كثيراَ من الناس كبشر يعيش بين مطرقة التواضع وسندان المنصب ، ويكون عرضة للاغترار بما وصل اليه أو التعالي على الآخرين ، وهذا طبع البشر في الغالب ، لكن سمة بشر أخرين يعيشون التواضع خلقاً، ومهما أوتي من مكانة أو عينّ في منصب من أي نوع ، وفي حياتي الوظيفية ، ومنذ تعيني في القطاع الأهلي والحكومي وحتى التقاعد عايشت عشرات الزملاء والمدراء والمسئولين والقياديين من مسئول وحدة وحتى راس الهرم الوزير أو وكيل الوزير، وكلهم يصنفون إلى الاتجاهيين (المتعالي المتكبر) أو (المتواضع المتعايش)
والتواضع من الأخلاق المثالية والصفات العالية، فالمسلم متواضع في غير مذلة ولا مهانة، والمتعالون في الأرض يطبع الله على قلوبهم ويعمي أبصارهم، فلا يستشعرون قدرة الله القاهرة فوقهم ولا ينتفعون بآيات الله الباهرة من حولهم يقول تعالى ﴿ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ﴾
أما من عايشتهم في حياتي منذ الطفولة وحتى الوظيفية من صنف (المتواضعين المتعايشين) فهم رغم ندرتهم في هذا الزمن إلا أنهم ظاهرين للعيان ، ومنهم من عاصرت وتعاملت معه كالزميل الحبيب القديم الجديد السفير المفوض خليل بن احمد علي فلاته ادماوي في الحارة وفي الكشافة مثله ومثل كل من عرفتهم وصادقتهم لكنه حقق قفزات ملفته فهو تدرج سريعا حتى وصل إلى وزير مفوض بوزارة الخارجية تلك الوزارة التي تعد الأهم في المملكة العربية السعودية ، الزميل القدير زاده المنصب تواضعا فرفع الله وأدخل قلوب عبادة دون استئذان
وقد رفعه الله في تدرجه الوظيفي، فهو منذ أن عيّن في الوزارة كدبلوماسي وعمل في مواقع عدة داخل وخارج المملكة لنحو 23 عاماَ فهو زاد خلالها تواضعاَ يوماَ بعد يوم ، و”أنا” اراه أنموذج للشخص المتواضع – نحسبه كذلك والله حسيبة – فهو متواجد بابتسامته وهدؤه المعروف في كل مناسبة خاصة أو عامة يلقي السلام على من عرف أو لم يعرف ، يقدم بالمسئولية الاجتماعية بامتياز حتى دخل قلوب الناس من أوسع أبوابها ، ويساعد الناس في جميع الظروف الاجتماعية بعيدا عن منصبه الرسمي
فالأستاذ خليل ادماوي ابن مكة البار حرص خلال مناسبات عدة على مساعد الكثير من الناس و”انا” واحد منهم ، فهو أرتدى ثوب التواضع فدخل القلوب فرفعه الله ومنحه مكانة لدى كل من يعرف من قريب أو بعيد ، فهذا ليس بمستغرب إذا ما علمنا أن مكة المكرمة ولادة ودائما ما تنجب النجباء (المتواضعون المتعايشون) المتقنين لأداورهم اجتماعياَ ورسمياَ ومهنياَ في أي موقع كان وفي أي منصب ، والسفير خليل ادماوي هو ذلك الرجل الشهم الذي أنجبته مكة فتميز بحسن الخلق وطيب المعاملة
فعبر مقالي أوجه له التحية وادعو خالق الكون أن يزيده رفعه ومكان ويجعله دائما موفق أينما كان، ويبارك في عمره وعمله ويعينه على طاعته .




