للمرأة دور فعال ومؤثر في ثقافة وتثقيف المجتمع وتحرص الكثير من النساء على إشباع هذا الجانب لتكون امرأة معطاءه لنفسها ولمجتمعها.. آمنة صدقي بو خمسين كاتبة وروائية وفنانة تشكيلية ومهتمة بالفلسفة والأدب وناشطة بمواقع التواصل الاجتماعي.. أجرينا معها هذا الحوار الخاص بـ«شاهد الآن» حول ماهية المرأة المثقفة:
* حضور المرأة في المشهد الثقافي والفني له محرك كبير في الساحة الأدبية.. كيف وجد المجتمع هذا الحراك الثقافي للمرأة؟
ـ المجتمع يحوي أطياف كثيرة لذلك رأي المجتمع غير موحد في هذا الموضوع، والحراك الثقافي موجود منذ وقت وإن ظهر الآن بشكل أكبر، وهو داعم ورافد مهم للحركة الثقافية بطبيعة الحال لأن أي انتاج يضاف للحركة الثقافية و أي إبداع يضاف للحركة الابداعية هو إضافة في الصورة التي تحمل مبدعين الوطن مما يعزز مكانته وانتاجه ووعي مواطنيه اللافت أننا لا زلنا نسأل (كيف وجد المجتمع هذا الحراك الثقافي للمرأة؟)، السؤال في ذاته يحتاج تحليل أي أننا لا زلنا نحمل تلك الحساسية التي نزعم بأنها تلاشت والسؤال يظهرها بوضوح: هل يجد المجتمع إن الحراك الثقافي (الإنتاج الثقافي) للمرأة مختلف عن الإنتاج الثقافي للرجل؟
إذا كان الاثنان حراكان ثقافيان يجب التعامل معهما على أنهما حركات ثقافية تحمل فكر تطويري يحض على إحداث نقله بغض النظر عن المساهم في الحركة ذكراً كان أو أنثى.
* هل تواجد الحضور النسوي للمحافل الثقافية والأدبية والفنية يدل على زيادة الوعي بأهمية الثقافة والتعليم؟ أم آنه يعتبر نوع من الرفاهية؟
ـ التعليم ليس رفاهية بل حق، وهذا الحضور يعني أن هنالك تغير يحدث، والثقافة لا تحتاج حضور نسوي لكي تستشعر أهميتها، فالذكور كانوا يشهدون بأهميتها فيما بينهم و عدم وجود حضور نسوي لا يعني أنها لم تكن مهمة وازدادت أهمية بل يعني أن هنالك تغيير في المجتمع، فما كان يراه المجتمع ممكن وما يراه غير ممكن تغير بصورة أخرى ما هو (عيب وخطأ وخادش للحياء وغير مقبول).
* هل المرأة المثقفة جاذبة وملفتة للمجتمع ويتم تسليط الضوء عليها؟
ـ السؤال قبل هذا ما الذي فعلته هذه المثقفة بثقافتها؟، فهنالك مثقفات كثر لا أحد يعرف عنهن أي شيء لأنهن لا يفعلون أي شيء سوى أنهن يتثقفن يقرئون يطالعون وهذا لوحده لا يصنع فارق ولافت للنظر، إذاً ما الذي يساعدها للظهور ولفت النظر؟ (ملاحظة الظهور ولفت النظر ليس غاية في ذاته)
إن فعلت حركة أو انتجت انتاج صنع أثر سيلفت هذا النظر بطبيعة الحال وسيكون هذا العمل لافت ومحرك ثقافي للمجتمع (بفرض أنها في وسط طبيعي يعطي التطوير حقه).
* هناك تفاوت ثقافي بين العنصر النسائي وملاحظ به والبعض يشعر بالتأخر لمواكبة الحركة الثقافية التي تحدث .. ما النصيحة التي توجهينها لهم لتجنب الاحباط النفسي لدى بعض النساء؟
ـ التفاوت موجود بين الجميع وهذا أمر طبيعي لكل اهتماماته لا يهتم الجميع بذات المواضيع، حتى المثقفين بينهم وبين بعضهم يتفاوتون، الشعور بالتأخر أمر صحي على كل حال لأنه يدفع للمزيد من البحث والإطلاع والتثقف، وفي النهاية من يعرف كل شيء حول كل شيء؟
حتى قوقل لا يعرف.
نصيحة لتجنب الإحباط، توجيه هذا الشعور بالنقص بمحاولة ملأه، وفي النهاية نحن كلنا نحاول والعبرة في المحاولة.
* إذا كانت المرأة مقيدة بالقيود التي فرضها عليها المجتمع من عادات وتقاليد أو قد تكون سلطة الزوج أو الوالدين وهذا أمر واقعي يحدث للكثير من النساء كيف يمكن لها أن تختلط بالمجتمع الثقافي خارج المنزل بأقل قدر من التصادمات؟
ـ الجميع لديه قيود ما .. القيود حقيقة يتجاهلها البعض أو لا يعترفون بها .. حتى إننا نحمل قيودنا التي صنعناها لأنفسنا دون أن نعيها أحياناً، مثل (أنا لا أملك القدرة)، أو أنا محكوم بواقعي الجغرافي او العائلي وما دامو هم بهذا الشكل الذي هم عليه لا يمكنني تجاوزهم، أما مشكلة الصدام فالصدام لا يحدث إلا بحركة قوية،
المثقف بحكم ثقافته يفترض انه لا يسعى لصدامات مع اشخاص لا يحملون ما يحمل واقصد هنا (ما طُرح في السؤال) الخائفات من الاصطدام بأشخاص ذوي ثقافة او وعي أعلى ، دور المثقف عنها المساعدة لا الاصطدام، ولكن بمن يصطدم المثقف؟ بشخص يخالفه الرأي والتفكير (يعارضه) إذا المثقف تحرك بإتجاه فكره والآخر تحرك باتجاهه فكره معاكسة سيصطدمان، إن كان هذا الشخص يحاول تجنب الصدمات لأنه مقيد فلن يستطيع الوصول للمستوى الثقافي الذي يريده.
من لا يريد ان يصدم لا يواجه لكن الغاية ليست تجنب التصادم … التصادم صحي لاختبار القناعات، من يحمل قناعات وأفكار هو موقن بها ولديها أساس حقيقي لا يخشى الصدام رغم إن الأصل التطور، ففي اتجاه التطور الصدام صحي وإن كن يردن التثقف والإطلاع والتعلم من الصحي أن يتعلموا كيف يسمعون الآراء والأفكار والاطلاع على الأفكار والآراء لا يشترط الصدام.
* العادات والتقاليد هل تقيد حركة الثقافة؟
ـ العادات والتقاليد قد تعارض فكر معين موضوع معين لكن أن يطلع ويبحث أي شخص عن أي موضوع أو مدرسة او فكر أو تاريخ أو دين هو أمر لا يمكن لأحد القول بأنه غير ممكن اليوم.
الجميع يحمل جهاز ذكي في يده لا يشترط أن تشتري كتاب فيراه أحدهم ويعاقبك على اقتناءه، فالخيارات اتجاه الحصول على التعلم والثقافة متاحة ومن أراد التعلم فعل المستحيل من أجل ذلك.
* ما النصيحة الذهبية التي توجهينها كونك امرأة شقت طريق النجاح والتميز للمرأة التي ترغب ان تكون ناجحة ومتميزة؟
ـ نصيحة للذي يريد أن ينجح أن يعمل فقط العمل باتجاه الهدف، فالسكون لا يصنع شيء، والحركة وحدها تصنع الثقافة والتعلم والإنجاز.