حياتنا فصول أربعة نتقلب فيها بين شتاء وربيع وصيف وخريف ، تورق ثم تزهر وما تلبث إلا أن تسمع حفيف أوراق تحاتت ، نمضي وتمضي الأيام من أعمارنا، وتطوى صفحات منها بيضاء ومنها ماتعتريه ضبابية، تارة تحسبها ألما محضا بينما يحمل بين طياته أملا ، ومنها ما تظنه محنة ولكن بين سطوره منحة، وها نحن على عتبات التقاعد نترقب الفصل الأخير وعلى ماذا سيسدل الستار ، فصول توالت في بيئة عمل تسربلت بالأمانة والإخلاص ومراقبة الذات ، تنوعت أنماط الزملاء ، والجميع لقننا درسا ، تختلف بصمته بين هذا وذاك ، فرعيل غدوا رموزا وقدوات تحتذى سطرت سيرتهم في أنصع الصفحات ، فخلقوا في أرواحنا اعتزازا بالتتلمذ على أيديهم ، بصفات وسمات جمة سرنا ولا نزال نسير على خطاهم، ونستمد فخرنا بمعاصرتهم والإنصات لتوجيهاتهم أمد الله في عمر الباقين منهم ورحم من رحل .
نعم رحلوا وسنرحل عاجلا أم آجلا إما رحيل عن المهنة أو رحيل أبديّ ، موقنة أن رصيدك في قيمك أخلاقك ومبادئك الراسخة التي تجذرت في أعماق نفسك وشكلت ملامح شخصيتك .
وثمة حوار داخلي يقول : لملمي أوراقك عزيزة إيذانا بالرحيل ، ودّعي زملاءك واتركي مساحة ولكل زمان دولة ورجال،
ورددي :
( نَفْسُ عِصَامٍ سَوَّدَتْ عِصَامَا )
فالمسرحية لا تزال أحداثها فصولها تكتظ بمشاهد يتبادل أدوار بطولتها شخوص تتنوع أنماطهم ، فاسدلي الستار على أجمل المشاهد التي تحفر لنفسها مكانا في القلب والذاكرة معا .
وفي عام التقاعد يحسن بك أن تلزمي العمل في عام استثنائي تتويج لأجمل مسيرة إنجاز سطرت بأناملك قصة كفاح علم وعمل بدأت بقلم رصاص وانتهت بأجهزة ذكية تعددت تطبيقاتها وسطع بينها شعاع منصة مدرستي المشروع الوطني العملاق خير شاهد على التحول الرقمي الذي لم يعد خيارا يفرضه الوضع الراهن ، مسيرة ستبقى شاهدة لك قدمي رحيق خبرتك العملية لأبناء الوطن في عامه التسعين؛ ليكملوا مسيرة العطاء من مساندة أو تقديم فكرة أو دعم أو استشارة تمهيدا للانسحاب التدريجي من مشروع حياتك الأول، ممتنة بهذا التمكين الذي تحظى به المرأة في بلادنا الغالية ..
قال تعالى في سورة النجم (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى).
التعليقات 24
24 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
زائر
14/09/2020 في 10:17 ص[3] رابط التعليق
ماشاء الله كلام معبر في قمة الروعه عن مرحلة اخيرة في الحياة العملية احسنتي وابدعتي استاذة فاطمة
زهياءًسعود الودعاني
15/09/2020 في 2:02 م[3] رابط التعليق
مميزه بذوقك ادبك دماثة الخلق مدرسة بل أكاديمية في الخلق الرفيع
زائر
14/09/2020 في 10:22 ص[3] رابط التعليق
اللهم أحسن خاتمتنا في الأمور كلها.
زائر
14/09/2020 في 10:42 ص[3] رابط التعليق
مقال جميل ومعبر
عبداللطيف بن عبدالله العبداللطيف
14/09/2020 في 6:36 م[3] رابط التعليق
أستاذة فاطمة..
هذه قطعة أدبية رائعة؛ كُتبت من معينٍ أدبي رصين، وجمالٍ بلاغي متينٍ، يثير فينا مشاعر السنين، ويهيض فينا كوامن الحنين، لأزمنةٍ مضتْ، ولقاماتٍ رحلت، ونبقى حيرى أمام تلك الصور العظيمة، مشدوهين بخيالاتها الجميلة.
أستاذة فاطمة …
نعم … وكما قلتِ:
“رحلوا … وسنرحل عاجلًا … أم آجلًا …”
لكنّ الميدان التربوي سيكتب بأحرف من نور عطاءً مثل عطائك، وإخلاصًا مثل إخلاصك..
جزاكِ الله تعالى خيرًا، وأكثر من أمثالك ..
هيا الودعاني مشرفة قيادة مدرسيه
15/09/2020 في 1:58 م[3] رابط التعليق
ما أ روعك قلم حيرة الدق أ فاطمه الراجح مدرسة أدب وذوق ورقي ليت منها نسخ كثيره في الاعلام دمتي بتوفيق
عبدالله بن فرحان الفرحان
15/09/2020 في 1:58 م[3] رابط التعليق
مقال.. جداً رائع..
يحكي جزئيات وتفاصيل حياة مليئة
بنهم وشغف العلم والعمل والانجاز..
أجيالنا الواعدة بحاجة ماسة لمثل هذه
المعاني العظيمة..
أهنيك أ.فاطمة.. على براعتك في الفكرة..
وجمال الكتابة و روعة الأسلوب..
ودلالات المبنى.. وعمق المعنى..
وأثر الرسالة..
كاتبة مُلهِمة.. وفقك الله..
اقبال
18/09/2020 في 10:35 ص[3] رابط التعليق
فعلا قصة كفاح لو جمعنا كل كلمات الثناء فإنها لن توازي جهودك الجبارة فقدعملت بكل إخلاص وإنكار ذات. وفقك الله وباذن الله التقاعد سيكون بداية لفصل أجمل في حياتك.
ابو فراس
16/09/2020 في 6:37 ص[3] رابط التعليق
اطال الله في عمرك وامدك بالصحة والعافية.
هناك من يرحل وتبقى بصمتة باقية للأبد
التقاعد بداية حياة وليست نهاية فاحتفلي بإنجازاتك وعيشي حياتك
كلنا فخر بك
اذا كانت الحياة فصول فانت اجمل فصول حياتنا.
زائر
16/09/2020 في 8:49 ص[3] رابط التعليق
رائع ?? سلمت أناملك
دائمًا يبحث المرء المتفاءل عن نهايات تتوج بالعطاء ..
صدقتي سواء نهاية عمل أو حياة .. الجميل ترك أثر
تذكر فتشكر ..
وفقك الله ،و زادك علمًا و نورًا وقلمًا مشعًا❤️
أختك / رقيّة الفنّاخ
نائب رئيس تحرير صحيفة آفاق
أسماء المضحي
18/09/2020 في 2:26 م[3] رابط التعليق
أستاذه فاطمة الراجح كانت مبدعه ولازالت
مبدعة وسبقى مبدعه كانت معلمتي والآن هي مسرفتي الإعلاميه وبكل فخر لم أرى منها إلا كل جميل في كلتا المرحلتين الآن أنا أستغي من خبراتها ففي كتاباتها الرائعه وقلمها وعقلها الرزين كأن شيئاً يناديني لأقرأه مره بعد مره ولا أمل قرائته أستاذتي كيف لي أن أستغني عن توجيهاتك أنت زهرة تعبق رائحتها في كل مكان تكون فيه أستاذتي حملت الأمانة وقمت بها على أكمل وجه خدمت الوطن وأهله خير الخدمه أطال الله في عمرك وألبسك ثوب الصحة والعافية
طالبتك /أسماء المضحي
Maha
18/09/2020 في 12:13 ص[3] رابط التعليق
كلام رائع معلمتي ووصف عميق ومؤثر وبصمتك
الابداع منذ بداية مشوارك مع اجيال تتلمذوا
على يديك اهنيك معلمتي على مشوارك الحافل
بالانجازات ???
زار
18/09/2020 في 9:30 ص[3] رابط التعليق
حروف تناثرت وجمل تحمل النور المنبعث من صدر تحمل أعباء الصبر في مهنة مبدؤها الإخلاص وشريعتها الإيمان بحب الوطن ، إيذانا بمفترق الطريق الذي لا مس جبين النهاية وأبصم بأنها البداية . شكرًا لك أ/ فاطمة .
محبتك : معصومة العبدالرضا.
زائر
18/09/2020 في 9:45 ص[3] رابط التعليق
حروف تناثرت ، وجمل تحمل النور المنبعث من
صدر تحمل أعباء الصبر
في مهنة مبدؤها الإخلاص وشريعتها الإيمان
بحب الوطن إيذانا بمفترق الطريق
الذي للمس جبين النهاية وأبصم بأنها البداية …
محبتك : معصومة العبدالرصا .
نجاة الحسين
18/09/2020 في 10:05 ص[3] رابط التعليق
أستاذة فاطمة الراجح رااااائعة بماتحمله هذه الكلمة من معاني يوماً ما كانت زميله تبعث في النفس دائما الهدوء والسكينة بمحياها وطلتها الوقورة وكسبت القلوب الكثيرة من طالباتها اللاتي مازلت يحملن عبق الذكريات الجميلة عنها ومازرعته فيهن من أخلاق ومحطتي الأخيرة معها كمشرفة للإعلام لم أرى منها دائما الا لين الجانب والاحترام والتقدير فهي قدوة رائعة لاتتصدر المجالس ولا تحب الظهور ، كست حلة قلمها وكتابتها الرائعة التي أعشقها خليط من الواقع الجميل وتمجيد للوطن والفكرة والتسلسل أستمتع بقراءة ماتكتبه و لعدة مرات في نفس الوقت وكأن كتاباتها تناديني لأتأمل وأستمتع من جديد .. أنتِ أستاذتي نموذج مميز من أبناء الوطن الذي نفخر به دائما .. وأينما كانت محطتك فستثمر وتينع بك وبعطائه .
لولوة النعيم
18/09/2020 في 1:53 م[3] رابط التعليق
أستاذة فاطمة صاحبة القلم المبدع و الأسلوب الرصين ، مقال رائع شكلا و مضمونا .. شدني كثيرا العنوان ، و بدأت القراءة و كلما أنتهيت سطراً زاد معه إعجابي ببلاغة الحديث .. أحسنت انتقاء الألفاظ الدالة على عمق المعاني … بوركت أختي الغالية ..
زائر
18/09/2020 في 2:21 م[3] رابط التعليق
ستاذه فاطمة الراجح كانت مبدعه ولازالت
مبدعة وسبقى مبدعه كانت معلمتي والآن هي مسرفتي الإعلاميه وبكل فخر لم أرى منها إلا كل جميل في كلتا المرحلتين الآن أنا أستغي من خبراتها ففي كتاباتها الرائعه وقلمها وعقلها الرزين كأن شيئاً يناديني لأقرأه مره بعد مره ولا أمل قرائته أستاذتي كيف لي أن أستغني عن توجيهاتك أنت زهرة تعبق رائحتها في كل مكان تكون فيه أستاذتي حملت الأمانة وقمت بها على أكمل وجه خدمت الوطن وأهله خير الخدمه أطال الله في عمرك وألبسك ثوب الصحة والعافية
طالبتك /أسماء المضحي
أسماء المضحي
18/09/2020 في 2:24 م[3] رابط التعليق
ستاذه فاطمة الراجح كانت مبدعه ولازالت
مبدعة وسبقى مبدعه كانت معلمتي والآن هي مسرفتي الإعلاميه وبكل فخر لم أرى منها إلا كل جميل في كلتا المرحلتين الآن أنا أستغي من خبراتها ففي كتاباتها الرائعه وقلمها وعقلها الرزين كأن شيئاً يناديني لأقرأه مره بعد مره ولا أمل قرائته أستاذتي كيف لي أن أستغني عن توجيهاتك أنت زهرة تعبق رائحتها في كل مكان تكون فيه أستاذتي حملت الأمانة وقمت بها على أكمل وجه خدمت الوطن وأهله خير الخدمه أطال الله في عمرك وألبسك ثوب الصحة والعافية
طالبتك /أسماء المضحي
زائر
18/09/2020 في 2:42 م[3] رابط التعليق
أستاذه فاطمة الراجح كانت مبدعه ولازالت مبدعه وستبقى مبدعه كانت معلمتي في المرحلة الثانويه واليوم هي مشرفتي الإعلامية وبكل فخر لم أرى منها في كلتا المرحلتين إلا كل جميل أنا أستغي من خبراتها ففي كتاباتها الرائعة وقلمها المبدع كأن شيئاً يناديني لأقرأ ماتكتبه مره بعد مره ولا أملّ قرائته
أستاذتي كيف لي أن أستغني عن توجيهاتك لي فأنت زهره تعبق رائحتها في كل مكان تكون فيه
أستاذتي حملت الأمانه وقمت بها هلى أكمل وجه
خدمت الوطن وأهله فجزاك الله عنا أفضل جزاء
أطال الله في عمرك وألبسك ثوب الصحة والعافية
طالبتك /أسماء المضحي
نوال العفالق
20/09/2020 في 9:02 م[3] رابط التعليق
عزيزتي مقال رائع احسست وانا أقرأ سطوره كأني في رحلة حياة ممتعة تنوعت أحداثها لتسطر هذا التميز .. دُمتِ أ.فاطمه ودام قلمك وبالتوفيق في بداية حياتك الجديدة وسيخسر الميدان شخص متفاني ومعطاء لأقصى الحدود
أمنياتي لك بموفور الصحة والسعادة
مساعدة الشؤون القانونية أ. فاطمة بنت محمد الماجد
23/09/2020 في 1:51 م[3] رابط التعليق
مقال في قمة الروعة تجلت فيه مسيرة حياة
واقعية لأنسان ذوقين ومبادئ انتهجها خطأً في
مسيرته العلمية والحياتية والعملية بارك الله في
يداً خطت وروح ارتقت ونفس ارتفعت وليس ذلك
بمستغرب على الأستاذة الفاضلة فاطمة الراجح
وتقاعد سعيد ومبارك على كل من نواه واتمنى
لجميع من اتخذ قراره بداية رحلة سعيدة وموفقة
محفوفة بالرضى والراحة والاسترخاء بإذن الله
زائر
23/09/2020 في 11:20 م[3] رابط التعليق
تمر اللحظات والساعات سريعا لتطوى جزء جميلا من حياتنا مع الاخت فاطمة التي احتلت مكانا في قلوبنا
اخيه لن انسى وقفاتك معي عندما وضعت قدمي في سلم التعليم كنت المعين والسند والمرشد لي فاانت فخرا لنا باخلاصك وعطاءك وتفانيك في العمل فانت قصة كفاح وجهد كبير كنت وراءه كافحت حتى وصلت الى القمة ونحن على يقين ان من تعود على العطاء سيبقى معطاء طيلة حياته ولن يتوقف عن تحقيق المزيد والمزيد
اسال الله العظيم ان يسدد خطاك ويوفقك الله في حياتك
فتحية خليفة
29/09/2020 في 12:32 ص[3] رابط التعليق
رهييييب .. أكثر من رائع .. سطر قلمك كلمات تكتب بماء الذهب .. سلمت يمناك
أ.إيمان الغدير
30/10/2020 في 12:10 م[3] رابط التعليق
مقال رائع جداً ومعبر ومفعم بالذوقيات الادبيه الجميله ،، مقال يعكس الواقع بفخامة وابداع ،، سلمت اناملك استاذة فاطمة عبرتي عن مايخالج النفس باسهاب جميل جداً