
فروحك ترفرف فوقنا كعصفور تائه بزقزقته..
ولسان حاله يقول: كيف لي أن أطير عنكم، وجناحاي مثقلان بكم؟!
عرفناك في مشيتك، وابتسامتك، وكتابتك، ودعابتك، هنا وهناك..
أنفاسك وحسك وصوتك وصل إلى كوثر المعرفة والخليج والحجاز..
ولم تكتفِ أيها القنبر الحبيب إلى هذا الحد.. بل انغرست في كل أطياف المجتمع وكل توجهاته وفكره وبساطته..
لنراك كل يومٍ بصورٍ عديدة وجديدة..
كاتباً، وصحفياً، وممثلاً، وكوميدياً، وناقداً، ومتحدثاً، ومداخلاً، ومرشداً، ومعلماً، وفاضلاً.. لتبقى أباً بكل ما تحمل هذه الكلمة من حروف..
تتبعت نهرك الرقراق أيها الرحالة الإعلامي، ورسوت على سواحل شطآن أرضك التي حرثتها بقلمك، وفكرك، وعطائك، وجهدك..
فقد شققت لنا نهراً، وكنت لنا قارباً، تتنقل بنا بين ضفافك المليئة بأعواد قصب السكر، وأوراق الريحان..
وسيبقى رحيقك مختوماً يا أبا العاشقين..
فهنيئاً لك وشاح رحالة الوطن الإعلامي..