أجرت الأمل للمؤتمرات والمعارض لقاءًا فنياَ مع الفنان الكبير عبدالناصر الزاير”الفن بين الماضي والحاضر”، حيث دار الحوار حول عده محاور من أبرزها البدائيات والصعوبات التي واجهها عبدالناصر، الارتباط العاطفي بمسلسلات الزمن الجميل، مسرح العمالقة وأزمة النصوص المسرحية، القنوات الخاصة وتأثيرها على الدراما الخليجية، قله البرامج الثقافية وما له علاقة بالطفل خصوصا و أخيرا مدى تأثير رؤية المملكة 2030 في الدعم اللامحدود للقطاع الفني بشكل عام و العنصر النسائي بشكل خاص.
ففي بداية اللقاء ألقت الدكتورة أمل العلي كلمه ترحيبه بالسادة الحضور وشكرت حضورهم وتواجدهم، ثم رحبت بالفنان عبدالناصر الزاير، وشكرت حضوره بيننا وطلبت منه تقديم نبذه مختصره عن من هو الفنان عبد الناصر وبداياته الفنية والصعوبات التي واجهها في بداية حياته الفنية.
الفنان عبدالناصر هو فنان سعودي بسيط من بلدة صغيرة اسمها الجش، انتقل إلى بلد كبير اسمه الكويت من أجل ممارسة شيء أحبه وعشقه في حياته وهو الفن، وعن سبب تعرفه وتوجهه إلى المعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت، قال أنه كان شغوف بالقراءة منذ الصغر ويستغل وقته فراغه في مكتبة نادي الهداية بالجش، وبينما كنت اقلب صفحات مجلة العربي وقعت عيناي على استبيان المعهد العالي للفنون المسرحية بمجلة العربي ورأيت ممثلين كبار أمثال عبدالحسين عبدالرضا وسعاد عبدالله، ومن هنا لمعت الفكرة في رأسي وقررت التوجه إلى الكويت لدراسة الفن، وكان لزميله في التمثيل أيام المدرسة كريم المرزوق الأثر الكبير في دعم وتشجع للفنان الزاير للتوجه إلى الكويت لإكمال مسيرتيه الفنية.
ثم انتقل الحوار إلى التمثيل كمهنة ونظره المجتمع إلى التمثيل في بداية الثمانينات مع انتشار الصحوة الدينية بالمنطقة، وما واجهه في تلك الحقبة من متاعب وصعوبات جمة، وبعد ذلك تحدث الفنان عبدالناصر عن أول عمل قام بأدائه ودوره في مسلسل جحا وفضل وعرفان لخاله الشاعر معتوق وكذلك أخيه الدكتور صالح في إشراكه وإدخاله في عالم الفن سنه 1977م. وبعد توجه إلى الكويت والتحاقه بالمعهد العالي للفنون تم صقل موهبته على يد نخبه من الأساتذة الكبار أمثال سعد اردش من مصر و المنصف السويسي من تونس مخرج مسرحيه باي باي لندن.
وعن دور المعاهد الفنية والصعوبات التي ويوجهها الفنان، قال عبد الناصر إن للمعاهد الفنية دور كبير في صقل المواهب الفنية، بالإضافة إلى امتلاك الموهبة، ولابد من رخصه لمزاوله مهنه الفن والتمثيل، وان تدرج كمهنة من ضمن الوظائف المعترف بها في القطاعين الحكومي والخاص، للتغلب على أهم معوقات وصعوبات عالم الفن.
ونوه انه لابد من توفر المدن الفنية المتكاملة التي تشمل المسارح ودور السينما مع توفير الكوادر البشرية الفنية المدربة والتقنية العصرية الحديثة. ومؤخرا وفرت وزاره الثقافة مشكورة كافة الدعم للازم و اللا محدود للفن على كافه الاصعده والمستويات.
وعن سبب تعلق كثيرا من شرائح المجتمع بالمسلسلات القديمة قال من وجهة نظري ارتباط شرطي بين مرحله الطفولة والتمثيل وأيام زمان جعل الشخص في حاله من الشوق والحنين إلى زمن الطيبين، ثم انتقل الحوار إلى المسرح الخليجي بين حقبتين، تحدث الفنان عن مدى التطور التقني الكبير الحاصل في المسرح الخليجي حاليا، مقارنه بالمسرح أيام زمان. حيث كانت إمكانيات المسرح أيام زمان محدودة، ولكن كان يطرح ويناقش هموم ومشاكل الجمهور على خشبه المسرح. بينما المسرح في الفترة الحالية يوجد هناك المسرح الربحي والمسرح الهزلي وغيره من المسارح. فلابد من توفر الإبداع التراكمي للشباب لصقل مواهبهم. أما بالنسبة إلى أزمة النصوص المسرحية فقد أشار الفنان إلى أنه توجد عده مدارس وأنواع في الكتابة المسرحية تختلف من بلد إلى أخر، وأسباب تطورها الظروف المحيطة بها.
وبعد ذلك دار الحوار حول البرامج التلفزيونية للأطفال وقناة الزاير كدز وسر تعلق عبدالناصر بالطفل، حيث كشف الفنان عن الشخصية الكرتونية الجديدة التي أطلق عليها أسم أبو فرحان، كما تناول الحوار الشخصية التلفزيونية الشهيرة أبوالعصاقيل، والسبب والسر وراء انتشار وشهرة هذه الشخصية على مدى أكثر من عقدين. وتحولها إلى برنامج تعليمي متكامل لرياض الأطفال بالكويت. ليتوج ويتم تكريم عبد الناصر في عام 2019م من قبل المجلس الوطني للثقافة والفنون بالكويت كشخصيه المهرجان مع شخصيته المحبوب أبوالعصاقيل. وعن سر تعلقه بالطفل أشار الفنان إلى إن الطفل سر السعادة بالبيت، إذا فرح الطفل فرح كل من في البيت، وإذا حزن أو مرض حزن كل من في البيت.
وعن تأثير رؤية المملكة 2030 في عالم الفن بشكل عام، ودعم العنصر النسائي بشكل خاص. قال انه كانت هناك طاقات نسائيه وبشريه مهدره، ومع قدوم هذه الرؤية المباركة للمملكة 2030، تم تحويل كل هذه الطاقات إلى شعله منيرة، وأشجار مثمره مزهرة، منتشرة في كل مكان تبشر بكل خير، وأنها أتاحت فرصه ذهبيه للعنصر النسائي لاختراق عالم الفن والتمثيل من أوسع أبوابة متسلحة بسلاح العلم والمعرفة.
وفي ختام اللقاء أهدى الفنان عبدالناصر جمهوره ومحبيه ومتابعي الأمل للمؤتمرات والمعارض مقطع معزوف من أشهر ألحانه للمسلسل الكرتوني الشهير عدنان ولينا، وكذالك منولجس تحذر من مرض كورنا بعنوان “لا تهايط لا تهايط اقعد بالبيت”.