استكمالاً لسلسة محاضرات و برامج لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بالعمران ، أقيمت يوم أمس الجمعة 27/10/1438 محاضرة بعنوان “التربية الجنسية للأطفال وحمايتهم من التحرش” للاستشاري النفسي الدكتور محمد الخلف .
و تهدف إلى تقدير المعرفة في التربية الجنسية للأطفال و غرس مفاهيم ملائمة لمرحلة الطفولة لحمايتهم جنسيا وتوثيق دور الأسرة في تربية وحماية الطفل جنسيا ومناقشة بعض المفاهيم المحلية المرتبطة بانتهاكات حقوق الطفل.
و ذهب الخلف إلى إن من أهم أسباب انتشار ظاهرة التحرش الجنسي بالأطفال:- الانفتاح الهائل على الخصوصية والفراغ النفسي والعاطفي و انتشار ثقافة الاستعراض و سهولة التخاطب مع الأخرين وقلة الثقافة الإلكترونية لدى الأسر وأطفالهم مما يوقعهم في شراك المتحرشين و الحرمان العاطفي وضعف دور الإعلام الموجه في تربية الأبناء و الرغبة في التقليد والمحاكاة للغير .
وذكر الخلف بعض المؤشرات التي تدل على احتمالات وقوع الأطفال تحت طائلة التحرش الجنسي منها :- الدخول بشكل مقصود وغير مقصود لمواقع إباحية غير مناسبة – تعلق الطفل بمن يحادثه أو يتواصل معه – تلفظ الطفل بكلمات وعبارات جديدة ليست في معجمه الأصلي – عدم بوح الطفل برقم حسابه للوالدين أو الأخوة – وجود أكثر من حساب للطفل على مواقع التواصل – العزلة وعدم الرغبة في مخالطة الأقران – وجود مال لدى الطفل مجهول المصدر.
و أشار الخلف إلى أن هناك نوعين من الحماية للطفل ووقايته من التحرش والاستغلال الجنسي :
أولا: وقاية الطفل من التحرش والاستغلال الجنسي قبل وقوعه
ثانيا: وقاية الطفل من تضاعف وازدياد التحرش والاستغلال الجنسي بعد وقوعه.
أما وقاية الطفل من التحرش والاستغلال الجنسي قبل وقوعه:- ضرورة الاعتقاد بأن أطفالنا يملكون الكثير من القدرات الهائلة والطاقات الإيجابية المتميزة و إشاعة جو من الألفة والمحبة والصداقة والود و مشاركة الأطفال في ألعابهم الإلكترونية -تعريف الأطفال بما يصلح لهم من مواقع وما لا يصلح – تعزيز مفهوم الرقابة الذاتية واحترام الخصوصية – توظيف المؤسسات الحكومية والأهلية للمناهج الدراسية والأنشطة اللاصفية لتقوم بدورها الإيجابي المنوط بها في تثقف الأطفال وأسرهم – الإجابة على جميع ما يطرحه الأطفال من أسئلة حول المواضيع الجنسية وفق إطار علمي مقنن – مجالسة الأطفال لأكبر وقت ممكن والاستماع لهم – الاهتمام بمتابعة الأطفال ومعرفة من ينتقون من الأصحاب –
أما وقاية الطفل من تضاعف وازدياد التحرش والاستغلال الجنسي بعد وقوعه: عدم معاقبة الطفل المتحرش به وتطمينه وبث الأمان إلى نفسه – حمايته من الشخص المتحرش به الكترونياً أو المجموعة المتحرشة به -.توضيح مفاهيم التحرش للطفل المعتدى عليه – السعي لإبعاد الطفل المتحرش به عن الأعمال والأنشطة الجماعية لفترة محددة – الحرص على عدم تعيير الطفل أو تذكيره بما حصل له – إشراك الطفل المتحرش به في أنشطة فردية تشغل وقته وتعمل على نقله إلى أجواء جديدة – عرض الطفل المتحرش به على طبيب نفسي متخصص – متابعة ومراقبة ما يحصل في حياة هذا الطفل من تطورات – وتعزيزه وتشجيعه للتقدم نحو الأفضل – مساعدة الطفل المتحرش به على اكتساب صداقات جديدة – منح الطفل أدواراً قيادية تجعل منه شخصاً قوياً -.الثناء على ما يمتلكه الطفل من سمات عقلية وقدرات ومهارات أمام الناس – تثقيف الطفل المتحرش به بسبل الوقاية من المتحرشين – تجنب إظهار الطفل أمام نفسه بأنه ضحية – عدم التحدث بما حصل للطفل أمام الناس من أقارب – عدم تذكير الطفل بما كان من تحرش وإغلاق هذا الملف من حياته تماماً -التعاون الجيد والجاد مع المرشد/المرشدة الطلابية.
و في ختام المحاضرة شدد الخلف على أهمية وجود مثل هذه المحاضرات و البرامج التي تساعد على القضاء من ظاهرة التحرش الجنسي وتقي أطفالنا منه.
بدوره شكر رئيس لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بالعمران الأستاذ حسين العبيدان الدكتور الخلف وقدم له درعا تذكاريا كما تم سحب عديد من الجوائز للحضور.