لكل منا حديث وأحاديث كثيرة خاصة مع ذاته، وهذا سر لا يدرك ما فيه أو مدلوله من مشاعر وأحاسيس إلا الشخص نفسه، أنا هنا قررت أن أقدم بين أيديكم ملخص حوار دار بيني وبين ذاتي، حيث بدأت التفكير عن بعض ما كان يدور في رأسي من خفايا، وقتها اكتشفت أن ذاتي قريبة مني جداً وكان أكبر خطأ وقعت فيه في حياتي أنني لم أدرك ذاتي ومدى قربها مني إلا الآن وأنا بلا شك لا أعلم كم تبقى لي من عمر أعيش به لذلك تحسرت على ما قد ضاع من عمري وأنا ابحث فيه عن من يشاركني هذا العمر ويكون خليلاً مخلص وأمين ولم أكن أنظر إلى القريب مني، لم أكن أفكر في ذاتي وقد كانت أقرب الخلق إلي، لم أكن أبحث في نفسي، مضت سنوات كثيرة من عمري بالبحث بعيدًا عن الراحة والارتياح وما كنت أعلم بأن ذاتي هي الوحيدة القريبة مني..
لقد كان ما اكتشفته صدفة وما أجملها من صدفة تلك اللحظة التي عثرت فيها على ذاتي فجالستها جلسة مصارحة فيها الكثير من التأملات والآهات.
لقد أثبتت لي ذاتي بأنها خير خليل وخير أنيس وخير صديق لي، لقد أعادتني إلى إنسانيتي التي أشعر في الكثير من الأحيان أني افتقدتها في ظل الأحداث التي تحيط بي من كل ناحية. وحقيقة البشر المرعبة.
عادت لي قوتي التي خفت ان أفقدها يومًا صارحتها أني احتاج أن اقترب منها أكثر فأكثر حتى لا أدع لأحد مكان وذاتي بدورها تمتمت لي ببعض الكلمات.
بأني استحق فمن تملك قلباً كقلبي تسكن الطمأنينة بين جوفه يستحق العيش بسلام عشقت تلك الذات تنفستها وكأن لا يوجد على هذا الكوكب غيري أنا وذاتي، عجبًا لتلك الذات المفقودة كيف اكتشافها غير خارطة تفكيري.
الكثير منا ودائمًا يبحث عن من يحاوره أو يتحدث معه بصوت مسموع .. سؤالي كان لماذا لا أتحدث مع نفسي وأحاورها؟! وهل هذا أمر طبيعي أم لا؟
وبين ايديكم الحوار الذي أجريته مع نفسي:
كثير منا يحتاج أن يسمع تقييم الآخرين له ويبادر بسؤال المقربين له .. كيف تراني؟ وهل تراني ناجحًا؟ هل علاقتي بالآخرين ناجحة؟ هل ترى أني شخصيه متزنة؟
هل العمل الذي قمت به بالمستوى المطلوب؟ والعديد من التساؤلات.
تأتي الطامة والإحباطات عندما يوجه لنا النقد أو الوم بالمصارحة، وتبدوا علينا علامات الغضب والإستياء.
ماذا إذا أنا من أجاب على هذا الزخم الكبير من الأسئلة، فلا أحد يستطيع تقدير ذاتي كذاتي نفسها، لذلك من المهم ان يعي الشخص بأهمية الاستماع للذات ويدرك أن حياته هو من يحدد مسلكها ومطالبها وما يهمها وما يشغلها، وكيف السبيل للخروج من الهموم والمشكلات؟
إذن من هو محور المعادلة؟
أنه الإنسان ذاته، فمتى ما أدرك الإنسان وامتلك تلك القناعة وإمكانية التغيير والتحول من السلبية إلى الإيجابية فأنه سيتغير، وسيتمكن من إحداث التغيير الإيجابي الذي يعود عليه والآخرين من حوله بالنفع والفائدة.
كيف اقدر ذاتي في عصر العولمة والسرعة ؟ وهل لها حق الخلوة بها؟
كل إنسان يحتاج في بعض الأحيان إلى لحظات من الصمت والهدوء والتأمل، والتي يبتعد فيها عن أنظار العالم، وحتى أنظار من هم حوله من أفراد الأسرة إلا أننا وفي زمن السرعة، لا نجد ما يكفي من الوقت لهذا الأمر ما أن نقرر الجلوس لوحدنا حتى يرن الهاتف او يطرق الباب ونبدأ بالرد !! عجبي لتلك الذات كم كان لها نصيب من إهمالنا لها.
كشفت بعض الدراسات أن الجلوس مع النفس لبعض الوقت له العديد من الفوائد الصحية والنفسية للإنسان، على عكس ما يعتقده البعض بأن الخلوة مع النفس قد تكون شيئًا سلبيًا أو تعكس حالة من الإنطوائية والكآبة.
فهل لتقدير الذات والتصالح معها إيجابيات ملحوظة على الفرد.
نعم فتقديرنا لذواتنا يشعرنا بالراحة ويعزز جانب الإبداع كذلك تشعر بكامل الحرية متى ما تصالحت مع ذاتك وقدرتها.
عندما حاورت نفسي بماذا شعرت؟
سعادة وبهجة ونشوة انتصار وانا أحاور نفسي لم اشعر به في كل الحوارات التي أجريتها مع أشخاص بعيدين عن ذاتي، فكم أنتِ عظيمة أيتها الذات التي لطالما بحثت عنك ..