وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية تقوم بالعمل على برامج رفع مستوى التوطين، وتعزيز الشراكات والتعاون مع القطاعين الحكومي والخاص، عن طريق برامج ومبادرات تمكن السعوديين والسعوديات من الدخول إلى سوق العمل، وتحفيز المنشآت لاستقطاب المواطنين والمواطنات، من خلال برامج متعددة بالشراكة مع القطاع الخاص، من أجل المساعدة بدفع عجلة توطين الشباب والشابات في القطاع الخاص.
ولكن هل ما تقوم به حقق الهدف من مفهوم التوطين؟ ما هو الهدف من التوطين؟ هل مجرد إحصائيات وأرقام؟ أم تحقيق استقرار وأمان اقتصادي؟ وهل تلك الوظائف أو ذلك التوطين يحققها؟
أن استحواذ العمالة الوافدة على النسبة الأكبر من المناصب والوظائف القيادية في القطاع الخاص يمثل تهديداً حقيقياً لبرامج ومبادرات التوطين، ويؤثر على استمرار السعوديين في العمل، حتى أصبحت تلك العمالة الوافدة بمختلف مستوياتها الثقافية والوظيفية تتحكم بالأنشطة التجارية وأصبح كل نشاط مرتبط بجالية معينة، وأصبح التحايل على نظام التوطين أو السعودة واضح للجميع، وذلك يرجع لعدة أسباب جوهرية وهي:
أن جهود الوزارة في ملف التوطين تتركز على رفع نسبة السعودة في الوظائف المباشرة في منافذ البيع والتي لا يتعدى معظمها أن يكون السعودي أو السعودية موظف كاشير أو مقدم خدمة إن صح التعبير، ويعود السبب في ذلك أن أغلب أصحاب القرار في تلك الشركات هم من غير السعوديين، وهم من يضعون الخطط الإستراتيجية والتشغيلية بها، وفي بعض الشركات هم أصحاب رأس المال مستخدمين التستر التجاري غطاء لهم، إن التستر التجاري والتوطين ما هما إلا وجهان لعملة واحدة، حيث أصبح تعيين السعوديين لديهم مطلب لتحقيق الشروط الواجب تنفيذها من أجل تحقيق الاشتراطات المطلوبة حتى يتمكنوا من الحصول على الخدمات الحكومية التي تكون نسبة السعودة شرط من شروطها.
التعليم بجميع صوره هو العصا السحرية في نهضة الأمم فلا نهضة بدون تعليم، نجد الكثير يتنافس للحصول على مقعد جامعي مع إيمانه الكامل أن بعض التخصصات الجامعية أصبحت تخصصات غير قابلة للتجديد وسوق العمل يرفض استقبالها جملة وتفصيلاً، على رغم من امتلاك المملكة العربية السعودية ولله الحمد جامعات وكليات تقنية ومعاهد مجهزة بأعلى معاير التقنية والتعليم، ما المانع أن يتم التنسيق بين وزارة التعليم والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني ووزارة الموارد البشرية من أجل تصميم برامج قصيرة المدى من أجل مخرجات تعليمية يمكن الاستفادة منها في سوق العمل الصناعي بمختلف مراحله، فنحن في حاجة أن نكون بلد صناعي من الطراز الأول قائم على سواعد أبنائه.
منذ بداية برنامج الابتعاث الخارجي والمملكة العربية السعودية إلى يومنا الحالي تقدم الكثير من أجل النهوض بشباب وشابات هذا الوطن، وبالنظر حولنا نجد أن شبابنا وشباتنا على مختلف مستوياتهم التعليمية وخبراتهم حققوا الكثير من الإنجازات العالمية والمحلية واستطاعوا أن يظهروا بالمظهر المشرف، لكن رغم تلك النجاحات ما زلنا للأسف نجد أن أغلب أعضاء هيئة التدريس في الجامعات والمدارس الخاصة هم من غير أبناء الوطن.
في كل لقاء نجد أمير الشباب ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع مهندس الرؤية 2030 صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود يفتخر بشباب وشابات هذا الوطن ويؤمن إيمان تام أن هذا الوطن المعطاء يحمل على أراضيه الكثير من الخير والطموح والذي لن يتحقق إلا بتمكين أبنائه وإعطائهم الفرص.
اليوم على الحد الجنوبي للمملكة العربية السعودية يقف شبابنا بأرواحهم ودمائهم من أجل حماية الوطن والمواطنين، نحن ننام في بيوتنا قريرين العين بسبب ثقتنا في العلي القدير ثم في إخلاصهم وقدرتهم على حمايتنا.
ألم يحن الوقت أيضاً أن يثق أصحاب الشركات الكبرى والمصانع بمنحهم الفرص وتمكينهم؟
* بندر عبد الرزاق مال
باحث قانوني ومدرب قانوني معتمد
عضوية الهيئة السعودية للمحامين الانتساب الأكاديمي
عضوية جمعية الأنظمة السعودية جامعة الملك سعود
عضوية الامم المتحدة (حقوق الإنسان)
bander.abdulrazaq.mal@gmail.com
التعليقات 1
1 pings
د. نهى بدور
09/09/2020 في 2:36 م[3] رابط التعليق
فعلا كلام جميل جدا سلمت يمينك