قال تعالى : (وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ …)
استاء الكثير من عامة المسلمين من حادثة الإساءة للنبي الأكرم محمد صلى الله وعلى آله والتي جرت في فرنسا الشهر الماضي لمكانة النبي العظيمة عند رب العالمين ، وأنه سيد الخلق أجمعين ، وللمسلين الحق في ذلك بأن يغضبوا ، ويرفضوا أي كلمة قيلت فيه صلى الله عليه وآله ..؟
لأن مكانة (النبي ص) لا أحد يعلمها إلا هو وحده سبحانه فيكفي أنه أفضل الأنبياء والمرسلين ..؟
ولكن هل تسائل المسلمون من أين جاءت هذه الإساءة؟ لا شك انها لم تأتي من فراغ ..؟ وأعظم مصيبة أن المسلمين أنفسهم من ساهم في ذلك سواء في بعض كتبنا التاريخية أو في بعض ما ينشر على قنواتنا الفضائية أو مايتداول في الواتساب، ففي كل ذلك لا تجد الإحترام الكافي للنبي وأهل بيته ، وصحابته الكرام ..!!
وإليك بعض الصور :
فإذا كان النبي يوصف بأنه لا يعلم كثير من الأمور .. أو أنه يتبول من وقوف .. وأنه يجلس في مجالس الطرب والغناء وأنه كثيرا ما يسهو … وغير ذلك ؟
فمن الطبيعي أن يتجرأ الآخرين عليه وخاصة من غير المسلمين ..؟؟
ثم عد إلى سلوكيات المسلمين ، وتصرفاتهم هل تجد أنهم اقتدوا بسنة (النبي ص) أو طبقوا شيئا منها ..؟
نعم أخذوا من سيرته ، ولكن لم يطبقوا إلا اليسير والقليل منها ، وتركوا باقي سنته خلف ظهورهم ..
وحتى من قام بالدفاع عن النبي ص هو أصلا لا يطبق الكثير من سيرته ويخالفه في كثير من تصرفاته لذلك وجدها الأعداء فرصة مناسبة للنيل من النبي ص حيث يقول تعالى .. {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ} ..
كذلك لاحظ كيف تنتشر بيننا : الغيبة ، والنميمة ، والبهتان ، وقول الزور وترك الحجاب ، والحقد والكراهية والبغضاء … وغير ذلك فأين نحن من سنته وسيرته وسيرة الآل ، والاصحاب..؟
فوصل الأمر إلى أن يعتدي الأبناء على الوالدين بل ويقتلوهم وكذلك بين الأخوة والأخوات فهل في ذلك من الدين أو الإسلام؟ وهل من سنة النبي الأكرم ص ذلك والمصيبة إننا لم نجد ذلك في الأمم الأخرى ..؟
ولم تكن هذه الإساءة هي الأولى؟
ولن تكون الأخيرة طالما أننا لم نقدر نبينا التقدير الصحيح في جميع أمورنا العامة ، والخاصة .. لذا إننا بحاجة لمراجعة حساباتنا مرة أخرى في كثير من حياتنا ليكن لنا نبينا الأكرم أسوة ،وقدوة نلتزم ، ونحترم ونقدر كل ما أمر به ونهانا عنه ،والا نحن مشتركون معهم في الإساءة؟ بل ونعصي رب العالمين من حيث لا نعلم ، وهذه هي المصيبة الكبرى .. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .