الثالث من ديسمبر ..
في تمام السابعة وتسعا وخمسون دقيقة مساء، كان الزمن وقتها يتسارع بشرارة غير اعتيادية البتة، وكان القلب يدق أجراسه بنذير القلق بشكل لافت كيف سيكون؟، وهل سيكون ؟، وأسئلة أخرى، وذلك في مساء الثالث من ديسمبر ليلة الاحتفاء بأرباب الاحسان والأكف البيضاء بمبادرة أسرية عن شيخنا / مبارك بن فهد السيف رحمه الله في أسرة الهلال الذي كان رحمه الله الخير سمته وديدنه،كانت ليلة مطرزة بفيض من المشاعر والأحاسيس وتقلد فيه الفرح والبهجة قلائد نفيسة وبوشي من الجمال غير اعتيادي.
وبتفكير جماعي من المباركات النيرات ” أخواتي ” أنبرت فكرة المبادرة لتكون بمثابة النور لإعادة التواصل الاجتماعي مع الأسرة في ظل الظروف الراهنة ، تسابق الجميع لتقديم أطر التنفيذ وقبلها الشباب ” مبارك وعبدالله وريان وإبراهيم ” بالحماس لوضع خطة عمل والشروع بالتنفيذ لتحديد تاريخ نهائي للاحتفاء والعمل بالتزامن لسرعة الإنجاز ، لا أعرف كيف كانت مشاعري مختلطة بين الفرح والدموع حينما سارعت ” ميسم ” بنت أختي على الخاص لتسألني خالتي متى بنجمع لميزانية المبادرة ؟،وتلاها الشباب بأهمية سرعة العمل وأنهم على جاهزية عالية جداً ، حتى انا اجتماعاتنا كانت تبدأ من الساعة العاشرة صباحاً وتمتد للهزيع الأخير من الليل في قروب المبادرة معهم ، بحق لا أعرف كيف كان الوقت يتفلت من أيدينا ليسبق خطواتنا أحياناً .
اتصالات ا/ خليفة الهلال ” أبا المبارك ” للاطمئنان على سير العمل كانت مشجعة دوماً وتبدي استعداد للعمل المشترك لتحقيق المأمول، كن في الحقيقة نشحذ منشار العزيمة منه لتطوير بعض الأفكار أكثر وأكبر.
أبا فؤاد ا/ يوسف بن فهد الهلال” عميد الأسرة ” الأب الروحي للمبادرة، كانت كلماته ضماد دافئ ، كانت تلطفه وذوقه وكلماته المخلوقة من العطف والحنان، تلهمنا في العمل ، وتثير شهيتنا لبذل المزيد والمزيد ، وتمدنا بمدد السعة والسلام لله در العظماء وماحباهم به الكريم.
في الثالث من ديسمبر ألغيت المواعيد والارتباطات إيذانا بالتدشين الموعود بعد انقضاء زهاء تسع وعشرون ليلة،كان العمل فيها من الصباح وحتى المساء وكنا في فرق عمل تعمل بروح اليد الواحدة والروح الواحدة، ننجز ثم نلغي ثم نطور ثم نخرجه نهائيا ونضعه في مجلد الاحتفاء استعداد لليلة البهاء والنور.
تعلمت من هذا المشروع أن الشباب جسد فتي وروح يقظة متقدة، لا تنفك عن الحماس والعمل الجاد، لديهم إصرار،لديهم عزائم، في قلوبهم وديان من حنان وحقول من الحب الحقيقي ، وفي الحقيقة هم استثمار حينما توكل المهمات لهم ليعملوا بجسارة وتحدي مع ذواتهم .
المبادرة لم تهدف فقط للتكريم والتوقير فحسب، بل لإبراز الأدوار الريادي لبعض المحسنين داخل الأسرة وخارجها، وليقتدي بهم الشباب عبر خارطة الطريق الناضجة لهؤلاء، بل ولمزيد من التماسك والتواصل وإعادة ترميم بعض الوشائج، لنكون جميعاً جسد الحب والتعاون واللحمة الواحدة.
المبادرة أفصحت عن مكنون المحبة للوالد رحمه الله، والذي نضح من خلال الكلمات المسبوكة بالصدق والمطيبة بالذكريات الجميلة معه، الذي كان بمثابة الدرس لنا جميعاً “أغرس في كل قلب تقدير وتكريم تحصد حباً نقياً لا صلاحية له.. ولا انتهاء.
كان الوالد يعمل ليلاً ونهاراً، كان روحاً تعمل بصمت أحيانا وكنا حينها لم نفقه بعض الممارسات وذاك الجهد والعمل الدؤوب حتى أنبلج فجر تلك الأيام ليخبرنا أن الحياة تقبل فقط لمن يحملون هوية الحكيم والذي يتفنن في اسداء الخير للذات أولاً ثم الأسرة وذي القرابات ولمن هم في مسيس الحاجة لها، وأن السعادة تكبر في القلب حينما تتشاركها مع الآخرين.
مائتا وسبعة شخص حضروا الاحتفاء افتراضياً، عدد المكرمين وصل لأكثر من47 شخصية عدد الفعاليات أكثر من 31 فقرة بمزيج من الترقب لتقديم العمل بصورة تليق بالمكرمين وبسيرهم العطرة التي فاحت وتضوعت عطراً فكانت المبادرة قليل من كثير قدموه.
ساعة وتسعا وثلاثون دقيقة هي زمان الاحتفاء، لا نعرف كيف أنجز العمل، لكن ننعرف جيداً أن الخير هو هدية الله لقلوبنا وسعة لأرواحنا، حتى حان وقت الشكر لكافة العاملين وانهال بعدها سيل الحمد والامتنان للديان أن وفق وهدى وتمم من قبل المباركات النيرات وأبناؤنا، الذي خالطته الدموع تارة، وتارت العزيمة للجديد القادم بإذن الله لتكون النسخة الثانية من المبادرة للمبدعين برعاية الله وتوفيقه الذين ندعوهم من هذه اللحظة أن يكونوا نسخاً فريدة تبهر العالم وتثير شغفه نحو عمارة الأرض بقوالب ابتكارية كيف لا؟ ونحن خلفاؤه ” قال إني جاعلك في الأرض خليفة ” كونوا كذلك.
التعليقات 1
1 pings
زائر
06/12/2020 في 11:11 ص[3] رابط التعليق
نعم لقد كنتم عند الموعد ما أجمل
وما أروع العمل إذا اثمر بتوفيق الله
ثم بجهود القائمين عليه
وفقكم الله وسدد خطاكم