– ها نحن في بداية شهر محرم الحرام شهر الحسين كما يسمى .. نظراً لشهادته المروعة فيه هو وأهل بيته في يوم العاشر من شهر محرم .. وهو أحد الأشهر الثلاثة الحرم والتي حرم فيهم القتال والاعتداء على الغير بشتى الصور منذ الجاهلية..
– غير أن كثير من المسلمين لم يلتزموا بذلك وأباحوا واستباحوا دم الإمام الحسين الطاهر هو وأصحابه وأهل بيته .. ولذلك يلزمنا من خلال تضحياته ان نأخذ منها دروس وعبر لأنه قدم لنا وللإنسانية جمعاء نموذج للحياة الكريمة وللمطالبة بالحق ونبذ الظلم والتي بقيت نهضته خالدة مدى الدهر..!!
– وذلك بتسديد إلهي كيف لا وهو سيد شباب أهل الجنة ، وعطاء هادر لم يتوقف من بدء نهضته بروح عظيمة ونفس كبيرة لا يملكها الا هو وأمثاله من الأنبياء والمرسلين والصالحين، لذا ينبغي علينا التوقف طويلا أمامها لنتمكن من معالجة ما يمكن علاجه في أنفسنا وفي حياتنا عموماً ..؟
لهذا ينبغي علينا الانتباه لبعض النقاط المهمة :
– وضع الإمام قواعد أساسية راسخة ثابتة لا تتغير إن أراد الإنسان أن يعيش بكرامة وعزة عليه محاربة الظلم؟ ومن خلال ما سطرته خطواته العظيمة منذ انطلاقته نحو الهدف السامي وإلى وقت تحقيقه جميع أهدافه.
– أول هذه الأهداف والتي دعا لها .. كان الإصلاح للفرد والمجتمع والكل يعلم مدى التدهور الذي يعانيه مجتمعه ومجتمعنا الآن أفراداً وأسر، حيث قال : (إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمتي جدي …) وحتى أن الإمام أعلن أنه (لا يرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما) .. أي أنها حياة مليئة بالظلم وتخلو من العدل.
– ثم حذر الإمام في كلمة له وأشار بأن : (الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم…) وبأن كل من يسير في هذا الطريق سوف يخسر الدنيا والآخرة ..؟
فخرج من داره إلى حيث مصيره، وأكد أنه سوف يقتل إن بقي في مكانه حتى قال : (لو لم أعجل لأخذت ..)، وكما يروى عنه بأنه سيقتل ولو كان متعلقاً بأستار الكعبة..؟
– وقد بين خطوات نهضته للمسلمين جميعا بكل وضوح .. وأنه عازم على ذلك مع كثرة العدو ، وخذلان الناصر .. وقد ألقى الحجة على الجميع ، وعمل بالنصيحة، ولم يستجب له إلا القليل وهذا هو الخذلان الذي أشار إليه ..؟
ووجه رسائله الخاصة لمن قد علم نيتهم وحبهم له ولآل البيت .. فهل وصلت رسالته لنا وهل حقاً نحن ممن يدعوهم ؟
– وقد كان صريحاً مع أنصاره، وأصحابه ووعدهم بالشهادة ، ولم يخفي عنهم شيئا إلا ما اقتضت حكمته ..؟ ولم يكن يميز بين أحد منهم من الأنصار أو بني هاشم حتى عد (جون كأبنه علي الأكبر) .. بل كانت روحه تنبض بالمحبة والحياة حتى على أعداءه والذين أكثر فيهم الوعظ والنصح والإرشاد إلى آخر لحظات حياته
حتى أنه قيل كان يبكي على جيش يدخل النار بسببه ..؟
– كل هذه الرسائل من ذاك اليوم والى اليوم هي موجهة لنا على وجه الخصوص ولغيرنا، والتاريخ يعيد نفسه؟ لكي نتعظ ونعتبر .. ولكي نعي ما نحن فيه من انحراف عن خط (الإسلام الصحيح) في كثير من جوانب حياتنا الأسرية والشخصية .. وحتى لا يكون دم الحسين الطاهر مجرد محبة وشعار، بل ليكن قدوة وانتماء.