قرصٌ صغير من القمح ينقذ حياتَهم من السعار الملتهم لأجسادهم الشقيّة ،فلا يبقى لهم سوى ثيابِّهم المرفرفة على حبل الغسيل المناجية لنورِ الشمس ، تلك التي لا تشبه أبداً شموسَنا المحرقة.
فالحلمُ بات رغيف خبزٍ ،ورشفةَ ماءٍ لحياة ٍأفضل .
وهكذا بدأت تشهد معظمُ المناطق اللبنانية احتجاجًا شعبياً على أبواب الأفران وذلك لعدم تسليم الخبز الى المحلات ،فالجوع ذاك الكابوس المرعب لم ينحصر على الخبز وإنما على الضوء والحلم في آن، فارتفاع سعر الدولار إلى 7400 في السوق السوداء وقد يصل الى 10000 ل .ل سيؤدي إلى أزمة الوقود وبتالي الشمع سينير ليالي الجوع وقد يختفي رويداً رويداً لتصبح العتمة هي المؤنس الوحيد للحياة في لبنان.
فالأم التي لا تقدر على إطعام أولادها تلجأ إلى بيع ثيابها في عبارة تكتبتها لتقنع من يراها على الشراء (ملبوسين مرة واحدة اذا حدا بيهمه الامر بدي بيعن لطعمي ولادي) فأين العدل وأين الضمانة لحياة كريمة تساعد المواطن اللبناني على العيش والاستمرارية ؟
فتضخم الأسعار الغذائية لا يتناسب مع دخل المواطن إن وجد !!
والشتاء قادم علينا لتقع الحيرة في تموين الأسر لمنازلهم من غذاء و محروقات لتدفئة وحتى الملابس
فالأنفس تغفو
وأسقف تصلي لإلهٍ علّه ينصت
لرحمة علها تنعش الحي قبل الميت دموع تضاء في الأزقة والتشرد يناصرها والفقر يخلد نحيبها.