لغة الحب هي اللغة التي نتبادل فيها المشاعر والأحاسيس بمختلف الوسائل لنشعر بالسعادة ونبقى بصحة جيده ولكن؟ ماذا إذا كانت الوسيلة لنقل تلك المشاعر ضارة!! وخطرة على صحة الفرد والمجتمع كما يحدث في زمن الكورونا فلا تقبيل ولا مصافحة ولا تلامس “فمن الحب ما قتل ”
(شاهد الآن) تسلط الضوء على خطورة المصافحة والتقبيل في زمن الكورونا وما هي الوسائل البديلة من خلال لقائها بمختصين في هذا المجال.
التصافح سلوك إجتماعي
المستشار والإخصائي الإجتماعي عبد الله عبداللطيف العباد يرى أن التصافح سلوك إجتماعي والأصل فيه التحية والترحيب، والكيفية تختلف من مجتمع لآخر، أما عن طريقة الترحيب فقال: تختلف من مجتمع الى آخر فالبعض يكتفي بالإشارة والعيون والبعض الآخر بالكلام وآخرين بالمصافحة ومنهم بالأحضان وغير ذلك، وإن كان له صبغة دينية فهي الترحيب والسلام (إفشاء السلام) ولكن الكيفية تختلف من مجتمع إلى آخر.
الترحيب هو الأصل
وأضاف: القبلات والمصافحة هي طريقة تعبير للترحيب، وليست الأصل، بل الأصل الترحيب بحد ذاته بأي طريقة معروفة وممكنة.
شعور بالسعادة
وأكد المصافحة والقبلات تبعث على الارتياح وزيادة روابط العلاقة والشعور بالسعادة، وللتعبير عن المشاعر صور أخرى كالابتسامة وهي كفيلة لخلق الراحة النفسية وتجنب الملامسة الجسدية التي من شأنها نقل العدوى والفيروسات.
طرق بديلة للتواصل المباشر
وأشار إلى أن هناك طرق بديلة للتواصل المباشر كاللغة اللفظية بالكلام فالصوت اي الكلام لغة للتواصل وكافية لتوصيل الرسالة وتعد المكالمات الهاتفية هي الأكثر انتشاراً بين العالم واللغة اللا لفظية بحركات الجسد وتعابير الوجه.
رؤية الفرد للأحداث
وحول نظرة الفرد للأحداث قال العباد: لكل حدث كبير على المجتمع سلبيات وإيجابيات وهذا يعتمد على رؤية الفرد للأحداث، فعلى حسب نظرية الاختيار في علم النفس، أن معظم الاحداث الخارجية ليس للإنسان القدرة على تغييرها، وإنما لديه القدرة الكاملة في الإستجابة وردود الفعل من خلال كيف قرأ هذه الاحداث (سلبي أم إيجابي)، فمنهم من قرأها ضرر قليل وخير كثير، ومنهم العكس، ومنهم رأى ظاهره ضرر أو سلبي وفي باطنه خير ومنهم يراها ضرر لا لبس فيه، وأن ما تراه وتشعر به هو واقعك بقراءتك وليس حقيقة الأمر، والدليل أن الحدث واحد والناس تختلف في نظرتهم للحدث.
تضخيم الأخبار السلبية
ومضى يقول: أن المجتمع أثر على نفسه بنفسه من خلال نشر القصص والقلق والخوف من المجهول وانتشار الإشاعات السلبية وميل المجتمع إلى سهولة تصديق الاشاعات وتضخيم الأخبار السلبية مما زاد من مخاوف الناس.
التركيز على المهم ونسيان الأهم
وأضاف: طول مدة التباعد أثرت على الناس مما ضاق بهم التحمل وبسبب تركيزهم على ما فقدوه ولم يركزوا أكثر لمكاسب هذا التباعد الصحية في ظل هذه الظروف، فركزوا على المهم وهو التواصل والترفيه ونسوا الأهم وهو صحتهم والمخاطر على حياتهم.
تقبل الواقع
وزاد: من غير المتوقع أن أتأقلم وأستمتع بجلسة البيت ومع العائلة بشكل مكثف في فترة الحجر، ولكن تقبلي للوضع وادراكي لأهمية الحجر علينا وعلى أحبابنا ومجتمعنا ساعد على ذلك وساهم في قضاء وقتي بين قراءة الكتب والإطلاع والصيانة المنزلية والتواصل مع العائلة.
وسائل البر بالوالدين
وعن البر بالوالدين قال: البر بابه واسع جداً، واتصور أدناه المصافحة والتقبيل، فهناك وسائل بر أكبر من ذلك من تلمس حاجاتهم ورعايتهم وفي هذا تندرج خدمات كثيرة لا يتسع المقال لها، والسلام عن بُعد والترحيب وبشاشة الوجه تُغني عن المصافحة والقُبل، والتواصل الجسدي مهمٌ لهم ولكن سلامتهم أهم.
الفعل والمودة ترجمه للحب
وأضاف: مشاعرنا بالحب فقط إتجاه أنفسنا وأحبابنا ومجتمعنا يعتبر تعاطف، وهناك شيء أكبر وأرقى وأنفع وأجزى وهو الفعل او المودة، والفعل أو المودة ترجمة لذلك الحب، فإن كنت تتعاطف معنا بالحب فشكراً لك واذا ألحقته بأفعال من الحفاظ علينا بالتباعد والوقاية والنصيحة فألف ألف شكراً لك وهذا ما نرجوه ونطلبه.
إدراك خطورة المرحلة
وختم بقوله: يجب علينا رفع مستوى روح المسؤولية الفردية بالحفاظ على أنفسنا والمسؤولية المجتمعية بالحفاظ على أفراد مجتمعنا من خلال تطبيق الوسائل العلمية المُتبعة من قبل الدولة، وكل هذا يأتي بزيادة إدراك أهمية وخطورة المرحلة ويليها زيادة الوعي بالتعلم ومعرفة الطرق التي تحقق هذا الهدف وهو سلامة الجميع، وأسأل الله أن يحفظ الجميع من كل سوء ومكروه.
الأسر المعانقة أكثر سعادة
الأخصائي النفسي ناصر علي الراشد تحدث عن المعانقة بقوله: الأسر المعانقة أكثر سعادة، هكذا أشارت إحدى الدراسات حول السعادة التي صدرت عن جامعة هارفارد، العائد من سفر طويل، من اشتقنا لهم بعد طول غياب لحظات الفرح، الألم، الحزن، نتبادل فيها الاحتضان والمعانقة، أنها لحظات بسيطة تشعرنا بالأمان والاطمئنان النفسي والاجتماعي. تمام السلام بالمصافحة
وعن أهمية المصافحة أشار قائلاً ورد عن الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم عندما نتصافح نشعر بالسلام نشعر بالدفء الداخلي وهذا ينعكس على سلوكنا الخارجي.
مشاعر إيجابية
وأضاف الراشد: الاحتضان، المعانقة، المصافحة من وسائل الدعم الاجتماعي الأبرز في حياة المجتمعات، وهي مشاعر إيجابية مقصودة نعبر عنها بلغة الجسد التي تعد أكثر وقعًا وتموجًا في النفس البشرية من الكلمات حيث تؤثر فينا بنسبة 55% حسب دراسة البرت مهربيان، وأيضا قد أشار تشابمان إلى لغة الجسد كإحدى لغات الحب الخمس.
حالة من الهدوء
في جانب آخر ذكر الأخصائي النفسي أن المعانقة والاحتضان تقلل من أثر الضغوط النفسية التي يتعرض لها الانسان، ورفع مناعة الجسم للأمراض خاصة، تتحكم في مستويات ضغط الدم، وتبدد القلق، تبدل مزاجنا المكتئب، وأكثر من هذا فان لغة الجسد هذه تعطل مناطق النقد في دماغ الانسان، ترتفع مستويات هرمونات السعادة تجد الإنسان في حالة من الهدوء، رغبته في النقد تقل وتبرز المشاعر الإيجابية فيكون التواصل الإنساني في أجمل صوره وأنبلها، وليس هذا فقط فقد أشارت بعض الدراسات إلى أن احتضان الأمهات لأطفالهم عندما يتعرضون للضغوط أو القلق فان الاحتضان يساهم في تخفيف مستويات الكورتيزون لديهم و يعدل لمعدلاته الطبيعية في الدم.
البحث عن لغة بديلة
وعن أثر التباعد الاجتماعي أضاف: أصبح من اللازم البحث عن لغة بديلة ممكن أن تعوض حتى إذا بشكل نسبي غياب هذه اللغة من تواصلنا خصوصًا الأسري، الايماءات والإشارات التلويح باليد والتعبير عنها حتى إذا عن بعد ذلك مؤثر أيضًا، أيضا ممكن أن نكثف التفاعل العاطفي باستخدام لغات الحب الأخرى، نبرات الصوت الدافئة مع الكلمات الرقيقة مرتفعة الطاقة التي تعبر عن الشوق للمصافحة والاحتضان والمعانقة أيضا تعطي أثر إيجابي بلا شك.
مواقف مرحة
وزاد من المواقف الجميلة أن أحد الاحفاد جاء مندفعًا على عادته نحو جدة، وقام بالمصافحة والتقبيل فتبسم الجميع ممن سبقوه حيث أن الجد كان يمتنع عن ذلك لكن هذا الحفيد باغته وهو لا يعلم وتعالت الابتسامات، من الجميع والجد أيضا.
الشاشات الناعمة البديل الأمثل للتواصل
وأشاد الراشد بدور وسائل التواصل الإجتماعي والشاشات الناعمة كبديل أمثل للتواصل مع الوالدين وتبديد شعورهم بالعزلة في لحظات مختلفة عن طريق اللقاء المرئي وهذا له دور كبير في الحفاظ على مستويات صحية من المشاعر لديهم، وهناك مشاريع عالمية لتعليم كبار السن استخدام التقنية لتساهم في توفير أوقات للتواصل مع الأبناء والأحفاد.
نشر ثقافة السعادة
وختم قائلاً: التعبير عن المشاعر الإنسانية من أساليب الدعم الاجتماعي المهمة جدًا، سهولة التعبير عنها يكون بالتعود والتدريب المستمر ووجود الرغبة أن نظهر أفضل ما لدينا دائمًا لنساهم في نشر ثقافة السعادة والتفاؤل والحب.