نظم منتدى الثلاثاء الثقافي ندوة “الحوار الاسلامي المسيحي: الضرورات والتحديات” بمشاركة القس الدكتور رياض جرجور الامين العام للفريق العربي للحوار الاسلامي المسيحي، وادارة الاستاذ بدر الشبيب وذلك مساء امس الثلاثاء بحضور جمع من المثقفين والمهتمين.
وتحدث القس جرجور في بداية الندوة حول الاحداث والتوترات المتواصلة وخاصة الاخيرة في امريكا واوروبا التي ينبغي أن تدفع لمواصلة الحوار بين مختلف الاطراف من اجل التخفيف من هذه التوترات الحادة.
ووصف السياق الاقليمي بأنه يتسم بعدة مظاهر ابرزها: عودة التدين منذ تسعينات القرن الماضي، وتحول الدين كعنصر أساس في صيرورة المجتمعات البشرية، ومآلات الحالة الدينية من صراع الحضارات.
وقال أن المطلوب في الحوار هو العمل على ازالة الالتباسات عن الاديان، وتجاوز اعتبار الدين وكأنه مكون تكوينا نهائيا، ومعالجة النظرة المشوهة للذات وللآخر، وتحاشي المطبات المعرفية كالمفاضلة والفوقية، موضحا أن الحوار قد يكون عقائديا او حوارا للعيش المشترك او جامعا بينهما، والتجربة تثبت ان حوار العيش المشترك هو الاكثر الحاحا وإفادة للمجتمعات البشرية
وحول الاسلاموفوبيا قال بأنها حالة من القلق والخوف من الاسلام نسجها الغرب واثار رعب المجتمعات منه فكريا وعمليا، ونتجت عنها مواقف وسياسات غير عادلة، موضحا أن الحوار ينطلق من حق الآخر في المعتقد واحترام خصوصيات كل طرف وعدم المس بالرموز والمقدسات الدينية، ولا يمكن لحرية التعبير ان تكون وسيلة للافتراء على الآخر.
وأضاف في جانب من حديثه أنه من المهم نقل الحوار الاسلامي المسيحي من النخب الدينية والثقافية الى القواعد الشعبية ومواجهة الجهل بالآخر وعمليات تشويه الصورة، ونشر وتدريس ميثاق اسلامي مسيحي، مضيفا أن من معوقات الحوار استخدامه لتبشير الآخرين، والمفاضلة واظهار التفوق، والجهل بالطرف الآخر. وينبغي رصد حالة العيش المشترك موضوعيا وتحديد مواقع التوترات واكتشاف المساحات المشتركة.
ونبه الى ان هناك هجرة واسعة للمسيحيين العرب للخارج بسبب التوترات والصراعات الدينية في المنطقة بسبب السلوك المتطرف والتوظيف السياسي للدين، موضحا أنه على الرغم من عمق التحديات التي تواجه مشاريع الحوار، الا انه لا يزال هو الخيار الافضل المتاح، وعلينا التاكيد على ربطه بالمعرفة الموضوعية بدلا من الجهل .
وأكد في خاتمة حديثه انه لا يوجد خلاف اسلامي مسيحي في المنطقة على مستوى القيادات الدينية والسياسية، وهناك حالة من المصارحة والوضوح والتكامل بين مختلف الاطراف، مشيرا إلى أن جراح الحروب الاهلية لا تندمل بسهولة، وقد تظل حاضرة لعدة أجيال، ولهذا ينبغي العمل على ضبط خطاب الكراهية والتحريض عليها والعمل على تعزيز مفاهيم المواطنة ومعالجة التوترات وبناء السلم الاهلي.