نسمع يوميًا عن أرقام مخيفة للمصابين بمرض «كورونا» ومع ارتفاع حصيلة المصابين ترتفع مخاوف المجتمع ليس من الإصابة بالمرض فحسب بل من المصاب وأسرته حتى بعد تعافيه يتم الإبتعاد عنة خوفًا من العدوى.
«شاهد الآن» التقت بمجموعة من الأشخاص الذين لهم دور بارز في المجتمع ليعبروا عن رأيهم حول تأثير النظرة السلبية للمجتمع على المصاب بكورونا وأسرته، ومواقف تعرضوا لها وشاهدوها حول نظرة المجتمع للمصاب بكورونا
أمر مخيف
أشارت نوف الحليمي (طالبة جامعية) إلى موقف حصل لها أثناء التسوق في فترة إتاحة بعض الأوقات وسن قوانين الحجر في أحد الأسواق، وأثناء المحاسبة على مشترياتي موظف الكاشير رأى شخص مرهق جدًا و تبدو عليه علامات المرض فقال بالعامية (شكله يخوف أمره مو طبيعي)، وأخذ يبتعد عنه و ينفر من التعامل معه، خوفًا و شكًا منه أنه مصاب بالمرض، حيث أن الشخص لم يكن منفذًا للإجراءات الوقائية، فلم يلبس كمامًا ولم يلتزم بالتباعد الاجتماعي.
شخص الغير مبالي
أما بسام الأحمد «إعلامي» فيقول : المواقف كثيرة والأهم هو أن نسلط الضوء على إندفاع بعض العوائل بالزيارات والتجمعات العائلية وغير العائلية بالبيوت أو الاستراحات بعد الثامن من شوال ويتضح ذلك جليًا في عدد من السنابات والحالات اليومية لتطبيق الواتساب مما أسهم برصد حالات مصابة جراء هذه السلوكيات في الأحساء، وأنا لا أؤمن بمقولة تقول بأن «الفايروس ضعف» طالما هو فايروس سريع الانتشار والفتك، شخص غير مبالي يعيد دائرة التفشي من جديد فما ذنب المحترزين والملتزمين بالتباعد الاجتماعي.
التسلح بالوعي
وروت المعلمة إيمان الشواف موقفّا حصل لها مع أبنتها ذات الأربعة عشر ربيعّا، حيث كانت مصابة بأعراض الزكام وكيف استطاعت بحكمة ووعي تهدئة ابنتها وغيرت نظرت الأسرة حولها بأن ما تمر به ابنتها هو مجرد عارض صحي بسيط وليس إصابة بكورونا
وأضافت: إن الأزمات والعقبات في حياتنا لا يمكن تجنبها لأنها في كثير من الأحيان تحدث بصورة غير متوقعة ودون تحذيرات، فعلينا أن نتعلم كيفية مواجهة هذه الأزمات والخروج منها بسلام، فهناك من يلقي باللوم على الآخرين أو على الأحداث والظروف وهناك من يبحث ليجد الحل المناسب للخروج من هذه الأزمات والتعامل المناسب معها.
وأكدت : يجب علينا التسلح بالوعي فهو جوهر إدارة الأزمات لما له من أهمية في تجنب المشاكل وتفاقمها وكيفية التعامل معها وهذا يعتمد على الخبرة والذكاء والمعرفة ليتم معالجة الأزمة بكفاءة عالية وعدم انتشارها في أماكن أخرى.
الإصابة ليس عيبّا
الدكتور حمزة الوحيمد قال: الحديث عن فايروس كورونا كوفيد 19 لا يزال حديث الساعة لخطورة هذا المرض وسرعة انتشاره في اوساط الناس، وبما أن الفايروس جديد وله سلسلة جينية خاصة به فهو مجهول التعامل، كيف ينتشر، وكيف يصاب الإنسان به، وكيف بدأ؟.
وأكد أن الإصابة بفايروس كورونا ليس عيبّا فالإنسان عرضة للإصابة بالمرض حتى مع إلتزامه خصوصًا الأطباء والممارسين الصحيين، والمواقف والمشاهد كثيرة لمن أصيب وهو يؤدي واجبه، فالتآزر بين أفراد المجتمع مطلوب في مثل هذه الحالات يجب علينا الوقوف إلى جانب المصاب للتخفيف من معاناته، أيضا لا ينبغي التهاون في تطبيق الاحترازات والتعليمات الصادرة من وزارة الصحة كما نشاهد البعض الذي لا يلتزم فيعرض نفسه وأسرته لخطر الإصابة اعتقادا منه بأنه غير مصاب، لذا يجب التعامل مع الناس أنك مصاب وهم مصابين لتجنب نفسك ومجتمعك خطر الإصابة.
وختم حديثه بقول : فترة وتعدي فلنعد بحذر، اسال الله سبحانه أن يرفع الغمة عن هذه الأمة ويدفع هذا البلاء في القريب العاجل أنه سميع الدعاء.
تعزيز للنظرة الإيجابية
من جهتها قالت المستشار وعضو المجلس البلدي معصومة العبد الرضا أن فايروس كورونا المستجد حول العالم أرعب المجتمع وأدخله في زمرة الخوف مما جعله يتبع إجراءات السلامة والاحترازات المشددة والتباعد الاجتماعي بحرص شديد، والشعور بالخوف حالة طبيعية فسيولوجية ونفسية مفطور عليه جميع الكائنات الناجم عن الخطر أو التهديد، ولكن إذا لازم المجتمع الخوف بتجنب المصابين المتعافين من كورونا حينها يكون الخوف مرضي يتطلب التدخل العلاجي السلوكي لتعزيز النظرة الإيجابية نحو المتعافين، فواجب المتعافين على المجتمع نظرة الفرح والابتهاج والتهنئة له على مقاومته لهذا الوباء بإيجابية وبثه الأمن والطمأنينة ولا سيما ظمأ المتعافي لرؤية أهله ومجتمعه والذي يكاد يقرأ تعابير الوجوه مفسرُا ومترجمُا لكل حركة ونظرة.
وأكدت أن هناك نماذج مجتمعية نفخر بمواقفها الإنسانية تجاه المرضى، مواقف مشرفة تذكر وتشكر ظهرت على الساحة منهم فريق الجودة ج التطوعي في تقدير وتكريم المصابين من الفايروس والمتضررين ومجموعة من العمال وذلك بتقديم المعايدة لهم في مشفى الملك فهد فضلًا عن تقديم وجبة السحور للطاقم الطبي والإداري نظير جهودهم الملموسة في أزمة كورونا في مشفى الجبر.
وختمت بقولها: ويقينا الكثير من وقف مثل هذه الموقف الإنساني النبيل، شاكرين ومقدرين لهم جهودهم.
المصاب ملتزم
وأوضحت زهور العلي «مشرف ثقافي اجتماعي» أنها لا تعتقد بأن المصاب غير ملتزم أو مستهتر، فكثير منهم متحرز جيدًا ومتبع وملتزم بإرشادات الوقاية لكن سرعة انتشار الفيروس لا يدع مجالًا أحيانا لعدم الإصابة، متمنية السلامة للجميع وعلينا أولا وأخيرًا بالتباعد الاجتماعي من أجلنا ومن أجل من نحب، وعدم الخروج من المنزل إلا للضرورة القصوى فكلنا «مسؤول» والله يحفظ الجميع.





