قال الله تعالى( ولَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ. إِلا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِين) سورة هود: 118، 119
الاختلاف سنة كونية من سنن المولى عز وجل” قال الراغب الأصفهاني الخلاف والاختلاف في اللغة: ضد الاتفاق، وهو أعم من الضد، لأن كل ضدين مختلفان، وليس كل مختلفين ضدين”
كثيراً ما نختلف في آرائنا بسبب اختلاف تصوراتنا للحياة وهذا أمر صحي، ولكن أن يصل الخلاف إلى الخصومة فهذا غير مقبول، وحتى يكون الاختلاف ظاهرة صحية وبعيدة عن الخلاف يجب أن نجعله في عقولنا وليس في قلوبنا، فثقتك بالله سبحانه وتعالى أولا ثم تبني مبدأ الحوار الهادف البناء وتقبل الطرف الآخر وتبادل للرأي من أهم الأسس في إدارة الحوار في الاختلاف.
ينبغي علينا أن نكون عقلاء في خلافاتنا مع الناس فمنهم من لديه منطق العقلاء إن لم تكن معي فلا يعني أنك ضدي، ومنهم من لديه منطق العدائية إن لم تكن معي فأنت ضدي.
إن أحد أهم أسباب خلافنا اليوم عند الحوار هو عدم التمييز بين منطق الخلاف والاختلاف فعلى قدر فهمها نستطيع تحديد آلية التعامل مع أطراف المجتمع، فالخلاف قائم على فرض الرأي والتعصب حيث يريد كل طرف من الأطراف فرض الرأي، فتشتعل نار الفرقة والفتنة ويقع الخلاف، هناك عدة عوامل تساعد في الخلاف بين أفراد المجتمع منها عدم توافق الرغبات وضعف المرونة، التعصب في الرأي، عدم تبني مبدأ التسامح، الاختلاف في القيم والثقافات الاجتماعية.
أن من الرقي وأسس تقدم المجتمعات المدنية أن تتبنى تلك المجتمعات سياسة نحن مختلفين ولكن ليس متخالفين، وأن تنشأ المجتمعات والاجيال القادمة على مفهوم أن مفهوم الاختلاف هو نكمل بعضنا البعض وأن نعيش في تسامح مع النفس والآخرين.
بندر عبد الرزاق مال
باحث قانوني ومدرب قانوني معتمد
عضوية الهيئة السعودية للمحامين الانتساب الأكاديمي
عضوية جمعية الأنظمة السعودية جامعة الملك سعود
عضوية الأمم المتحدة (حقوق الانسان)
bander.abdulrazaq.mal@gmail.com