الألم والآمل كلمتان تشرك في نفس الأحرف ولكن كلاً منهما يحملان معني متناقض في المعني، فالألم كلمة تحمل داخلها العذاب وكلمة الأمل تحمل داخلها السعادة.
عند النظر إليهما نجدهما متشابهين في الأحرف مختلفان في المعني، لكن سؤال هل بينهما صلة؟ وهل تحقيق الأمل مرتبط بالألم؟
أن الأمر يستحق أن ننظر إليه من جانب آخر فرغم التناقض بين الكلمتين في المشاعر ألا أن بينهما ترابط وتناغم عميق حيث أنه لا غنى لأحدهما عن الآخر فلن يستطيع أحد أن يتحمل الألم دون أن يكون هناك أمل، وفي المقابل لا يمكن أن يتحقق الآمل دون المرور بمرحلة الألم، ومن هنا يمكن القول إن الأمرين يرتبطان بنوع من العلاقة السببية، فبالأمل يسهل علينا تحمل الألم من أجل تحقيق آمالنا، فبالعمل الجاد وتحمل الآلام يمكن تحقيق الآمال مما يضفي عليها مذاقاً خاص، فالألم قد يكون بداية، ولكن ليس النهاية فالنهاية هي النجاح وتحقيق الطموح وخلال تلك المرحلة بين الألم وتحقيق النجاح تكون مرحلة الأمل، وهذا ما يجعل من حقوقنا المشروعة الاحتفال بكل نجاح لأنه ثمرة عرقنا وجهدنا، فنحن نتحمل الآلام باختيار وإرادة لأننا نستحق ما هو أفضل بعد أن نتجاوز تلك المرحلة. أن الأمل هو النافذة الصغيرة التي تفتح أفاقاً واسعة من الحياة أمامنا، ولولا الأمل في الغد لما تحملنا الألم أحياناً يغلق الله سبحانه وتعالى أمامنا باباً لكي يفتح لنا باباً آخر أفضل منه، ولكن معظم الناس يضيع تركيزهم ووقتهم وطاقتهم في النظر إلى الباب الذي أُغلق، بدلاً من ينظر إلى باب الأمل، فالأمل العظيم يصنع الأشخاص العظماء.
يجب أن ندرك أنه لا يستطيع أحد أن يدرك مقدار الألم الذي تحمله غيرك وهذا ما يجعل أحساسك بالآمل وفي غداً مشرق دافع والقوة الخفية التي تدفع بك إلي تحقيق النجاح، حينها ربما نكون قد أدركنا الحقيقة من خلال عقولنا وجعلنا من الألم نقطة انطلاقنا يقول برايان تريسي “كل تجربة هي تجربة بناءة فعالة إذا ما اعتبرت فرصة للنضج والتعلم والضبط النفسي، ولو أدرك البشر حقيقة الألم لعلموا أنه نعمة عظيمة وهبة جليله ومنحة كبيرة”، أن الحياة الواعية تكمن في تجاوز التجارب القاسية وقلب موازين الضعف الي موازين قوة لصالحنا وتغلبنا على الألم مع الأيمان المطلق انه ليس هناك ألم مستمر فدائما ما يكون مذاق الدواء مراً لكنه يخفي خلف ذلك المرار الشفاء من الداء.
بندر عبد الرزاق مال
باحث قانوني ومدرب قانوني معتمد
عضوية الهيئة السعودية للمحامين الانتساب الأكاديمي
عضوية جمعية الأنظمة السعودية جامعة الملك سعود
عضوية الامم المتحدة (حقوق الانسان)
bander.abdulrazaq.mal@gmail.com
التعليقات 1
1 pings
زائر/ ريهام
22/10/2020 في 3:24 م[3] رابط التعليق
ماشاء الله كتابات جميلة وجمل منمقة مبدعة حتى أن الجوانب التي لخصت بها الموضوع تصل إلى ذهن القارئ بكل سلاسة أشكر ابداع قلمك الرائع وفي سطور عباراتك هناك طاقة ايجابية وأمل كبير