أعادني ملعب الصخرة الترابي الواقع في أحد شعاب مكة المكرمة الواقع بين ضاحيتي الشرائع والجعرانة شرق مكة المكرمة إلى خمسة عقود من العمر ، وتذكرت الزمن الجميل الذي كنا نمارس فيه معشوقتنا كرة القدم في الأراضي الفسيحة البيضاء في صحاري حي “الرصيفة” غرب العاصمة المقدسة ، عندما حضرنا لمساندة ” فريق مركز حي الشرائع” في مشاركته في لقاء ضمن دوري “ملعب الصخرة” ، فتأملت المكان جيدا فوجدته على نفس حالنا في ذلك الوقت ، مرميين بأنابيب حديدية ، أقيمت على جانبي أرض فضاء ، حدد ميدان اللعب “بالجير” الأبيض وروعي في الرسم محاكاة شكل ملاعب كرة القدم القانونية ، فهناك خط تماس وأن كان غير مستقيم ومتعرج ، وخطوط أخرى على محاذاة المرميين وفي أركانه قوس مصغر موضع تنفيذ الركلات الركنية ” Corner” ، وامام المرميين رسمت خطين مربعين ناقص ضلع وهي الثمانية عشر ياردة الستة يارادات “خط الثمانية عشر وخط الستة” وفي المنتصف دائرة النصف ، وأرض الملعب “ترابي” متماسك يعلوه الغبار أثناء الحوارات الثنائية والثلاثية بين اللاعبين وقد يحجب الغبار بعض اللقطات الجميل عندما تثار الأتربة بفعل الكر والفر
وفي طريقنا إلى الملعب مررنا بأرتال من الرمل ، وصخرات موزعة توزيعا طبيعا أضفى على الموقع رونقا وجمالا ، المكان خارج العمران ، لكنه لا يبعد سوى مترات قلائل عن أحدث ملاعب العاصمة المقدسة الواقع ضمن مدينة الملك عبدالعزيز الرياضية بالشرائع ، أتخذنا من أحد الصخرات موقع للجلوس ، وتابعنا اللقاء بارتياح لجمال المكان وبساطة التنظيم
وهذا الحال قادني إلى التفكير جليا بحال الشباب ممارسي كرة القدم في مخططاتنا ، لماذا لا تهتم البلديات بإيجاد الملاعب المخصصة لكرة القدم على أراضي الخدمات الوسيعة والفسيحة والمتروكة دون فائدة في انتظار أن يشملها تنفيذ المطلوب ولو مؤقتا وفق نفس المتطلبات الذي لا يشكل أي عبي عليهم ، وهذا العمل بالتأكيد له فوائد جمة في مقدمتها نكفي الشباب هم الذهاب إلى خارج نطاق العمران والذي لا يؤمن جوانبه في بعض الأحيان ، إلى جانب القضاء على تحويل تلك المساحات إلى مرمى لمخلفات البناء كما هو حاصل الآن ونعاني منه كثيرا داخل المخططات خصوصا شرق مكة المكرمة وتحديدا في مخططات الشرائع ، فبتحويل تلك المساحات إلى ملاعب ترابية ذات مرميين بأبعاد قانونية غبر مكلف البتة، ويحقق فوائد جمة نقضي على سلبية ذهاب الشباب إلى خارج نطاق العمران ، والقضاء علي مخلفات البناء ، وعلى رابطة فرق الاحياء السعي لتحقيق هذا الجانب بالتعاون مع البلديات الفرعية بما يستطيعون