دعني أتجرد بحضوري هنا، وأهمس في أُذن وجودي هناك: تيقن أن لكل علم نتاج، ولكل نتاج معرفة، ولكل معرفة ثقافة، ولكل ثقافة رأي، ولكل رأي قناعة، ولكل قناعة إدراك، ولكل إدراك سلوك..
من هنا أتت هذه المحصلة التي أظهرت سلوك البعض منا؛ وذلك لاجترار كثرة الأسماء في سلسال سياق كلامه، كالذي يختبئ خلف الأسماء المستعارة للتعقيب على نفسه بوسائل التواصل الاجتماعي.. أو كالذي يُسافر للتعلم خارجاً، وساعة ما يأتي لزيارة أهله يدّعي إضاعة طريق العودة وقاموسه اللغوي؛ كيما يترنم بحبال الألقاب التي يضعها الآخر أمام اسمه بجهات أُخرى!!
مما جعل اليراع يتوقف عند هذه الناحية والاسترسال فيها دون غيرها!
وربما لأن الظواهر الملاحظة تتبع سياق هذا القول: كلما شحذت الأسماء فيما قلنا وتقول، كلما زادت الهيمنة بثقافتك، والاستعلاء بها فوق طائرات (F 15) من جهات أخرى!
ــ فمن هو المثقف الحقيقي؟
ــ أهو من يُدير شؤون يومه بكل اقتدارٍ وتمكنٍ؟
ــ أم هو الذي يترنح ما بين الوصاية والوشاية؛ والتبعية العمياء ولبس الأقنعة؟