يتذكر المشرف العام على فريق كشافه شباب مكة المكرمة الزميل عثمان خليفه مدني في كل مناسبه اجتماعية يعيشها في منزله مع عائلته وإخوانه وأخواته ، الراحلين عن دنياهم والديه اللذين كانا نهر الحنان وينبوع المحبة ، وفي مثل هذا اليوم السعيد يعود “مدني” دائما بذاكرته إلى الزمن الجميل ، تواصلت معه في يوم العيد السعيد وسالته كيف تدير أمور عائلتك بعد فقد الوالدين خصوصا في مثل هذا اليوم ومتى بدأت ممارسة القيادة ؟
فقال ” الحمد الله تعلمت القيادة وفنونها من والدي ووالدتي – عليهما رحمة الله – منذ نعومة أظفاري ، وبدأت أستقى علم القيادة منذ المرحلة الابتدائية أي في سن مبكره لأن والدي – عليه رحمة الله – كان يعتمد علي كثيرا في شراء احتياجات المنزل ، وفي أواخر شهر رمضان كان يسعي لخياطة ثياب العيد لنا جميعا أنا وإخواني الذكور ، وعندما بلغت الحادية عشر من العمر كُلفت بشكل كبير منه – عليه رحمة الله – بتولي تأمين احتياجات المنزل ، وخلال أيام العيد كنت أقود أخواني وأبناء عمي للزيارات الاجتماعية لبيوت الاقرباء من الاعمام والخوال والاهل وكنت احرص على ذلك وهذا نتج عنه علاقة اجتماعية إنسانية حميمة عميقة جدا
وذكر مدني أن هذه الممارسات في بداية عمره نتج عنها الالتحاق بالكشافة التي صقلت لديه القيادة ، إلى جانب عمله الميداني الإعلامي
وتوقف مدني كثيرا عند سؤاله عن فقد والدية وأجاب بحزن عميق وقال : عندما كنت طفلا وحتى في سن الشباب لم أكن أتوقع أن أفقد والدي ، ولو كنت أعلم ذلك لكنت قدمت الكثير وفكرت في مشاريع إنسانية وهما على قيد الحياة ، وامتدادا لبرهما احرص الآن على التواصل مع أصدقائهم وأقربائهم ومن يعز عليهم
ويرى مدني أن غياب الوالدين في مثل هذا المناسبة السعيدة إنه مؤثرا جدا وقال ” عندما كان والدي علي قيد الحياة ووالدتي كانوا يضفون على حياتنا رونقا خاصا لا يمكن أن يعيش الإنسان بعد فقدهما بنفس الرونق ، ولا زلت أتذكر كيف كان والدي يستقبل جيرانه وأصدقائه وأقربائه في مثل هذا المناسبة ، كان والدي يستقبل أصدقائه القادمين للعمرة وبقائهم حتى العيد ، وبعد وفاته لم يبرح ذاكرتنا ابدا ، كنت اخطأ وأجد التقويم والنصح والآن فقدت هذا كله ، لكن لدى مقدره في الاشراف على أخوتي ، وأنا ولله الحمد متواصل مع أقرباء والدي ولم أدع وسائل التواصل ان يحيل بيني وبين زيارتهم
وطالب مدني من كل شخص ينعم بوجود والديه أن يعمل بقدر ما يستطيع أن يبقى بجانبهما ويعمل على رضاهما قبل أن يفقدهما ، وقال : انا ولله الحمد اموري تسير بشكل جيد بسبب بر الوالدين ، وكنت اطلب من والدي ووالدتي دعوة قبل البدء في أي مشروع او عمل او مهمة فكنت أجد التسهيل كثيرا ، وأتذكر احد اشهر المشاريع التي قدمتها أولا وهو مشروع نقل المعتمرين من نقاط الفرز إلى مركزية الحرم ، وكنت من أوائل المساهمين في مشروع تعظيم البلد الحرام
وتمنى مدني أن يكون قد أكمل نصف دينه ووالده على قيد الحياة ، ثم ذكر وتذكر بحزن وفاته والدته في أسبوع زواجه وأكد أنه حدث اليم لم ينساه ابدا وترك في نفسه اثرا وقال ” كانت قاب قوسين أو ادني من حضورها زفافي ”
وأضاف مدني : تعلمت من الرائد الكشفي الأستاذ علي هوساوي أمور عديدة ساعدتني في سير حياتي واتذكر دائما قوله “أبونيه يغلب أو نيتن ” ، واثنى مدني على خاله الزميل محمد رابع سليمان وشقيقته ربيعة رابع سليمان ودورهما في التوجيه والوقوف
وحذر مدني كثيرا من أصحاب الشر الذين يسعون دائما إلى احداث شرخ بين العائلة التي فقت كبيرها
وفي هذه الأيام وفي عيد الفطر المبارك في ذاكرة مدني احداث كثير فذكر أنهم يذهبون مع والدهم – عليه رحمه الله – إلى السوق لشراء مستلزمات البيت ، وكذلك الوالدة واتقانها لا كلة “الدبيازه” المعروفة عند أهل مكة المكرمة
ووجه مدني في الختام نصيحة للشباب وقال ” نصيحتي للشباب أن يحرصوا دائما على ربط أواصر المحبة والاخوة بينهم وبين الجيران ، والاقارب ، والاهتمام بأصدقاء الوالدين حتى يجدون سندا بعد رحيلهما ، ومسيرة الانسان في حياة اجتماعية متماسكة تمهد له حياة سعيدة ، وانا الأن انعم بهذه العلاقة التي قادتنا إلى النجاح في قيادة أسرتي الكبيرة بعد رحيل والدي عليهما رحمة الله