مما يؤلم النفس رؤية صنابير المياه في حمَّامات المساجد والحمامات العامة وحمامات محطات الوقود وهي تهدر دون حسيبٍ أو رقيبٍ بسبب عُطبٍ في هذه الصنابير هادرةً ثروةً وطنيةً لا تُقدَّر بثمنٍ ثروة يحتاجها أناس يعانون العطش في مجتمعاتهم الفقيرة.
فكم رأيت من صنابير معطوبةٍ وهي تسيل على الدوام دون توقفٍ سواءً في حمامات مساجد أو حماماتٍ عامةٍ في الشوارع أو حمامات محطات خدمة السيارات وكل من يستخدم هذه الحمامات لا يكترث أو يعبأ بها بما فيهم العاملون في الموقع غير مدركين أن هذه المياه قد كلَّفت الدولة الأموال الطائلة في تحليتها وتوصيلها للمشتركين مياه عذبة صالحة للشرب يحتاجها أناس عطشى يتمنونها في بلدانهم الفقيرة حيث يشربون المياه الآسنة التي تشربها البهائم ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وبعض المواطنين مع بالغ الأسف حين يعطب صنبور في بيته أو خرطوم أو محبس لا يبالي به فيتركه على حاله بحجة الانشغال وهو يصب دون توقفٍ وحين تصله الفاتورة عالية يتذمَّر منها ولا يدرك أنه السبب في ارتفاعها بسبب عدم المبالاة.
وأذكر إمرأةً هداها الله كانت تترك الصنبور يسبسب وحين سألتها عن السبب قالت لكي لا تنبعث الروائح الكريهة من المرحاض أو الصفاية دون أن تعي أنها تهدر ثروةً ليس لها ثمن يقول الرسول عليه الصلاة والسلام (لا تُسرف في الماء ولو كنت على نهرٍ جارٍ) فالماء أرخص موجود وأغلى مفقود لا ندرك قيمته إلا حين فقده.
ومن جهةٍ أخرى أرجو تكرم أمانة الأحساء بصيانة حمامات شاطئ العقير التي تعرَّضت للتخريب ولا عاد من بينها حمام واحد صالح للاستخدام مما يوقع المتنزِّهون في حرجٍ شديدٍ عند حاجتهم لقضاء الحاجة حيث جميع دورات المياه تعرَّضت للتخريب من قبل أشخاصٍ لا يملكون ذرةً من الإحساس بالمسئولية ولا الشعور بالوطنية فقد تم تكسير الصنابير وسَد المراحيض وتخريم الأبواب وخلع أقفالها ومقابضها والكتابة عليها وعلى الجدران بكلماتٍ مقذِعةٍ يعف اللسان عن ذكرها ومثلها تم فعله في المغاسل وصنابيرها وخراطيمها ومراياها حتى غدت في صورةٍ بشعةٍ تسئ لبلدنا الواعد سياحياً.
سفير السلام
عضو هيئة الصحفيين السعوديين وهيئة الاعلام المرئي والمسموع
شاعر وكاتب ومؤلف